«علي بابا».. الحرامي الذي حكم سوريا 20 عامًا.. وإمرأته حمّالةُ الذهب!
“المدارنت”..
كشف الإعلامي سامي كليب في حلقته الأخيرة على أثير قناة «الغد»، عن مذكرتيّ توقيف بحق الرئيس الهارب بشار الأسد من قبل السلطات الفرنسية، لم تستجب لهما موسكو حتى الآن.
في الوقت نفسه، دعا خبراء في بريطانيا هذا الأسبوع الى تسليم سوريا الأصول المجمدة للرئيس المخلوع. الأولى الآن أن تكون هناك مذكرة رسمية سورية باسم الشعب والقيادة المؤقتة بتسليم رأس النظام، الذي نهب وتاجر بكل ثروات هذه البلاد، وبأرواح السوريين وأرزاقهم، ماضيهم ومستقبلهم.
التحقيقات يجب أن تبدأ فورا في كل دول العالم لتقدير حجم المنهوبات، فنحن بحاجة لمجهود دولي لحصرها والبلاد متأهبة لإعادة الإعمار وتضميد ملايين الجراح الاجتماعية والاقتصادية، التي قد تستغرق عقودا.
هذه الثروات جمعتها هذه الأسرة بشكل خبيث على مدار نصف قرن واستطاعت أن تحفظها بأصول نقدية أو عقارية أو استثمارية أو صناديق سيادية، وغيرها عربيا وإقليميا ودوليا.
فوفق إحصاءٍ لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية صادر في 2023، فإنّ 90 في المئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.
وتقول صحيفة «ستريت جورنال» إن استثمارات هذه العائلة على مدار نصف قرن من الأب الديكتاتوري المستبد الى دراكيولا الابن، الذي كان يتغذى على دماء السوريين وأموالهم، استخدم الأقارب لاستثمار الأموال المهربة، وأغلب أفراد العائلة لديهم ثروات مهولة، وليس بعيدا اتهام محكمة فرنسية لرفعت الجزار بغسيل أموال بمئات الملايين وحكم عليه ثم اختفى وهرب لسوريا. فيما «جاهدت» حكومة القائد البعثي «المناضل» حافظ الأسد لاسترجاع 13 مليار دولار في منتصف التسعينيات من بنوك سويسرا، كانت موضوعة باسم نجله المتوفى باسل، وهي ريع بيع ونهب النفط السوري.
اندرو تابلر، المسؤول السابق في البيت الأبيض قال إن عملية البحث عن ممتلكات النظام في دول العالم ستحتاج وقتا، والسبب أن النظام كان لديه الوقت الكافي لإخفاء المسروقات، وبالتالي فأسرة الأسد كانت جاهزة ومستعدة تماما لهذا الفرار، لهذا كانت أمورهم منظمة في روسيا وروسيا البيضاء ورومانيا، والسؤال ما هي مصادر المسروقات وهذه المبالغ الكبيرة التي كانت سببا في ثراء عائلة «الوحش» كلها، رغم العقوبات التي كانت مفروضة على النظام بعد عام 2011؟
أسكوبار الشام
لا يخفى على أحد أن الأسد اعتمد على مصادر قذرة ومشبوهة لتجميع الثروات وتهريبها، فالى تجارة المخدرات، التي كانت دولة ضمن دولة، ويقودها «أسكوبار» الشام، والتي كان مسؤولا عنها بشكل رسمي ماهر الأسد، وكان يحقق ربحا سنويا بحوالي إثنين ونصف مليار دولار في المتوسط، وكان يشرف بنفسه على كل المعامل التي تصنع وتصدر وتهرب هذه المخدرات ويديرها أفراد من عائلة الأسد في اللاذقية وطرطوس.
وتكشف منظمات ومسؤولون أمريكيون أن بشار يملك عقارات كبيرة وفنادق فاخرة في روسيا وأوروبا، مع عدد كبير من الفنادق الفارهة في فيينا سويسرا وبعض الدول الأوروبية.
وفي لندن هنا لديه قصر قيمته حوالي 30 مليون دولار في حي ماي فير الراقي في لندن، وهناك أمر بتجميد أصوله.
لم يكتف دراكيولا المال بذلك، فحسب «فايننشيال تايمز» فإن بشار حول 250 مليون دولار لموسكو خلال سنة 2019 فقط، في واحدة من السنين التي كانت سوريا تعاني نقصا حادا في العملة الأجنبية، وإذا كانت هذه العائلة أخرجت في سنة واحدة عجفاء هذا المبلغ، فماذا عن باقي 53 سنة كم أخرجت على أيدي أفرادها؟ وهذه الأموال كانت تزان وترسل أوراق الدولارات النقدية بالأطنان الورقية من فئة مئة دولار و500 يورو، حسب المصرف المركزي السوري.
وتعتبر روسيا ملجأ هذه الأموال منذ 2011 السنة التي فرضت دول الغرب العقوبات على هذا اللا نظام. هذا الذي كان يمهد لمصيره وحياته الجديدة في روسيا بعد الهرب، اشترت عائلته في موسكو 20 شقة فاخرة جدا ومميزة، حسب تقرير لـ»الفايننشيال تايمز» عام 19.
وخلال الحرب الأهلية التي خلقها وقادها هذا النظام كانت زوجته أسماء الأسد بدورها تشتري الشقق والعقارات في روسيا وغيرها عن طريق شركات كبيرة ووسطاء، في دبي ولندن، عدا الحسابات المصرفية السرية والتي لا يعرف عددها حتى الآن، وحسب مصادر بريطانية جمدت السلطات البريطانية بعص الحسابات تصل الى 50 مليون دولار في فرع لندن للبنك الدولي «أتش أس بي سي».
وهناك 200 طن من الذهب تسيطر عليها هذه الأسرة، وتصل قيمتها 22 مليار دولار. والقيمة الاجمالية للمنهوبات تقدر حتى الآن بـ 122 مليار دولار.
المفاجأة المرعبة هنا أن النظام لم يكن متورطا رسميا بسرقة المال والذهب وتجارة المخدرات فقط، بل وكذلك أقذر تجارة في التاريخ البشري، وهي الاتجار بالبشر أو بيع الأعضاء البشرية الخاصة بالسوريين، وحسب تصريح لأحد الأطباء الذين عملوا مع النظام في دمشق قال إن المساجين والمعتقلين الذين كانت تسوء حالتهم في سجون النظام كانوا يُحالون للمشافي العسكرية، وتتم لهم عمليات جراحية يجري فيها استئصال أعضائهم كقطع غيار لتباع بعد ذلك بأسعار خرافية!
وليس المساجين وحدهم من كانوا الضحايا فقط، فوقت الحصار المميت الذي فرضه النظام على بعض المدن في سوريا كان يساوم المرضى على الخروج شرط تقديم أعضاء، مثل الكلية أو قرنية العين، وقد تشكلت المافيات المسؤولة عن تجارة الأعضاء رسميا بعد عام 2011 في إدارة الخدمات العسكرية في إدارة مشفى تشرين العسكري ومستشفى حرستا ومستشفى المزة، كما كانت الجثث تباع للتدريب الطبي كذلك.
وفي مقابلة حديثة مع مروان العش، رئيس مجلس المعتقلين السوريين كشف عن عمليات تجارة الأعضاء وسرقة الكلى، بدءا من تجارة الجلد البشري، مرورا ببيع جثث المعتقلين في السجون والتجارة في لحم السوريين ودمائهم!
ولا ننسى فرع السرقة والنهب في العائلة غير الكريمة رامي مخلوف، ابن محمد مخلوف، المسؤول عن نهب المصرف العقاري بتكليف من حافظ الأسد، ثم بشار، ويأتي مخلوف في المركز الثاني بعد بشار الأسد، وهو الذي يملك الإمبراطورية المالية المعلنة، والتي تملك شركة «سيريا تل» للاتصالات ومعها «شام القابضة» و»راماك للاستثمار» و»راماك للمشاريع التنموية» وغيرها الكثير من الشركات الأصغر. ولم يكن مسموحا لأي شركة عالمية أو محلية في كل سوريا إلا وكان يحصل منها على نسبة له ولبشار شخصيا، وكانا مثالا لتزاوج السلطة برأس المال القذر.
وقد أقامت الخزانة الأمريكية ستارا اقتصاديا لنظام بشار في 2011 بوضع عدد من الشركات التي يملكها رامي على لائحة العقوبات بتهمة تورطه بصفقات فساد تتجاوز عشرات المليارات، ورامي الذي حاول أخذ الجنسية النمساوية برأس مال تجاوز عدة مليارات، يتم الآن اكتشاف مئات المصادر المخبأة له والأسهم والعمل جار على حصر لأصول جديدة.
يجب أن يعلم السوريون الآن كيف تم تهريب هذه الثروات؟ ومن ساعد في تسهيل هذه العملية؟ التي تعتبر واحدة من أكبر عمليات السلب المنظم التي شهدتها المنطقة في العصر الحديث.
ووفقا لتقرير قدّرت الاستخبارات البريطانية «أم أي 6» أن ثروة الأسد تصل إلى 200 طن من الذهب، و16 مليار دولار، و5 مليارات يورو، أي ما يساوي ميزانية سوريا لسبع سنوات، وفق بيانات عام 2023.
سيدة الصرامي!
والطامة الكبرى إذا كان هذا المخلوع والغا بدماء وثروات السوريين، فما الذي يجعل زوجته التي تربت في المملكة المتحدة وتعلمت في مدارس لندن الراقية، تصبح جابية وخازنة وشريكة كاملة بسرقة ثروات السوريين؟ فقد بدأت – بمجرد زواجها منه – بما تحبه غالبية النساء عادةً، أي بشراء الملابس والأحذية والحقائب والمجوهرات الباهظة السعر الموقّعة من مصمّمين عالميين. تشهدُ على ذلك عشرات علب المصاغ الفارغة التي عُثر عليها في القصر المهجور.
وبعد سيطرتها على جزء من مسروقات رامي مخلوف ووضع أموال السوريين كلهم في بطاقتها الذكية، انتقلت إلى مستوىً آخر من التسوّق، فباتت تُنفق مئات آلاف الدولارات على الأثاث والديكور المنزلي الفاخر، وعلى التُّحَف النادرة.
أنيسة السيدة الأولى «القديمة» والدة الرئيس الابن، كانت مغرمة بالألماس من احتكار بيع الدخان عبر مؤسسة التبغ السورية و«الجديدة» بالأحذية.
وبينما كانت الحرب مشتعلة في البلاد، سرّبت وثائق «ويكيليكس» أنّ السيّدة المولعة بالبذخ، اشترت حذاءً مرصّعاً بالكريستال بقيمة 7 آلاف دولار، وأنفقت 350 ألف دولار على ديكور قصور العائلة.
وفي الوقت الذي كان الأطفال السوريون يموتون جوعا وفقرا ومن البرد وقلة الدواء كانت «السيدة الأولى» حمّالة الذهب!
ويبدو أن ماتيلدا ماركوس السورية، سيدة الأحذية ذهبت برائحة الياسمين وحلت مكانها رائحة الصرامي!