مقالات

في عيد المعلم.. نستذكر الأستاذ المربّي القيادي الناصري عمر حرب

المربّي القيادي الناصري الراحل عمر حرب

كتب إبراهيم الخطيب/ لبنان

“المدارنت”..
‎يأتي عيد المعلم هذا العام، مختلفاً عن سابقه، حيث غابت عنّا قامة وطنية وقومية، آمنت بالخط القومي العربي الناصري، الاستاذ والمربّي والأخ والقائد عمر حسين حرب.
‎عرفناه منذ كنا طلابا نتعلم في مدرسته، حيث كان مربيًا فذاً، يتابع طلابه منذ اليوم الاول لدخولهم الى قاعات المدرسة.
كان يلاحق صفوف الشهادات الابتدائية والاعدادية في (مدرسة البقاع الحديثة) الوحيدة في بلدة المرج البقاعية، التي كانت تخرّج طلاب الشهادات المتوسطة (البريفيه)، ونتائجها حصّلت دوماً المراكز الاولى في منطقة البقاع.

‎طبعاً، هذا يعود لمتابعته المستمرة للدوام الصباحي، وتركيزه على الدروس الليلية في المدرسة، والإشراف على التسميع، وكان يحرص على متابعة طلاب الشهادات في منازلهم ايام العطل.
لم يكن يهتم بالدراسة فقط، إنما بالتربية الوطنية والقومية، حيث كنا نشارك معه من خلال الندوات الدائمة في المناسبات الوطنية والقومية، وكانت مسيراتنا تجوب شوارع البلدة والطريق الدولي بين بيروت ودمشق.
هكذا نشأنا منذ نعومة اظفارنا على الجدّ والاجتهاد والوعي الوطني والعروبي. كيف لنا ان ننساك، وعشنا منذ شبابنا ملتزمين بنهجك وفكرك الذي كان منارة للفكر الناصري، مؤمنين بأن خط “ثورة 23 يوليو” الناصرية، هي البديل لكل النظريات التى شهدتها منطقتنا العربية، فكنت لنا القائد في كل معارك النضال، ضد المشروع الانعزالي اثناء الحرب الأهلية التى اشتعلت في وطننا منذ عام 1975، والداعم لحركة المقاومة الفلسطينية التي آمنا بها، لأنها قضية العرب المركزية، وحملنا لاجلها السلاح في جبهاتها.
وبعد انتهاء الحروب، بدأنا في مسيرة بناء المؤسسات التربوية، وكنت تقضي وقتك في شراء الاراضي للمراكز، وكلّ هذه الاراضي، كان لك الفضل الاول في شرائها، وما من متر في هذه المراكز، الا ولك البصمة الاولى فيها.
وعندما بدأت ورش البناء والتعليم، كنت انت الجندي الاول الذي يعمل من دون كلل او ملل. وعندما تم تعيينك رئيسًا لـ”مركز عمر المختار التربوي”، كان الجميع يعلم ان وضع المركز تربويا وماليا يتدهور، وكيف تمّت نهضة هذا المركز، بوجودك، وهذا بشهادة الكلّ.
بقيت على هذا العهد، راسخاً أبياً، حتى عندما ظلمك بعض اخوتك في الحزب والجمعية (التنمية الإجتماعية)، كان قرارك صائبًا دائما، ان هذه المراكز وجدت لتبقى، وهي لابناء هذه المنطقة والوطن، ومنعت كل محاولة لضرب هذه المسيرة، وكنت دائما تقول ان الحقيقة ستظهر والناس هي صاحبة القرار.

‎نحن باقون على عهدك ووعدك، نمْ قرير العين في مثواك الأخير، لأن القادة تُعرفُ بجنائزها، ووجود هذه الجماهير خلال تشييعك، تدلّ على صوابية نهجك ومبادئك. نحن على هذا الخط سائرون، وسنبقى أوفياء لك ولنهجك ولخطك، رحمك الله يا أغلى الرجال.

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى