عربي ودولي

مجدّدًا.. تلويح روسي بالسلاح النووي..!

الرئيس الروسي بوتين

“المدارنت”..
ليشت المرة الأولى التي يهدد فيها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، باستخدام السلاح النووي إذا تعرض أمن بلاده للخطر، لكنها المرة الأولى التي يحدد فيها الحالات التي يمكن لبلاده اللجوء فيها إلى استخدام السلاح النووي، وذلك رداً على المشاورات الغربية الحالية للسماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ وأسلحة غربية تقليدية بعيدة المدى على الأراضي الروسية.
التغيير في العقيدة النووية الروسية، جاء خلال اجتماع بوتين مع مجلس الأمن القومي الروسي جراء ما يشهده المسرح العالمي من تطورات، وخصوصاً ما يتعلق بالحرب الروسية – الأوكرانية، وما تواجهه روسيا من مخاطر احتمال تدخل حلف الأطلسي مباشرة في هذه الحرب.
أكد بوتين خلال الاجتماع «اعتبار العدوان على روسيا من أي دولة غير نووية، ولكن بمشاركة أو دعم دولة نووية، بمثابة هجوم مشترك على روسيا الاتحادية»، وأوضح أن «شروط انتقال روسيا إلى استخدام الأسلحة النووية محددة بوضوح أيضاً»، وقال «إن موسكو ستدرس هذه الخطوة إذا رصدت بداية إطلاق مكثف لصواريخ أو طائرات مقاتلة أو مسيرة نحوها»، وأضاف: «كما أنها تحتفظ أيضاً بالحق في استخدام الأسلحة النووية إذا تعرضت هي أو بيلاروسيا لأي عدوان بما في ذلك الاعتداءات باستخدام أسلحة تقليدية».
هناك تطور في الموقف الروسي إزاء احتمال استخدام السلاح النووي، فالعقيدة الروسية التي أقرها بوتين عام 2020 كانت تنص على استخدام السلاح النووي في حال وقوع هجوم نووي على روسيا، أو هجوم تقليدي يهدد وجود الدولة، أما الآن فقد اتسعت الخيارات النووية بشكل يضع العالم أمام واقع جديد وخطر، خصوصاً أن الكوابح التي كانت تحول دون صدام نووي قد أزيلت بعدما علقت روسيا مشاركتها في معاهدة «نيو ستارت» التي وضعت قيد التنفيذ عام 2011، للحد من عدد الرؤوس النووية الاستراتيجية، والتفتيش عليها.
يذكر أن روسيا هي أكبر قوة نووية على مستوى العالم، وتملك مع الولايات المتحدة 88 في المئة من الرؤوس النووية، وهذا يعني أنه في حال حصول مواجهة نووية، فإن الكرة الأرضية سوف تواجه «شتاءً نووياً» تنعدم فيه الحياة.
لذلك فإن محاولة التحريض على توسيع رقعة الحرب الأوكرانية وتصعيدها ودفع دول حلف الأطلسي للقبول ب«خطة النصر» التي يعرضها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن، تمهيداً لعرضها على بقية دول الحلف، هي أقرب إلى عملية انتحار منها إلى «خطة نصر»، لأن التهديد الروسي يجب أن يؤخذ على محمل الجد، وإن مضمون الخطة يتضمن استخدام صواريخ غربية بعيدة المدى لضرب الأهداف والمواقع العسكرية واللوجستية والرادارات وأنظمة الدفاع في العمق الروسي، مثل صواريخ «أتاكامس» الأمريكية التي يمكن أن يصل مداها إلى 300 كيلومتر، وصواريخ «ستورم شادو» البريطانية التي يصل مداها إلى 270 كيلومتراً، وصواريخ جو أرض بعيدة المدى تطلق من طائرات (إف 16).
المخاوف من لجوء موسكو إلى الخيار النووي جدية في حال الموافقة على «خطة النصر»، لكن لم يصل العالم بعد إلى حد الجنون، خصوصاً أن أزمة الصواريخ الكوبية في أكتوبر عام 1962 ما زالت في الذاكرة وتدق ناقوس الخطر، عندما وقف العالم طوال 13 يوماً على حافة كارثة نووية، أمكن تجاوزها في آخر لحظة، وكادت تعصف بالبشرية وتدفع بالحياة على الأرض نحو المجهول.
إن «خطة النصر» هي الوصفة العملية لحرب نووية لا يريدها العالم الذي يحاول البحث عن مسارات جديدة تضع حداً للحروب والصراعات والهيمنة، والالتزام بالقواعد التي اتفقت عليها البشرية من خلال التمسك بالشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني.

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى