ماء وحليب!
خاص “المدارنت/ لا مجال لضرب النسيج المجتمعي. إنّها رسالة واضحة بلغة التقري والبلين.
من لا يعرف شفرات الرسالة؛ فليذهب إلي ما وصل إليه بعض ضعفاء النفوس من تهريج عرقي منبوذ ومحاولة تشويه صورة المجتمع المسالم البسيط الذي يعيش جنباً إلى جنب لعقود طويلة.
تَصاهَرت عائلاته فيما بينها على مرّ العقود، وارتبطت بالنسب والأرض، فما بين مزارعها ومساكنها إلا مساحات بسيطة؛ لا تتعدى بضعة أمتار.
لدرجة أنّك من الصّعب أن تميّز بينهم إلّا إذا تحدّثوا بألسنتهم، علمًا بأنّ غالبيتهم يجيد التّحدّث بلسان الآخر.
فتجد هذا خالته من هنا، وذاك عمّته من هنالك، وما بين هنا وهناك فقط مجرّد أسماء مناطق، من دون حواجز طبيعية.
دعك من قيم المحبة والتسامح التي بين الناس هناك، فمن الطبيعي أن تجدهم يحتكمون إلي بعضهم البعض في أيّ خلافات خاصّة بالمراعي والزراعة… وهذا شي طبيعي في حياة الشّعوب التي ترتبط ببعضها البعض من خلال الأرض.
فعلاقة الماء بالحليب عندهم كمَثَلِهم القديم المتجدّد؛ والحكاية ببساطة أن المرأة التي لا تضيف للحليب ماء، حتّي يكفي الجميع؛ متّهمة بأنّها تتسبب في إضاعتها لعلم الأنساب.
حقاً إنّه إرث مجتمعي يعلّم الأجيال القادمة بما كان عليه السابقون، الأوفياء لعاداتهم وتقاليدهم وإرثهم الاجتماعي.
وهكذا يقتلون الفتنة في مهدها. ويئدون الصراع قبل أن يأتي على ما لن يستعاد.
أخيرًا التحية لمجموعة آلوان الثقافية التي تبهرنا بكل جديد..
والتحية ل”مرانت” و”هبتات”، وهما تصدحان بالفن الرفيع وتعكسان رسالة رائعة لمجتمع نبيل.
* روائي وقاص
عمل فني رائع واخراج جميل، الملاخظ وربما المأخذ هو لماذا اختصار المنطقة بين (قلوج وليبنا) بينما نطاق حدود الفوميتين تصل إلى (عد تكلي ازان) شرقا.
كان ممكن يوصلوها (عيلابرعد) من على الاقل، ومع هذا فالعمل لا ينتقص منه شئ.
مزيد من الابداع والتألق للفنانين الشابين ‘مرانت وهبتات’ ، وشكرا للكاتب الاديب هاشم محمود على هذا المقال.
روائينا وكاتبنا القدير شكرا لكونك سفيرنا في كل المنابر،شكرا لهذه الإضاءة.
المقال جيد و رائع للغاية وواقعي