مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان”: هناك نفق سرّي بين سوريا والعراق..!
“المدارنت”..
شر “موقع الحرة”، تقريرًا عن حواره مع مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبد الرحمن، يتناول التطورات الأخيرة المتعلقة بالميليشيات الموالية لإيران في سوريا، والتغيرات التي تشهدها هذه الجماعات، في ظل تصاعد المواجهة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. ويتناول التقرير جوانب متعددة من نشاط هذه الميليشيات، بما في ذلك تحركاتها، وإعادة تمركزها، ونقل الأسلحة عبر نفق سرّي بين سوريا والعراق.
وفي بداية، يشير عبد الرحمن إلى أن “حزب الله سحب العديد من مقاتليه في سوريا، ونقلهم إلى لبنان أو إلى مناطق حدودية بين البلدين، بينما عزز وحداته داخل سوريا، بمقاتلين سوريّين مرتزقة”. ويشرح أن هؤلاء المرتزقة “يختلفون عن مسلحي حزب الله، إذ أنهم يدينون بالولاء لمن يدفع أكثر، وليس لولاية الفقيه”. وبحسب تعبير عبد الرحمن هذا التحول في الاعتماد على مرتزقة سوريين يشكل “خطورة على جميع الميليشيات الموالية لإيران في سوريا”.
كما يكشف التقرير عن أن “مجموعات تعمل مع الحرس الإيراني في سوريا تقوم بنقل مستودعات الأسلحة من مراكز حزب الله إلى مستودعات أخرى لتفادي استهدافها”. ويشير أيضًا إلى تسليم بعض نقاط التمركز التي كان يتحكم بها حزب الله إلى “ميليشيا لواء فاطميون الأفغانية”، وهي واحدة من الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا.
ومن بين النقاط المهمة التي تناولها التقرير، أن “حزب الله كان يشكل ركيزة هامة في سوريا ويمارس دورًا قياديًا بين الميليشيات الموالية لإيران”، وأن الانسحاب الجزئي لمقاتلي حزب الله من سوريا يؤثر على “طريق طهران – بيروت” الذي كان يسهل وصول الأسلحة بين الميليشيات الإيرانية.
يكشف التقرير أيضًا عن تطور جديد تمثل في إنشاء “نفق تحت الأرض” يمتد بين سوريا والعراق، بهدف تفادي استهداف الطائرات المسيّرة التي تتعقب شاحنات نقل الأسلحة. ويؤكد عبد الرحمن أن “الميليشيات الإيرانية أنهت إنشاء معبر جديد عبر نفق تحت الأرض في بادية البوكمال يربط بين العراق وسوريا”، مشيرًا إلى أن حفر هذا النفق بدأ منذ نحو أربعة أشهر، ويُعول عليه في نقل الأسلحة ويضم “مخازن للأسلحة ومناطق لتخزين المخدرات”.
وعلى صعيد آخر، تناول التقرير الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع حزب الله. إذ نفذت إسرائيل “غارة على منطقة المصنع في شرق لبنان، ما أدى إلى قطع الطريق الدولية بين البلدين”. الجيش الإسرائيلي اتهم حزب الله باستخدام المعبر الحدودي في “تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان”، وقال في بيان إن الغارات استهدفت “نفقًا تحت الأرض يمتد من الحدود اللبنانية إلى داخل سوريا”. ووفقًا للبيان، فإن النفق يمتد لمسافة “3.5 كيلومترات ويسمح بنقل كميات كبيرة من الأسلحة وتخزينها تحت الأرص”.
وأكد عبد الرحمن أن الهجمات الإسرائيلية ضد حزب الله في لبنان “أثرت على نشاطهم في سوريا”، لكنه شدد على أن إيران ستحاول “تعزيز الميليشيات الأخرى لضمان استمرار سيطرتها في الداخل السوري”. كما أوضح أن النظام السوري يعتمد على سياسة النأي بالنفس عن التطورات التي يواجهها حزب الله في لبنان، ولاحظ “مظاهر فرح وارتياح” في بعض المناطق السورية بعد مقتل زعيم حزب الله، حسن نصر الله، دون تدخل من القوات النظامية.
وفي سياق المنافسة على النفوذ داخل سوريا، أشار عبد الرحمن إلى أن “الميليشيات الإيرانية تعمل على فتح باب الانتساب لها لاستقطاب الشباب من المدن السورية المختلفة”، وتغريهم “بدفع رواتب وحوافز”. كما وثق المرصد بعض الهجمات من الميليشيات المدعومة من إيران على قواعد التحالف الدولي في سوريا، لكنها لم تتسبب في وفيات، مؤكدًا أن الهدف من هذه الهجمات هو “إرضاء الموالين لهم بأنهم يهاجمون القوات الأميركية”.
وفي الختام، يبرز التقرير الدور الذي لعبه حزب الله في ترجيح كفة المعارك لصالح النظام السوري في السنوات الأولى من النزاع، وأن “سوريا بدورها سهلت نقل الأسلحة إلى حزب الله من طهران”. ولكن مع تراجع حدة المعارك، تراجع أيضًا نفوذ الحزب في سوريا، مقتصرًا على مناطق محددة مثل “منطقة السيدة زينب في ضاحية دمشق الجنوبية“.