مقالات

لماذا يتخوف النظام الإيراني من تفکيك البرنامج النووي؟

حسين عابديني/ بريطانيا

خاص “المدارنت”
المفاوضات النووية التي يقوم بها النظام مع الولايات المتحدة من أکثر المفاوضات خطورة وصعوبة في تأريخ النظام ولاسيما وإنها تأتي في وقت يعاني فيه من ضعف غير مسبوق ويواجه أزمة حادة ليس له أي أمل في معالجتها وحسمها لصالحه، ولعل أخطر ما في هذه المفاوضات تأکيد الرئيس الاميرکي دونالد ترامب على عزمه على تفکيک البرنامج النووي، بل وحتى إنه قد شدد مٶخرا وعلى أثر 3 جولات تفاوضية على إن واشنطن لا تفاوض من أجل تقليص البرنامج النووي الإيراني وإنما من أجل تفکيکه.
في حال قبول النظام الإيراني بتفکيك البرنامج النووي وهو أمر غير مستبعد ولاسيما عند أخذ ضعف النظام الحالي بنظر الاعتبار، فإن ذلك يعني إن النظام قد فقد ثاني مرتکز قوة له بعد الذي فقده في المنطقة، وهذا ما يجعله ساحة مفتوحة أمام خيارات وإحتمالات سلبية أخرى، خصوصا وإن تفکيك البرنامج النووي، يعني ذهاب أکثر من تريليون دولار هباءً، وهو يعني بالضروة الملحة إستهانة بمعاناة الشعب الإيراني الذي عاش أوضاعا معيشية صعبة جدا من جراء صرف هکذا مبلغ طائل على برنامج صار سبب أکبر مشکلة للنظام الى جانب موضوع التدخلات وما هدره النظام من أموال تبددت في لبنان وسوريا وغيرها بصورة مثيرة للسخرية.
المقابلة التلفزيونية التي أجراها الرئيس الاميرکي مع  شبكة NBC الأميركية، والتي تم بثها في مساء الأحد 4 مايو 2025، شدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أن أي مفاوضات تجرى مع النظام الإيراني يجب أن تنتهي بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وليس تقليصه أو تقنينه. وهو أمر يبدو واضحا بأنه يفند کل ما تروجه الماکنة الاعلامية للنظام الإيراني، ولا سيما عندما سألته المذيعة عن التباين بين تصريحاته وتلك الصادرة عن وزير خارجيته، ماركو ربيو،
أوضح ترامب: “لم أقل شيئا متناقضا. قلت فقط إن هناك من يتحدث عن هذه النظرية. الاستماع إلى الآراء لا يعني قبولها. موقفي واضح تماما: لا يمكن السماح لإيران بتطوير برنامج نووي، لا مدني ولا عسكري.
“وفي ظل هذه التصريحات الاميرکية الواضحة فإن ما قد ذکرته صحيفة “کيهان” المحسوبة على الولي الفقيه (ألسيد علي) خامنئي من إن إيران “وبعد 46 عامًا من العداء مع أميركا”، دخلت المفاوضات الحالية “مع الحفاظ على مواقفها، وكذلك على جميع مواقع نفوذها الخارجي التي تعتبرها أميركا تدخلا إيرانيا”.
أضافت أن طهران “أوضحت خطوطها الحمراء في هذه المفاوضات، وأثارت شكوك الطرف المقابل في قدرته على تجاوز هذه الخطوط”، کما  أرجعت الصحيفة تأجيل الجولة الجديدة من المفاوضات إلى ما وصفته بـ”إصرار إيران” على مواقفها، حيث كتبت: “المفاوضات تأجلت تحديدا بسبب إصرار إيران على خطوطها الحمراء، وتراجع أمل أميركا في فرض نموذجها الخاص”.
إن هذه المزاعم هي في الحقيقة مجرد عميلة ذرّ للرماد في العيون، والسعي من أجل التستر على حقيقة ما يجري خلف الابواب المغلقة، إذ أن الهدف هو البرنامج النووي ککل مثلما إن قوة “حزب الله” اللبناني العسکرية، ووجود نظام (الطاغية المخلوع) بشار الاسد في سوريا، کانا الهدفان الاساسيان.
لذلك، فإن کل ما يقوله ويزعمه بخلاف ذلك هو مجرد هواء في شبك خصوصا وإنه يعلم جيدا بأن تفکيك البرنامج النووي للنظام سيقود بالضرورة القهرية لتفکيك جهاز الحرس، والذي هو الشريان الابهر للنظام وإن الايام ستثبت ذلك!

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى