فريق ترامب.. نساء “الإبادة” ورجال “الاستيطان”!
“المدارنت”..
أعلن الرئيس الأميركي، المنتخب دونالد ترامب، أسماء عدد من الشخصيات التي ستتولى مناصب حسّاسة وسيادية في إدارته، حين يتولى الرئاسة رسمياً في 20 من شهر كانون الثاني/ يناير المقبل.
وإذا كان بعض هؤلاء قد صنع مفاجأة محدودة من زاوية صراعات شرسة، سبق أن انخرطوا فيها ضد ترامب، ضمن التنافس على بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري، مثل ماركو روبيو الذي من المنتظر أن يتولى حقيبة الخارجية، فإن غالبية التعيينات جاءت في سياقات متوقعة، قياساً على عقلية ترامب ومنهجيته وسياساته ومعتقداته.
وإلى أن تكتمل لائحة المناصب تباعاً، هنالك قاسم مشترك أول، هو انتماء غالبية الأسماء إلى خطّ يميني متشدد داخل الحزب الجمهوري، سواء بصدد ضبط الحدود واللجوء، كما في تسمية توم هومان، مسؤولاً عن ملف الهجرة، وتكريمه بلقب «قيصر الحدود»، أو في العهدة بالعلاقة مع الأمم المتحدة إلى النائبة إليز ستيفانيك، صاحبة خنق حريات التعبير، وكمّ أفواه طلاب الجامعات الأمريكية المتضامنين مع المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزة.
أما في منصب مستشار الأمن القومي، فقد استقر رأي ترامب على تسمية مايك والتز، أحد كبار صقور الحزب الجمهوري في الكونغرس، وبين أبرز دعاة الحروب المفتوحة والتدخل العسكري الخارجي، الأمر الذي يلقي بظلال الشكّ على ما يتردد من أن خيارات ترامب في أوكرانيا، سوف تسير نحو تقليص دعم حكومة فولوديمير زيلنسكي مادياً وعسكرياً.
وحول إيران، يدعو والتز إلى استعادة مبدأ «الضغط الأقصى» الذي اعتمده ترامب خلال رئاسية الأولى، وفرض المزيد من العقوبات لتركيع البلد اقتصادياً.
القاسم المشترك الثاني، هو أن غالبية شاغلي المناصب السيادية، في ميادين الأمن والسياسة الخارجية خصوصاً، هم من أشرس المدافعين عن جرائم الإبادة “الإسرائيلية” الراهنة في قطاع غزة، وحروب دولة الاحتلال الأخرى في الضفة الغربية ولبنان. شراسة أخرى تميز مناصرتهم لدولة الاحتلال تتبدى في تأييدهم المطلق للأنشطة الاستيطانية، والترويج للخطاب المتطرف الذي يدعو إلى فرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة والقدس المحتلة، وحثّ إدارة ترامب على الاعتراف بها أسوة بما فعل بخصوص الجولان السوري المحتل.
والتز مثلاً، يحذو حذو سيّده في دعوة جيش الاحتلال إلى «إكمال العمل» و»الانتهاء منه بأسرع وقت» في قطاع غزة، و”وضع خيار عسكري ذي مصداقية” على الطاولة، يُجبر طهران على الإقلاع عن برامجها لتطوير السلاح النووي، ويقطع شريان الدعم عن «حماس».
من جانبها كانت سفيرة واشنطن المقبلة إلى الأمم المتحدة، قد ألقت خطبة عاصفة في الكنيست “الإسرائيلي”، أواخر أيار/ مايو الماضي، أنحت خلالها باللائمة على إدارة (الرئيس الأميركي الديموقراطي الحالي جو) بايدن، بسبب التقاعس عن نصرة دولة الاحتلال، وطالبت بمساندة عسكرية غير مشروطة للجيش “الإسرائيلي بما يحتاجه، متى احتاجه، من دون شروط تعيق تحقيق النصر التام في وجه الشرّ”.
ولدى إعلانه اختيار الحاكم السابق لولاية أركنسو، مايك هاكابي، سفيرًا لواشنطن لدى “إسرائيل”، حرص ترامب على وصفه بــ”عاشق إسرائيل وشعب إسرائيل، وشعب إسرائيل يبادله العشق”.
وكان هاكابي، ضمن وفد دولي برئاسة عضو الكنيست داني دانون، من حزب الليكود الذي زار غلاف غزة، بعد السابع من أكتوبر 2023، وصرح بعدها إن المشاهد كانت «أسوأ مما كنت أتخيله، الرعب الذي لا يمكن تصوره الذي مر به هؤلاء الناس».
وقال إن العالم لا يمكنه «التظاهر بوجود جانبين، لأنه لا يوجد. هناك جانب للخير، وهناك جانب للشر. ما حدث للشعب اليهودي هنا كان شرًا، وليس هناك أي تفسير آخر لذلك».
صحيح بالطبع أن إدارة بايدن، ليست أقلّ مساندة للاحتلال، وبالتالي، فلا عجب أن إدارة ترامب المقبلة تبشّر بنساء الإبادة ورجال الاستيطان.