لماذا أشعل خامنئي نار الحرب في المنطقة؟!
خاص “المدارنت”..
البحث عن مناطق التوتر وإفتعال الازمات فيها مع الحرص والمواظبة الکاملة على ضمان إستمرار هذه الازمات وعدم السماح بتوقفها أو معالجتها، هذا هو بالضبط ما فعله ويفعله النظام الايراني کتکتيك عملي فعال من أجل ضمان بقاء وإستمـرار نفـوذه في بلـدان المنطقـة.
منذ أن شرع النظام الايراني بتدخلاته في بلدان المنطقة وتصدير التطرف والارهاب إليها وإختلاق الازمات ولاسيما إثارة الحروب والفتن والمواجهات ذات البعد الطائفي، هل هناك من أزمة أو مشکلة غير عادية قام بنفسه وعن طريق الإيعاز لوکلائه بإثارتها، من العمل على حلها أو معالجتها؟ إنها حقيقة ملفتة للنظر وتستدعي الانتباه والملاحظة بکل دقة، إذ أن النظام وعند مراجعة سجله الاسود في التدخلات في المنطقة وتأسيس الاحزاب والميليشيات التابعة له، جعل بلدان المنطقة عموما والبلدان الخاضعة لنفوذه بشکل خاص، حقلا لتجاربه السلبية السيئة، وهي وکما هو واضح تجارب ضارة ليس هناك من أي هدف أو غاية إيجابية من ورائها، بل إنها تعمل بسياق ونمط يضمن إستمرار إستراتيجيته بإقامة إمبراطوريته الدينيـة.
النظام الايراني، يسعى من أجل إبقاء مناطق نفوذه وهيمنته تعاني من أزمات مستمرة لا نهاية ولا علاج لها والهدف من ذلك هو إشغال شعوب تلك البلدان بتلك الازمات وجعلهم يصرفون النظر عن الدور الخبيث والمشبوه لهذا النظام فيها، إذ أن الامن والاستقرار وتحسن الاوضاع المعيشية في بلدان المنطقة الخاضعة له، ليس في صالح هذا النظام، وإن إلقاء نظرة على الاوضاع في العراق ولبنان وسوريا واليمن وحتى قطاع غزة، تثبت هذه الحقيقة، إذ حرص هذا النظام على جعلها مناطق متوترة تسود فيها أوضاع سلبية من جراء إستمرار الازمات فيها مع الاخذ بنظر الاعتبار أيضا کون خطر هذه البلدان المتأزمة يحدق بالبلدان الاخرى التي لا تخضع لنفوذ وهيمنة هذا النظام.
الفساد والمواجهات والانقسامات والاوضاع السلبية من مختلف النواحي تسود في البلدان الخاضعة للنظام الايراني والمثير للسخرية إن إنشغال شعوب هذه البلدان بالمواجهات الداخلية وممارسة الحقد والکراهية ضد بعضها البعض، کان ولازال من أهم الامور التي يعمل النظام الايراني على إستمرارها والعمل على توفير جميع الاسباب التي تدعو لأن تتأزم وتزداد تعقيدا، وبذلك فإن النظام الايراني الذي هو الاولى بأن تجري محاربته ومواجهته وحتى رفض وکلائه ومواجهتهم أيضا، لکن الذي يبدو لحد الان إن النظام الايراني لا يزال بعيدا عن ذلك!
النهاية.. إقليميًا، يجد النظام الإيراني نفسه في مأزق. في العام الماضي، أشعل خامنئي الحرب في الشرق الأوسط للهروب من الأزمات الداخلية ولإنقاذ نظامه من السقوط. لكن الآن، هو عالق بين خيارين: إذا صعّد الحرب، فسوف تمتد إلى داخل إيران، مما سيؤدي إلى خروج الناس إلى الشوارع وسقوط النظام. وإذا تراجع عن شعاراته الزائفة بشأن تحرير فلسطين وتدمير إسرائيل، فسوف تنهار عناصره في الداخل وبالتالي ينهار النظام.