“كوادر عربية في المهجر”: لإقتداء أساتذة وطلاب جامعاتنا وتضامنهم مع طلاب الجامعات الأميركية والعالمية الرافضة للعدوان على غزّة!
“المدارنت”/
أشار عدد من “الكوادر العربية في المهجر”، الى انه “أنطلقت قبل أيام شرارة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية، وإنضم اليها العديد من أساتذة الجامعات وكوادرها الإدارية، وأخذت تتزايد يوماً بعد يوم لتُعبّر عن رفض التمادي الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها “إسرائيل” (كيان الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة) بحق الشعب الفلسطيني في غزّة المنكوبة من دون مُغيث.
لقد مثّل هذا الموقف المشرّف للطلبة والأساتذة عن وعيٍ وضميرٍ حيّ، وشعورٍ بالمسؤولية تجاه الواجب الإنساني في التضامن مع المظلوم، والتصدّي للظلم الذي ترفضه كل الشرائع، وتستنكره جميع الأديان، وهو ما أكدت عليـه القوانيـن الدوليـة ومنظماتها وأقرتها الأمم جمعـاء.
يا طلاب جامعاتنا الأكارم، وأساتذتنا الأفاضل في الوطن العربي من مشرقه الى مغربه، ندعوكم اليوم، الى وقفةٍ مشرّفةٍ يسجلها لكم التأريخ أن تلتحموا وتتضامنوا مع هذا الإعصار الهادر الذي هبّ وإنطلقت شرارته منذ أيام وبدأ زخمه يتصاعد وناره تتأجج، فلا يفوتكم هذا الشرف، ولا تتخلفوا عن مجدٍ أنتم أهلاً له، وميدانٌ أنتم أسياده والأحق في ريادته، فها هي صرخات الحق لوقف العدوان وإسكات آلة القتل تتعالى في جامعات أمريكا الواحدة بعد الأخرى، ألم يحن لصوتكم الهادر أن يتناغم مع تلك الهتافات، ولحناجركم أن تُطلق صرخاتها المدوية معلنةً أن الكيل قد طفح، وأن مجازر القتل والحصار والجوع قد أبادت شعباً لا ناصر له ولا مُعين.
فكما إنطلقت شرارة الاحتجاجات من جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك، لتعمّ وتنتشر الى جامعات أمريكية في مدن أخرى، نطالبكم وكلنا أمل وثقة بأن تنطلق شرارة إحتجاجاتكم وتتأجج في كل جامعات مدننا وعواصمنا العربية والإسلامية، لتنال شرف المشاركة والالإسهام في رفض الظلم والإبادة الممنهجة، والدفاع عن الإنسانية المنتهكة وإقرار حقّ العيش والحياة والأمن لشعب غزّة المظلوم.
يا طلابنا ويا أساتذتنا الأفاضل، أيصحّ أن ينتفض لنصرة المظلوم من يبعد آلاف الأميال، ويصمت غير مكترثٍ من هو على بُعد مرمى حجر؟!… لا يفوتكم المجد، ولا يسبقكم للعزّة أحد، وأنتم ذوو الشهامة وسليلو الكرامة، فاليوم تُفرز الأمم، وتمتاز فيه الشعوب، ويُمحّص الناس، وأنتم الخيرة والصفوة والميدان ميدانكم، وقد حَصحَص الحق، فليُزهَق الباطل على أيديكم.
أعزتنا طلاب وأساتذة وكوادر جامعاتنا في كل الدول والأصقاع، قد يسجّل التاريخ لكم أن أصواتكم وهتافاتكم وتظاهراتكم وإحتجاجاتكم هي التي أوقفت المجازر وحقنت دماءً لم تسل بعد، وقد تشاء الأقدار أن يكون النصر طلابياً سلمياً يُخرس المدافع، ويوقف آلة القتل، فلا تبخلوا بما قد ترونه قليلاً غير مُجدٍ وهو في الواقع البلسم والدواء، وبه تُحقن الدماء.
غزّة اليوم قبل الغد، بإنتظار سماع هدير هتافاتكم وصرخاتكم المدوية..
أطفال غزّة ونساؤها وشيوخها وجرحاها وجوعاها، ممن لم تنلهم آلة القتل عيونهم عليكم، وأملهم فيكم، وقد أصبحوا اليوم أمانةً وعهداً في أعناقكم، فصونوا الأمانة وأوفوا العهد.. وكلنا ثقة ويقين أنّكم أهلاً لذلك”.