قـلـعــة الـشـقـيــف..
خاص “المدارنت”..
حزينٌ حزيرانُ بين الشهورْ
نكساته ونكباته ما زالت تحمل آثار العارْ
لكن شيئًا ما في عزيمة الكوفيّة يأبى الإنكسارْ
وقالوا:
ليس للعربيّ خيارْ
إما الموتُ وإما الفناءُ
لا خيار له إلا الإندثارْ
*****
وقلعة الشقيف كانت هناكْ
شاهدةً على فتًى إسمه صلاح الدينْ
مراقبةً من علياء الزمنْ
اليرموكَ وحطّينْ
شوكةً في عيون الطغاة والمعتدينْ
باسلةً دحرتِ الصليبيينْ
*****
والتراب قدّسه نجيعُ الشهداءْ
والسماءُ طوّبتها صرخاتُ الفداءْ
وصيحة فدائي رفع عقيرته مع رفاق السلاحْ:
لن يمرّوا
من هنا لن يمرّوا
قلعتنا آخر الحصونْ
قلعتنا سورة الفتح وآية الكرسيّ
فداها المآقي والعيونْ
وإن خانها الأعرابُ جميعهم
فإننا لن نخونْ
*****
في قلعة الشقيف كان الزنادُ يقظًا
وكانت البندقية ترنُّ رنًّا
وكانت سمفونيات الشجاعة والفداء
تنبجس من قمّة الجنوبْ
أنغامًا وأشجانًا ولحنًا
*****
قَسَمًا لن يمرّوا
ولن يسقط آخر الحصونْ
سندمّر الهياكلْ
وسننبت السنابلْ
وسوف نرسل البورصات إلى الجحيمْ
ومعها كل المؤشّرات والتأشيراتِ
وكل صهيونيٍّ ومتصهينٍ زنيمْ
ومعهم كل محافل ماسونْ
سيبقى عاملُ واحدًا
لا ملل ولا نِحَلْ
وسيبقى الترابُ شاهدًا
على موعظة الجبلْ
يردّد صوتها صدًى
ويجعل حروفها ندًى
يجلّل الخزامى
ويكسو أغصان الزيتونْ
*****
وارتقى الفتيةُ
صاروا من السماءْ
وصارتْ منهم السماءْ
لم يسقطوا ولم يُصْرَعوا
وإنما شُبِّه لكم
لم تسقط قلعتنا
لم تُكْسَر رايتُنا
فالشهداء قد أبرّوا قسمهم
ويمينهم كانت غير حانثة
فقلعة الشقيف لم تسقطْ
ولم تدنّسها أقدام الأنجاسْ
ولكنها ترقّتْ في معارج المجدِ
أيقونةً وقدس أقداسْ.
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=