عشرات الآلاف يشاركون “حزب الله” في تشييع أمينَيْه العامّين نصر الله وصفي الدين..
“المدارنت”..
احتشد عشرات الآلاف من مُحازبي ومؤيّدي “حزب الله” على مشارف بيروت، اليوم، الأحد، الواقع فيه 23 شباط/ “فبراير” الجاري، من أجل المشاركة في تشييع الأمين العام الراحل لـ”حزب الله”، السيد حسن نصر الله، بعد مضي ما يقرب من خمسة شهور على إستشهاده في غارة جوية معادية.
وكان اغتيال نصر الله، الذي قاد “حزب الله” عبر عقود من الصراع مع “إسرائيل”، وأشرف على تحوّله إلى قوة عسكرية ذات نفوذ إقليمي، من بين الضربات العنيفة الأولى خلال تصعيد “إسرائيلي” أضعف الحزب بشدة.
وتجمع أنصار “حزب الله”، وهم يحملون صور نصر الله ورايات الحزب، ورايات حسينية، في ملعب مدينة “كميل شمعون الرياضية” في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية، حيث الحضور القوي والبارز لـ”حزب الله، في ساعة مبكرة من صباح اليوم، للمشاركة في تشييع السيد نصر الله، وخليفته السيد هاشم صفي الدين.
وضاق ملعب “مدينة كميل شمعون”، الذي يضمّ 55 ألف مقعدًا، بالمشاركين، الذين وفدوا اليه قبل ساعات من بدء مراسم التشييع.
كما شارك في عملية التشييع، وفد رسمي من إيران، وآخر عراقي، وقادة فصائل عسكرية ميليشياوية مثل “الحوثيين” اليمنيّين.
ويهدف الحزب من مشهد التشييع، إلى إظهار قوته بعد أن خرج ضعيفًا من حرب العام الماضي مع “إسرائيل”. التي قتلت معظم قياداته وآلاف المقاتلين، وأحدثت دمارًا كبيرًا في مناطق الجنوب والبقاع وبيروت.
وزاد الأمر سوءًا عند الحزب، بعد الإطاحة برأس النظام السوري الطاغية المخلوع بشار الأسد، أحد أبرز حلفاء الحزب، ما أدى إلى قطع طريق الإمداد الرئيسي بالمال والعتاد العسكري للحزب الذي تزوّده فيه إيران، تحت عنوان: “تحرير فلسطين”.
كما يُشيع “حزب الله”، اليوم، خليفة نصر الله السيد صفي الدين، الذي قاد الحزب لمدة أسبوع بعد اغتيال نصر الله. وقُتل صفي الدين في غارة معادية بعيد إعلان أنه خليفة نصر الله.
وبعد وفاته، دُفن نصر الله بصورة مؤقتة الى جوار ابنه هادي (دُفن كوديعة)، ولم يتحدد موعد إقامة جنازته الرسمية حينها، لإعطاء القوات المعادية الوقت اللازم للانسحاب من جنوب لبنان، بموجب شروط وقف إطلاق النار الذي دعمته الولايات المتحدة وأنهى الحرب.
وعلى الرغم من انسحاب “إسرائيل” إلى حد كبير من الجنوب، فإن قواتها لا تزال تسيطر على خمسة مواقع على قمم تلال في المنطقة. ونفّذت “إسرائيل” غارات جوية على جنوب لبنان، اليوم، بذريعة رصدها نشاطًا ميدانيًا لـ“حزب الله”، كما حلّقت أربع طائرات حربية معادية فوق جموع المُشيّعين في المدينة الرياضة على علوّ منخفض.
وتصاعد الصراع في لبنان، بعد أن شنّ “حزب الله”، سلسلة هجمات على الكيان الصهيوني تحت عنوان: “إسناد غزّة”، التي تخوض مقاومتها حربًا قاسية ضد العدوّ، منذ تنفيذ “حركة المقاومة الإسلامية/ حماس”، عملية “طوفان الأقصى”، وأسَرت عددًا كبيرًا من الإرهابيّين الصهاينة في 7 تشرين الأول/ “أكتوبر” 2023.