لقاء تأبيني لعضو قيادة “المؤتمر الشعبي اللبناني” مدير “مركز الحوار العربي” في واشنطن الراحل صبحي غندور
“المدارنت”..
نظّم “المركز الوطني للدراسات” لقاءً تأبينياً لعضو قيادة “المؤتمر الشعبي اللبناني” /مدير “مركز الحوار العربي” في واشنطن الإعلامي الراحل د. صبحي غندور، وذلك في مقر “دار الندوة”/ الحمراء/ في العاصمة اللبنانية بيروت، في حضور شخصيات سياسية وإعلامية وإجتماعية، وحشد من رفاق درب الراحل.
بعد الوقوف دقيقة صمت، وقراءة الفاتحة عن روح الفقيد، وشهداء فلسطين ولبنان، قدّم للقاء عضو مجلس بيروت في “المؤتمر الشعبي اللبناني” د. فواز الحسامي، الذي رحّب بالحضور، مشيرًا الى “علاقته مع الراحل الكبير والتي تمتد من اواخر ستينات القرن الماضي”، مستذكراً “أبرز المحطات التي عايشه فيها من معركة المعادلات للشهادات العربية بالشهادة اللبنانية، مروراً بإدراة تحرير مجلة الموقف، وصولاً لتأسيس مركز الحوار العربي في واشنطن”.
سلام
وقال رئيس تحرير “جريدة اللواء” صلاح سلام: “إن الحديث عن صبحي غندور يعود بنا بالذاكرة إلى أيام النضال الوطني والقومي الذي كنا نغالب فيه الطموح المستحيل في تحقيق أحلام الوحدة العربية. لقد كان صبحي يميل دائماً إلى الحوار مع الآخر ولو من موقع مختلف بحثاً عن المشترك بما يخدم الوطن، وعندما تعطلت لغة الحوار في لبنان، غادر إلى الولايات المتحدة الأميركية فنشط في الدفاع عن قضايا العرب في الأوساط الأميركية، وأسهم من خلال مركز الحوار في نشر مفاهيم الثقافة العربية، وعمل من خلال المركز للرد على الحملات العنصرية ضد العرب والمسلمين، مشدداً على أن العزيز صبحي غادرنا إلى دنيا الحق لكن ذكراه باقية في قلوبنا”.
القصيفي
بدوره، إستذكر نقيب المحررين (الصحافيين) جوزيف القصيفي، “العلاقة التي جمعته بالراحل منذ مطلع السبعينات، عندما كان النقيب عضواً في حركة الوعي وصبحي غندور عضواً في “إتحاد قوى الشعب العامل”، حيث تعاونا لغرس قواعد الإلتقاء حول قيم جامعة توحد لا تفرق تحت شعار الوحدة الوطنية الشعبية التي كانت تشبه لبنان في تكوينه وتنوعه”، مشدداً على أن “المتابع لمسيرة الراحل الوطنية الفكرية والإجتماعية والإعلامية يتوقف عند صفات صبحي في التهذيب والإحترام للآخر والإيمان بالحوار والحرية وإنفتاحه على الآراء، وهو الذي بقي طوال حياته داعياً للعروبة بمعناها الحضاري ومواجها للوبي الصهيوني ومدافعاً عن قضية فلسطين، فكان لوبياً عربياً قائماً بذاته”.
المطران حنا
وفي تسجيل صوتي، قال رئيس “أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس” في فلسطين المحتلة المطران عطا الله حنا: “لقد عرفت صبحي غندور منذ سنوات، من خلال الندوات التي كنت أشارك فيها في الولايات المتحدة الأميركية، كما شاركت في ندوات “مركز الحوار العربي” عبر تطبيق الزوم. الصديق صبحي شخصية عروبية يعتبر القضية الفلسطينية قضية الأمة وكل الأحرار، مشدداً على أن فلسطين والقدس لن ينسوك”.
ناصر الدين
ثم القى الشاعر طارق آل ناصر الدين قصيدة ممّا جاء فيها:
“أتصمت أنت يا صبحي؟ عجيب إذا إستحل الكلام فمن يجيب
أحكامي؟ وهم خرسٌ وطرشٌ وأصنامٌ وأتباعٌ تعيبُ!
جمال نسرنا العربي ولّى وولّى بعده الزمن الخصيبُ
ومن رضعوا من الكاوبوي شحاً أيرجى منهم الرأي المصيبُ؟”.
حسين
بدوره، قال د. عدنان السيد حسين (الرئيس السابق لـ”الجامعة اللبنانية”): “إن صبحي غندور كان متحرراً من الفئوية الطائفية، ومتخلٍ عن لوثة المذهبية المدمرة، صادق مع طرحه لأنه مؤمن بقضية الإنسان العربي ولبنان المعذب، مشدداً على أن الدعوة العربية تحتاج لدعاة مثل صبحي غندور الذي كان يقبل بالرأي الآخر ويحاجج بعقلانية وبالبرهان العلمي، وإن فقدانه خسارة للعمل والفكر العربي، وهو واحد من الذين إخترقوا عالم الغرب بإنسانيته وفكره والتزامه بقضايا وطنه وأمته”.
مراد
من جهته، قال الأمين العام لـ”حزب الإتحاد” النائب حسن مراد: “لم اعرف المرحوم الكبير صبحي غندور على المستوى الشخصي، لكني عرفته بحواراته دفاعاً عن فلسطين ولبنان والمقاومة والعروبة، وعرفته محللاً ومفكراً عربياً ناصرياً.. لقد نجح حين اخفق كثيرون غيره، نجح في استقطاب اجيال الى مؤسسة فكرية ناصرية، كنا ولا نزال نعتبرها قاعدة فكرية لهذا التيار في مرحلة من اخطر المراحل التي كانت تهدد الخط الوطني في هذا البلد. رحل صبحي غندور جسداً، ولكن مثله لا يرحل الا بالجسد، فبقيت افكاره وراءه خالدة ما دام في كل جسد عربي نفس، رحل ولم ير الصمود الاسطوري الذي تقوم به المقاومة اليوم في غزة.. سنفتقد وتفتقد فلسطين ولبنان والامة ويفتقد الخط القومي العربي الناصري برحيل الاخ صبحي، مناضلاً من طراز رفيع ومقاوماً بحقٍ في وجه طواغيت الظلام، ومثقفاً كان مدرسة ايمانية في مواجهة المشاريع الاستعمارية.
كلمة عائلة الراحل
وألقت كلمة عائلة الراحل، إبنة شقيقته السيدة غادة حجازي، فقالت: “لقد اقتنع صبحي بمبادئ ناصر الأمة، وعمل جاهدًا منذ ريعان شبابه حتى اللحظات الأخيرة من عمره دفاعًا عن هذه المبادئ وعن القضيّة المركزيّة للعرب، فلسطين. لقد كان خالي مُشبعا بالنضال، صادقًا صدوقًا، مخلصًا محبًا، ملتزمًا عهده ووعده. بجهده الانساني ساهم بنشر مبادئ ثورة 23 يوليو الناصرية، وبنى مؤسّسة عربيّة تفاعليّة نحتاجها جميعنا، غايتها الإقناع بالحوار، او على الأقل معرفة رأي الآخر وتقدير هذا الرأي. متقدمةً باسمها وباسم جميع افراد العائلة، بالشكر لـ”المؤتمر الشعبي اللبناني” قيادة وأعضاء، على ما قاموا به لتخفيف المصاب الجلل الذي أصابنا، كما شكرت المركز الوطني للدراسات على تنظيم هذا اللقاء التأبيني، والمتحدثين لنبل مشاعرهم وصدق عواطفهم”.
برجي
وقال مدير “المركز الوطني للدراسات” عدنان برجي: “عرفتك منذ أكثر من خمسة عقود، وكنت أكثرَنا نشاطًا، وأعمقَنا فكرًا، فزاوجت بين الفكر والعمل، بين الدعوة والممارسة، بين القيادة والإخوّة. تميزّتَ بإصرارٍ عنيد على أن لا مستحيل أمام إرادة الإنسان. عندما بدأتَ مسيرتَك الإعلاميّة تحولت لمؤسسة تدريبيّة لجيل الشباب من الإعلاميين. لم تكن مجلّة “الموقف” هي إنتاجُك الإعلاميّ الوحيد، بل كنت المكتب الإعلامي لاتّحاد قوى الشعب العامل، ثم للمؤتمر الشعبي اللبناني، وكنتَ دار النشر الذي أصبح لاحقًا المركز الوطني للدراسات، فكنتَ تشرفُ على إصدار الكتيّبات والكراريس والبيانات والمذكّرات، وهي ثروة إعلاميّة تشكلُّ مرجعيةً للعمل المؤسّساتي الشعبي الحر والمستقل. أما تجربُتك في مركز الحوار على مدى ثلاثة عقود، فإنها تتكلّم عن نفسها، فيكفي لمن لا يعلم أن يزورَ موقع الحوار على الإنترنت ليُدرك كم هو إرثك الفكري والنضالي غنيّ الى أبعد الحدود.
نور الدين
من جهته، قال صديق الراحل الخبير في الشؤون التركية الصحافي محمد نور الدين: “في وداع صبحي غندور نودع من شرب العقيدة وهو فتى من مفردات زعيمها الخالد جمال عبد الناصر. كان صبحي بشخصه ومركز الحوار العربي الذي أسسه لوبياً بكل معنى الكلمة، وأكثر تأثيراً من كل اللوبيات العربية الخادعة المزيفة، فكان نضب العروبة في كل الولايات المتحدة، وكان فلسطينياً، عربياً إنسانياً، تقدمياً، ديمقراطياً، فكان بإختصار العروبة الحقة. لقد كان صبحي المناضل بالكلمة والموقف وأصبح شهيداً على طريق القدس وفلسطين.
وتحدث في المناسبة كلّ من الصحافي ديب حجازي، بإسم رئيس مجلس إدارة “دار الندوة” بشارة مرهج، محمد قليلات، بإسم رئيس “الهيئة القيادية لحركة الناصرين المستقلين/ المرابطون” مصطفى حمدان، الصحافي محمد شري، باسم مدير عام “تلفزيون المنار” إبراهيم فرحات.