عربي ودولي

“مزرعة حبيبة”.. طفلة تحوّل منزلها في الضفة إلى مصدر دخل للعائلة!

“المدارنت”..
بعفويتها وبساطتها نجحت الفتاة الفلسطينية حبيبة صلاح (12 عاما) في كسب ثقة الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتسويق لمزرعتها وبقالتها التقليدية في بلدة الخضر غرب مدينة بيت لحم شمالي الضفة الغربية.
الطفلة حبيبة التي تسكن مع عائلتها في حي صغير ببلدة الخضر، اشتهرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعملها إلى جانب والدها في مزرعة صغيرة أطلق عليها “مزرعة حبيبة”، إضافة إلى بقالة صغيرة في الحيّ.
وتركز المزرعة والبقالة على إنتاج وبيع المنتجات التقليدية من عسل النحل وزيت الزيتون ومنتجات حيوانات وطيور “مزرعة حبيبة”.
وللفتاة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي توثق مع والدها الأعمال اليومية في المزرعة، وتخبر متابعيها عن منتجاتها وآخر أعمالها.

السر في البساطة
التقت “الأناضول” الطفلة حبيبة أثناء اعتنائها بحيوانات مزرعتها من الماعز والخراف بجانب الطيور مثل الدجاج والبط، حيث قالت: “لدي مزرعة بسيطة أربي الحيوانات من أغنام وأيضا الدجاج والبط، مشروعي ناجح ويوميا يكبر وتتكاثر الحيوانات”.
أضافت: “لدي أيضا بقالة صغيرة أبيع منتجات من المزرعة”.
وعن سبب شهرتها على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت حبيبة: “الناس باتت تعرفني من المزرعة والبقالة وسر نجاحي هو البساطة في كل شيء”.
وتعمل حبيبة مع والديها في المزرعة والبقالة، كما تمتلك العائلة إلى جوار المزرعة حقل عنب وزيتون.

وقالت: “أحب مزرعتي، وأشعر بالسعادة عند قضاء الوقت فيها”.
تلعب حبيبة مع بعض الخراف في المزرعة وتطلق على كل واحد منها اسما خاصا، كما تطمح الفتاة الفلسطينية إلى تطوير مزرعتها وتحقيق هدفها في أن تصبح طبيبة بيطرية لتبقى مع الحيوانات وتعتني بها.

ارتباط بالأرض
بدوره يقول والد حبيبة، أحمد صلاح (45 عاما)، إن فكرة المزرعة بدأت بعد 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، مع تعطل الحياة الاقتصادية جراء بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، وانعكاس الحال على الضفة الغربية.
أضاف: “كما ترون أنا أعيش في قرية وارتباطنا بالأرض والحيوانات أمر أساسي، ولكن لم يكن يوما مصدر دخل للعائلة”.
وتابع: “بعد 7 أكتوبر وجدت نفسي بلا عمل، فاتجهت نحو الأرض لبناء الجدران الاستنادية وأعمال حقلية أخرى، وحينها بدأت حبيبة في توثيق العمل ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث ترافقني منذ صغرها في مثل هذه الأعمال”.
وقال أحمد: “الناس أحبت حبيبة، وأصبح الأمر منطلقا لتسويق بعض المنتجات، وهو ما استحسنه المجتمع، وباتت منتجاتنا مصدر دخل رئيسي للعائلة”.
حب الجمهور للمحتوى ولابنته حبيبة دفع والد الطفلة إلى تشيد مزرعة اسماها “مزرعة حبيبة”.

منتجات تقليدية
تقع “مزرعة حبيبة” إلى جوار مستوطنة أفرات الإسرائيلية، ويفصلها عدة أمتار عن قلقيلة شمال الضفة، حيث تمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلية البناء في الموقع، لكن والد حبيبة يملك هناك منزلا شيّده منذ سنوات على أرض تعود لعائلته.
ويرى أحمد أن سر نجاح مشروع المزرعة والبقالة يكمن في صناعة وتصوير منتجات تقليدية بطريقة بسيطة وخالية من المواد الحافظة.
وقال: “قسم كبير من الجمهور يبحث اليوم عن المنتجات البسيطة والتقليدية بعيدا عن المنتجات الصناعية المستوردة أو المنتجة في مصانع كبيرة”.
وأردف: “أعمل أنا وابنتي وزوجتي في المزرعة، ونسوق المنتجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولدينا خدمة التوصيل للمنازل”.
وعن الزبائن قال أحمد: “يأتينا زوار للمزرعة من مختلف مدن وبلدات الضفة الغربية، ومن البلدات العربية في إسرائيل، وخاصة من كبار السن الذين يعرفون جيدا قيمة المنتجات التقليدية”.
ويطمح الرجل في توسيع المزرعة وزراعة أنواع جديدة من الأشجار، وتربية عدد إضافي من الحيوانات.
وللرجل هويات أخرى حيث يحتفظ بقطع أثرية في منزله، ويوجد بباحات المنزل 5 سيارات قديمة بعضها من إنتاج عام 1960.

المصدر: “الأناضول”
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى