فلسطين.. قضية الشرفاء!
“المدارنت”..
فلسطين شرف هذه الأمة، وخذل الله من خذل شعب فلسطين ومقدساتها، وكلما رأيت مشاهد الإجرام التي ترتكبها قوات الاحتلال “الإسرائيلي” (الإرهابي الصهيوني) في غزة، وأحياء القدس الشريف، وباحات المسجد الأقصى المبارك، أعجب لمن هان عليه كل هذا، وكان مُطبّعًا مع هذا الكيان الغاصب أو ساعيًا له بأيّ صورة كانت.
مَن يستهجن كل هذه الممارسات الوحشية “الإسرائيلية” (الإرهابية الصهيونية) ليس مثل الذي يعرب عن قلقه، ويسجل موقفا باهتا من كل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من سياسة استبدادية، الهدف منها كسر الإرادة الفلسطينية، والوجود الفلسطيني على أرضه، التي سوف تبقى أرضه، وإن كَرِه “الإسرائيليون” (الإرهابيون الصهاينة) وكَرِه المُطبّعون، وكَرِه المؤيّدون، ومَن يُعربون بهشاشة عن قلقهم العميق، الذي لا أظنه عميقًا بأيّ حال من الأحوال، أمام الأصوات الغربية غير الحكومية التي تصرّح بجرأة وحرية أن “إسرائيل” دولة فصل وعنصرية.
ولا يمكن لأيّ شخص عاقل أن يقبل ما تمارسه ضدّ شعب أعزل، فوجئ بجيش مدجج بأسلحة ورصاص وطائرات عسكرية، وغارات جوية ومدفعية ثقيلة على أرض غزة، ويثير الرعب والفوضى لتنتشر بعدها روائح الدم من كل مكان، ويرتقي الشهداء، بينما عجزت طواقم الإسعاف والمستشفيات عن استيعاب عدد المصابين الذي لا يزال في تصاعد منذ أكثر من ثمانية شهور، أمام صمت مطبق من المجتمع الدولي الذي يدعي العدالة التي تصطدم أمام الحق الفلسطيني في أرضه وحريته الدينية والإنسانية.
كما انبرت منظمات أمريكية، بدعوة الرئيس (الأميركي) جو بايدن إلى تهدئة الوضع في غزة والضفة، وإجبار تل أبيب على الكفّ عن هذه الممارسات، ورأى أعضاؤها أن على بايدن أن يتخيّل يوما من يأتي من الخارج، ويستوطن بيته ويقتحم حياته عنوة، ثم يريد طرده فكيف سيكون وضعه وكيف هي ردة فعله حينها؟!.
يجب أن نعلم بأن ما يجري اليوم في أرض فلسطين، وغزة تحديدا، إنما هو من مسؤوليتنا كمسلمين وعرب، وإن لم نكن نقوى على مقاومة “إسرائيل” بالصورة الحازمة الفعلية، فعلى الأقل يجب أن نسجل مواقفنا التي يجب أن يتضمنها التاريخ يوما، وأن نعلن رفضنا، فهذا موقف، وندين علنا بممارسات “إسرائيل”، فهذا موقف ونؤيد الشعب الفلسطيني، فلا شك أنه موقف سيأتي ضمن مواقف لن تبرح ذاكرة “إسرائيل”.
لذا، نراها تندد بكل دولة عربية ترفض سياساتها المعلنة ضد الفلسطينيين، وتراها دولة معادية لدولة “إسرائيل”، وأنا وإن كنت أرفض سابقًا لغة التنديد والاستنكار المستهلكة في بيانات العرب والجامعة العربية، فإنني اليوم، أفتقر إلى التنديد والرفض والاستهجان والاستنكار وكل معاني وعبارات الشجب.
فقد بات المراقب لدى المواطن العربي، هو مَن استنكر ومن اكتفى بالفرجة، ومَن أعرب عن قلقه، ومَن صمت لدرجة القبول والموافقة والتأييد، ومَن يرى أن كل هذا هو عدوان فلسطيني على مستوطني وجيش “إسرائيل” لا العكس، وهي كلها مواقف كما سترصدها آلة الإعلام “الإسرائيلي”، فإن ذاكرة الشعوب العربية لا يمكن أن تنسى أصحاب هذه المواقف دولة دولة، وحاكما حاكما، لثقتهم بأن السياسة والعلاقات الثنائية مع الدول الكبرى، تمنع أكثر من هذا، ولا يمكن أن نتخيل يوما أن ندخل حربا ضد “إسرائيل”، لأننا بهذا نكون مثل الذي يرمي بنفسه إلى هاوية سحيقة لذا فإن الحلّ الدولي بإقرار حلّ الدولتين على أرض واحدة، هو ما ارتأى إليه العالم، ومنهم العرب أنفسهم.
لكن “إسرائيل”، التي لا تعترف بأيّ مجلس أمن أو أمم متحدة أو منظمات إنسانية حكومية وغير حكومية تفعل ما تجيده، وهو الخراب والقتل والتدمير والقتل والتنكيل والاعتقالات ومصادرة الأملاك، لأنها تعلم أنها تمضي غير آبهة بمن يمكن أن يوقف سلسلة جرائمها ومجازرها في بلد أراد الله له أن يُبتلى باحتلال، ربما لن يزول إلا بقيام الساعة، وحينها يرى الله ما خبأته النفوس العربية التي كان بعضها قادر على أن يشجب، لكنه رأى إن الإعراب عن القلق أخفّ الضررين له!.