لا يجب معاملة النظام الايراني کباقي دول العالم!
خاص “المدارنت”..
منذ تأسيسه قبل 45 عامًا من الآن، لم يکن النظام الايراني نظاما عاديًا کباقي الانظمة السياسية في العالم، بل وحتى من حيث کونه نظاما دکتاتوريا لا يشبه الانظمة الدکتاتورية الاخرى في العالم، فهو نظام غريب وفريد من نوعه ويتميز بميزات لا يمکن أن نجدها متوفرة في أي نظام سياسي آخر في العالم.
النظام الايراني الذي لم يعد يخفى على العالم الاساس الديني المتطرف الذي يرتکز عليه، والذي يريد تعميمه کنموذج فکري ـ سياسي على بلدان المنطقة، وکما أسلفنا نظام يختلف عن باقي أنظمة دول العالم، بما فيها ذات البعد الديني، ذلك أن أي نظام من هذه الانظمة بما فيها الدينية منها، لا تسعى الى الإمتداد والتوسع على حساب البلدان الاخرى أو تصدر إليها أفکارها وتوجهاتها أو تقوم بتأسيس أحزاب وتنظيمات وميليشيات مستنسخة عنها لکي تفرض نفسها کأذرع لها في الدول الاخرى.
الاختلاف المميز للنظام الايراني عن بقية الانظمة السياسية الاخرى، والماهية التي أثبتت عمليا وعبر العقود الاربعة المنصرمة، إنها لا تبعث على الاطمئنان والراحة، يدعو بل وحتى يستوجب أن لا يکون التعامل الدولي معه کالتعامل التقليدي السائد مع دول العالم، ولا سيما وقد أثبتت الاحداث والتطورات ومسير التعامل الدولي في الـ45 سنة الماضية، إن هذا النظام قد قام بإستخدامها وتوظيفها لصالح أهدافه ومخططاته وحتى من أجل إتمام مشروعه السياسي ـ الفکري في المنطقة.
الماهية العدوانية المتأصلة في النظام الايراني، التي تتجلى وبصورة واضحة جدا في إثارته للحروب والازمات وتصدير التطرف والارهاب، وتمرسه في قمع الشعب الايراني والتمادي في الاستخفاف بحقوق الانسان والانتهاکات الفظيعة التي ترتکبها ويرتکبها بهذا الصدد، قد جعل هذا النظام يبدو کواحد من أخطر الانظمة العدوانية شرًا وسوءًا في العالم، ولا سيما بعد أن توضح للعالم کله إستخدامه لسفاراته وملحقياته الثقافية والتجارية وقنصلياته، لتنفيذ الهجمات الارهابية وممارسة التجسّس، ولعل ما قد قام به هذا النظام عبر سلکه الديبلوماسي من نشاطات إرهابية من عمليات إغتيال وتفجيرات وتجسّس ضد المقاومة الايرانية، يوضح هذا الامر جليا ويٶکد على کون هذا النظام لا ينتمي الى هذا العصر ولا يمکن الوثوق به.
الى جانب نشاطاته ومخططاته الارهابية والعدوانية التوسعية، فإن هذا النظام قد أثبت أيضا إستحالة تمسکه بالاتفاقيات الدولية المبرمة معه ولاسيما تلك التي تسعى للحد من أنشطته العدوانية المشبوهة کبرنامجه النووي وبرامج صواريخه البالستية والطائرات المسيرة، وتدخلاته في بلدان المنطقة وإثارته الحروب، إذ تأکد تماما ومن خلال التجارب الماضية، إنه لا يوقع الاتفاقيات أبدا عن حسن نية، بل إنه يبقى يضمر الشر ويمارس خلسة کل ما يريد بعيدا عن تلك الاتفاقيات التي يمکن القول بأنها تبقى مجرد حبر على ورق، من هنا لا يجب معاملة النظام الايراني کباقي دول العالم، بل يجب أن تکون هناك آلية وبرنامج واسلوب خاص للتعامل معه کنظام مارق ومشبوه وبغير ذلك فإن على المجتمع الدولي تحمل تبعات تعامله الخاطئ جدا معه!