لماذا تستهدف “إسرائيل” قوات «اليونيفيل»؟!
“المدارنت”.. معظم دول العالم، استنكرت الاعتداءات “الإسرائيلية” المتكررة على قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان (اليونيفيل)، لما تمثله من انتهاك للقانون الدولي وللقرار 1701، وللتفويض الممنوح لهذه القوات من مجلس الأمن، كما أنها تشكل اعتداء على الدول المشاركة في هذه القوات، لذلك استدعت بعضها سفراء “إسرائيل” لديها، للاحتجاج على ما قامت به القوات “الإسرائيلية”، وإصابة عدد من الجنود وتضرر أجهزة ومعدات داخل مقر قيادة هذه القوات في منطقة الناقورة في جنوب لبنان.وكانت دولة الإمارات، من بين هذه الدول التي استنكرت بشدة الاعتداء، واعتبرته يشكل انتهاكاً للقانون الدولي ولأحكام قرار مجلس الأمن رقم 1701، مؤكدة «وقوف دولة الإمارات ودعمها الراسخ للبنان ولسيادته ووحدة أراضيه، ودعمها للدور المهم الذي تقوم به قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان»، والتأكيد على «دعم الجهود الدولية الهادفة إلى خفض التصعيد والوقف الفوري لإطلاق النار».
وكانت “إسرائيل”، وجهت إنذاراً للقوات الدولية بالانسحاب من مواقعها، لكن المتحدث باسم هذه القوات أندريا تبنينتي أكد التمسك بالبقاء في المواقع، معتبراً الاعتداء «من أخطر الأحداث التي وقعت خلال ال 12 شهراً الماضية».
الحقيقة أن عداء “إسرائيل” لقوات «اليونيفيل» ليس جديداً، ولطالما سعت إلى تعديل قرار مجلس الأمن الخاص بتفويض هذه القوات، منذ إنشائها عام 1978، لأنها تعتبر هذا الوجود عقبة أمام أطماعها بالتوسع والعدوان، إضافة إلى أن هذا الوجود يمثل شاهداً على مواصلة انتهاكاتها البرية والبحرية والجوية للأراضي اللبنانية من خلال التقارير اليومية التي ترصد هذه الانتهاكات، ثم إن هناك عداء مستحكماً بين “إسرائيل” ومنظمة الأمم المتحدة وكل مؤسساتها والقرارات التي تصدر عنها.
ولعل سعيها لتفكيك “وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين” (الأونروا)، ومصادرة ممتلكاتها في مدينة القدس، واعتبار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش «شخصاً غير مرغوب فيه»، ومنعه من دخول “إسرائيل”، والحملة الضارية على الأمم المتحدة التي قادها مندوب “إسرائيل” فيها خلال الفترة الأخيرة، ودعوته إلى محوها وتمزيق ميثاقها أمام وفود العالم، واتهامها بـ«الوقاحة»، كلها أدلة على خروج “إسرائيل” على مبادئ الأمم المتحدة وازدرائها للمبادئ التي تمثلها ولكل ما يمت إليها بصلة.
لا غرابة إذن في أن تستهدف “إسرائيل” الآن قوات «اليونيفيل» وما تمثله.. لكن لماذا؟
1/ لا تريد شاهداً دولياً على جرائمها ضد المدنيين، بعدما دمرت طائراتها العديد من القرى وقتلت آلاف المدنيين وشردت أكثر من مئة ألف مواطن.
2/ كان من المقرر بحسب التفويض الممنوح لها، أن تمنع قوات «اليونيفيل» الاعتداءات ومراقبة وقف إطلاق النار، إلا أن دورها الحالي لم يستطع منع العدوان “الإسرائيلي”، وبالتالي فإن “إسرائيل” تمنع هذه القوات من القيام بدورها، سعياً منها لإصدار قرار جديد من مجلس الأمن يناسب أهدافها، وربما استبدالها بقوات متعددة الجنسيات تمتد مهامها لمراقبة الحدود السورية – اللبنانية.
3/ إبعاد قوات «اليونيفيل» شمالاً حتى نهر الليطاني كي يتسنى للقوات الإسرائيلية احتلال المنطقة وتفريغها من سكانها، لأن “إسرائيل” تعتبر أن القوات الدولية لم تقم بالدور المطلوب الذي تريده، وهو جزء من جهودها المستمرة في هذا الصدد، أي إعادة إنتاج واقع جديد على الحدود اللبنانية الجنوبية.
4/ توجيه رسالة إلى الحكومة اللبنانية والمؤسسات الدولية بأنها تريد ترتيبات أمنية جديدة تناسبها، ربما على شاكلة اتفاق 17 أيار/ مايو عام 1983 الذي أُبرم بعد الغزو “الإسرائيلي” عام 1982 وسقط من دون إقراره.
إن إسرائيل ترفع سقف مطالبها بالاعتداء على القوات الدولية، وبتكثيف اعتداءاتها على كل لبنان، وبمحاولة الغزو البري لعلها تحقق أهدافها.. لكن، هل تستطيع؟ وهل يسمح لها المجتمع الدولي بذلك؟!