مقالات

ماذا تعني الاوضاع الجديدة في المنطقة؟!

حسين عابديني/ بريطانيا

خاص “المدارنت”..
کما ظهر من سياق الاحداث الجارية منذ 8 ديسمبر 2024، حيث سقوط نظام (حاكم دمشق السابق الطاغية المخلوع) بشار الاسد، فإن النظام الايراني وعلى الرغم من مرور أکثر من شهر على هذا التطور الحساس والمٶثر على المنطقة والعالم، لا يبدو مستعدا لتقبل الوضع الجديد في سوريا على الرغم من إنه يعلم جيدا بأن ما قد نجم عن سقوط  نظام بشار الاسد، تطور نوعي يٶسّس لوضع جديد في المنطقة لن يکون فيه من دور کالدور السابق للنظام الايراني.
الوضع القديم الذي سبق سقوط النظام السوري، کان بالنسبة للنظام الايراني، وضعا ملائما له الى حد بعيد، ملائم بالدرجة الاولى من حيث أوضاعه الداخلية، وبالدرجة الثاني من حيث أوضاعه الاقليمية والدولية إذ کان بسبب من ذلك الوضع يتمتع بمکانة وموقعا مهما في الامور والمسائل المتعلقة بالامن في المنطقة وإن أي مٶتمر کان يعقد لبحث الاوضاع في سوريا والمنطقة لم يکن ممکنا من دون أن يتم أخذ موقف النظام الايراني بنظر الاعتبار.
لکن، لو سبرنا غور تمسك النظام الايراني بالوضع القديم وحتى صرفه عشرات المليارات من الدولارات من أجل بقائه وعدم التأثير السلبي عليه، فإننا سنجد بصورة وأخرى ثمة علاقة غير عادية بينه وبين أوضاعه الداخلية، فهو إستخدم على الدوام الامکانيات المتاحة له في ظل الوضع القديم من أجل إمتصاص التطورات السلبية غير الملائمة له داخليا، إذ کلما کان الوضع الداخلي في إيران يتفاقم أکثر ويلوح في الافق مٶشرات تنذر بالخطر على مصيره، ومن أجل الحيلولة دون ذلك، کان يلجأ لإثارة حرب أو أزمة في المنطقة، وإن الربط بين إنتفاضة 16 سبتمبر2022، وماجرى في المنطقة عام 2023 وما بعدها، أمر ممکن لأن النظام نفسه ومن خلال تصريحات ومواقف لمسٶوليه وخبرائه قد أکد على ذلك.
على إفتراض إندلاع إنتفاضة شعبية في إيران خلال العام 2025، وهو إحتمال ممکن وحتى إن الاوضاع والظروف المختلفة إيرانيا وإقليميا ودوليا ملائمة ومناسبة له، فإن السٶال الذي يجب طرحه هو: ماذا سيفعل النظام الايراني، ازاء ذلك؟ ولا سيما وإن الملاحظة المهمة التي يجب أخذها بنظر الاعتبار والاهمية هي إن الانتفاضات الشعبية الايرانية خلال الاعوام الاخيرة شهدت تطورا نوعيا من حيث قوتها وتأثيرها وإنها تصبح أقوى عاما بعد عام، فإن النظام وفي ضوء الوضع الجديد وتراجع دوره وتأثيره من حيث إثارة الحروب والازمات، فإن وضعه سيکون صعبا جدا ولاسيما لو کانت الانتفاضة التي نرجح إندلاعها أقوى من تلك التي إندلعت في 16 سبتمبر 2022.
العامل الآخر الذي يزيد من خوف النظام وقلقه هو إنه ومنذ سقوط نظام بشار الاسد فإن الاوضاع الداخلية تزداد سخونة وطرح کما يتزايد تناول الاوضاع في إيران والبحث فيها في مٶتمرات دولية يشارك فيها المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي يعتبر بمثابة المعارضة الرئيسية في البلاد، ولها دور وتأثير وحضور في الداخل الايراني على الصعيد الدولي أيضا، ومن هنا فإن العام 2025، والاعوام التي ستليه لن تکون آمنة أبدا لهذا النظام وقد تجلب نهايته.
ومؤخراً، في تاريخ 11 يناير 2025، عُقد مؤتمر في باريس بعنوان: “إيران؛ ضرورة سياسة جديدة، الوقوف إلى جانب المقاومة المنظمة”. حضر المؤتمر السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إلى جانب شخصيات سياسية وعسكرية بارزة.
وقد خُصص المؤتمر لمناقشة أحد أكثر المواضيع حساسية وإثارة للتحديات في عصرنا، وهو الدور المدمر للنظام الإيراني في زعزعة استقرار المنطقة، بالإضافة إلى استراتيجيات عالمية لدعم تغيير ديمقراطي في إيران. وكما هو الحال دائماً، أثار المؤتمر غضب قادة النظام الإيراني، مما أجج من جديد مخاوفهم العميقة من سقوط النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى