غدًا نلتقي.. “من طِفلةِ فلسطين إلى طِفلةِ لبنان”..!
كتبها الباحث د. القادري في الذّكرى السّنويّة الأولى لـ(طوفان الأقصى)..
“المدارنت”..
=======
(1)
أُختاهُ… تِلكَ خُطوطٌ فوقَ أوراقي
دوَّنْـتُها بِــمِدادٍ مِنْ دَمي الباقي
أنا وأنتِ، معَ الآلامِ رِحلَتُنا
أَمَّا الجِراحُ فتَبْقى طَيَّ أعْماقِ
نَـمْشي عَلى الْـجَمْرِ والأَشْوَاكِ في سَكَنٍ
كأنَّــها واحةٌ أو دَرْبُ عُشَّاقِ
في مُقْلَتَيكِ، كَما في مُقْلَتَيَّ، نَدًى
يَرْوي زُهورَ الـتَّحدِّي، كُلَّ إشراقِ
في كُلِّ قَطْرةِ دَمْعٍ بارِقاتُ سنًا
تَهْدي السُّراةَ إلى شَمْسٍ وآفاقِ
(2)
أُختاهُ… تِلكَ خُطوطٌ صاغَ أَحْرُفَـها
عِطْرُ الْـجِهادِ، وشلَّالاتُ أشْواقِ
أطِفْلةٌ أنا؟؟ لا، فالبُؤْسُ أَوْرَثَني
بَأْسَ الكِبارِ، فَكَكْتُ اليَوْمَ أَطْواقي
أَفُكُّ قُنْبُلةً، أَلْـهُو بِقاذِفةٍ
وأُخْبِرُ اللَّيلَ رَشّاشي بِـميثاقي
وهكذا أنتِ.. إنْ رَدَّدْتِ أُغنِيةً
كَانَتْ أَزيزَ رَصاصٍ بَيْنَ أحداقِ
هذا الْـمُسَدَّسُ في كَفَّيكِ عاصِفةٌ
فأَبْشِري بِغَدٍ، كالسَّيْفِ، بَرَّاقِ
(3)
أنا فِلَسْطينُ، أَصْفادٌ مُـزَمْجِرَةٌ
وأنتِ لُبنانُ، أنتِ الكَوكَبُ الرَّاقي
بَيني وبَينَك أَنْهارٌ وأَوْدِيةٌ
وثُلَّةٌ مِنْ هِضابٍ، بَيْنَ أَنْفاقِ
فـي القُمْـقُمِ الْـمُرِّ، يا أُخْتاهُ، زَوْبعةٌ
فِي رَاحَتَيْ مارِدٍ للْـنُّورِ تَوَّاقِ
فلْـنُمْسِكِ الآنَ في عِزٍّ وفي ثِقةٍ
بِبَيرَقٍ واحِدٍ في الأُفْقِ خَفَّاقِ
(4)
غدًا، غَدًا، يَهْدِرُ الصَّاروخُ فِي كَتِفي
وتَزْحَفينَ، فَيَلْقَى الصَّاديَ السَّاقي
غدًا نَسيرُ… نُـثِيرُ الأَرْضَ أَغْبِرَةً
ونَصْدَعُ الطَّوقَ في أيدٍ وأعْناقِ
غَدًا نُدمِّرُ سُورَ الْـمُسْتَحيلِ مَعًا
ونَشْدَخُ الْـمُعتَدي مِنْ غَيرِ إِشفاقِ
غدًا سَنَسْقِيهِ مِنْ نَتْنِ الصَّديدِ مَعًا
وشُرْبةً مِنْ حَميمٍ، ثُمَّ غَسَّاقِ
غدًا، تُغَرِّدُ في الأَقْصى حمائِـمُنا
ويَسْقُطُ الظُّلْمِ في خُسْرٍ وإخْفاقِ.
========