مقالات

لم يعد هناك من سبب لبقاء النظام الإيراني!

حسين عابديني/ بريطانيا

خاص “المدارنت”..
ليست هناك من ملاحظة جديرة بالاهتمام والمتابعة، وفي نفس الوقت مثيرة وغريبة من نوعه، مثلما نرى في تجاهل قادة النظام الايراني، الهزائم والانتکاسات النوعية الاخيرة التي لحقت بهم، وکسرت شوکة نفوذهم وهيمنتهم في المنطقة، فهم يتصرفون وکأن شيئا لم يحدث، وإن الامور تجري کما کانت قبل الاحداث والتطورات التي کانت ذروتها سقوط نظام (الطاغية المخلوع) بشار الاسد.
لاحظوا التصرفات وردود الافعال المختلفة لقادة النظام الايراني، ولا سيما الولي الفقيه علي خامنئي على حالات الهزيمة والنکسات السياسة والاقتصادية والاجتماعية، وحتى الفکرية، ليس بذلك الامر الطارئ والمستجد على هذا النظام المتشبث بالسلطة، والساعي من أجل الاحتفاظ بها حتى لو إقتضى أن تغمر الدماء شوارع طهران والمدن الايرانية کلها، إذ أنهم ومن خلال تغطيهم بالدثار الديني، فإنهم يمنحون أنفسهم ونظامهم الحق في کل ما يقررونه حتى لو خالف العقل والمنطق!
مهما سعى النظام الايراني، وبذل من جهود في سبيل التغطية على الاوضاع الحالية فإنها لن تفيد بشئ لأن الاوضاع الحالية قد تجاوزت وتعدت حدود التغطية والتستر عليها، ووصلت الى ما يمکن وصفه بالمحطة الاخيرة أو آخر الخط، ولا سيما وإن أوضاع النظام وفي مختلف النواحي وعلى الصعيدين الداخلي والدولي، سيئة أکثر من أي وقت مضى الى الحدّ الذي يمکن إعتباره أسوأ مرحلة قد وصلها هذا النظام منذ تأسيسه لغاية الآن.
تصرف النظام، وکأن الاوضاع  المحيطة به والتي معظمها بالغة التوتر والاضطراب، ليست کذلك بل وحتى إنه يصر على إعتبارها طبيعية ويصور الامر کذلك بالنسبة للشعب الايراني، الذي يعلم جيدا الى أين قد وصل به الحال من جراء 46 عاما من حکم هذا النظام، ويعلم جيدا أي مستقبل مجهول ينتظر‌ه لو بقي هذا النظام، ولا سيما وقد ظهر واضحا بأنه غير مرحب به ليس إيرانيا بل وحتى إقليميا ودوليا.
عودة النظام الى سابق عهده، شرط أساسي لضمان بقائه وإستمراره، ولکن هل سيتمکن من ذلك؟ أي هل سيتمکن من إعادة هيمنته ونفوذه في المنطقة الى سابق عهدها؟ هل سيتمکن من تخطي وتجاوز التهديد الدولي على برنامجه النووي المشبوه ولا سيما التهديد الامريکي الجدي خلال ولاية ترامب؟ هل سيتمکن من تجاوز أزمته الخانقة وبشکل خاص في المجال الاقتصادي؟ هل سيتمکن من إمتصاص النقمة والغضب والاستياء الشعبي والحيلولة دون إندلاع إنتفاضة جديدة أخرى بوجهه؟ هل سيتمکن من تحجيم وتحديد نشاط المعارضة الايرانية الفعالة والتي أثبتت قوتها خلال التظاهرة الاخيرة في باريس والتي شارك فيها الالاف من الايرانيين؟
ليس هناك من إجابة إيجابية واحدة على الاسئلة المطروحة آنفا، بل إن الاجابات کلها سلبية 100%، وهذا ما يعرفه النظام قبل الجميع، إذ لم يعد هناك من أي سبب لبقاء وإستمرار هذا النظام، وکل ما يفعله هو سباق مع زمن لم يعد في صالحه إطلاقا!
وفي السياق نفسه، وجهت رئيسة “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” في الفترة الانتقالية السيدة مريم رجوي، كلمة إلى خامنئي ونظام الملالي الحاكمين في إيران، أمام تجمع وتظاهرة ضمت عدة آلاف من الإيرانيين يوم السبت في باريس، قالت فيها: “… يا جلاد حان وقت موتك، سواء كانت هناك مفاوضات أو لا، سواء بأسلحة نووية أو من دونها، فإن الانتفاضة والسقوط  ينتظركم!”..

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى