استهل المؤتمر بالنشيد الوطني ثم كلمة للاسمر قال فيها: “انها صرخة وجع يطلقها المصروفون من جريدة “المستقبل” من مقر الاتحاد العمالي العام لا بسبب صرفهم التعسفي والمتسرع والقهري فحسب، بل للمطالبة بوقف اذلالهم بالامتناع عن دفع مستحقاتهم المقرة قانونا في وزارة العمل، انها صرخة ألم يطلقها اكثر من 120 موظفا ومحررا ومصورا واداريا لحماية حق اطفالهم بلقمة العيش بعد خدمة عشرين عاما في هذه المؤسسة، انها صرخة لمن يتعرضون للمطالبة بدفع قسط المدرسة والسيارة وايجار المنزل والقرض المصرفي”.
اضاف: “اننا نجزم يا دولة الرئيس سعد الحريري انك تشعر بآلام هؤلاء القلة التي افتدت مقر الصحيفة بأجسادها يوما ما، اننا نناشدك يا ابن الشهيد رفيق الحريري ان تتجاوب مع اصحاب الحق وانت الذي تنادي به دائما ونحن نؤمن باخلاقيتك العالية وسعيك الدائم الى تأمين حقوق الناس والدفاع عن لقمة عيشهم وخاصة اهلك وبطانتك ممن عملوا وتعبوا معك في مؤسساتك. وختم: “نحن كاتحاد عمالي عام لم ولن نتأخر عن السعي لحل هذه المعضلة مع كافة المسؤولين المعنيين”.
وقال القصيفي: “ان خلفية هذا اللقاء، هي خلفية مطلبية بحتة، ولا يمكن ان توظف الا ضمن هذا التوجه. هناك مصروفون، وزملاء افنوا عمرهم في المهنة واخلصوا لجريدة “المستقبل” ومحضوها ولاءهم المطلق، وشاءت الظروف ان تتوقف هذه الجريدة عن الصدور لاسباب باتت معروفة، ولا مجال لتكرارها، وتوصل الزملاء الى اتفاق مع ادارتها وهم لا يطالبون اليوم سوى بتنفيذ هذا الاتفاق كاملا، والحصول على حقوقهم دون نقصان او تعديل، وان ينالوا مستحقاتهم في اقرب فرصة ودفعة واحدة، نظرا لما يترتب عليهم من مسؤوليات تجاه عائلاتهم”.
وختم: “لن أطيل الكلام، واختم بمناشدة دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري القيام بالمبادرة لانهاء هذا الموضوع بما ينسجم وحرصكم على حقوق كل المواطنينن وبالحري مع المصروفين الذين اخلصوا لجريدة “المستقبل”، ولا يطالبون الا بما هو حق لهم”.
والقى الزميل يوسف الهاشم كلمة المصروفين وجاء فيها: “نحن المصروفين، تعسفا وظلما وافتئاتا من جريدة المستقبل، بات يحظر علينا الحصول على تعويضاتنا ومستحقاتنا المالية التي اقرها القانون، وكذلك الاعراف الاخلاقية والانسانية، وكنا نحن المصروفين قد وقعنا اشعارات هي بمثابة اقرار خطي مذيل بختم الادارة وتوقيع مديرها العام تنصّ على ان لنا في ذمة الجريدة 16 شهرا، هي كناية عن اشهر الانذار وتعويض الصرف القسري التعسفي الذي جاء بغتة، وقلب حياتنا رأسا على عقب يضاف اليها 17 شهرا من الرواتب المتراكمة منذ سنوات، تعرضنا خلالها لابشع انواع الاذلال من فقر وعوز، وديون مستحقة علينا للمصارف والمؤسسات والمحال التجارية ومالكي المنازل، الذين لم يعدموا وسيلة لتهديد معظمنا بالقائهم في الشارع بسبب التأخر في دفع بدل الايجارات”.
اضاف: “لقد شكل صرفنا المباغت من الجريدة، وبالمنحى الاعتباطي المدل الذي رافق هذا الاجراء التعسفي، والذي حطم كل جدران اللباقة واللياقة والاخلاق والانسانية والوفاء، مكافاة لا نستحقها اطلاقا، بعد كل التضحيات التي قدمناها خلال السنوات العشرين التي فنيناها من عمرنا في الجريدة، ولا سيما منذ العام 2008 عندما تعرضت مكاتب الجريدة، ونحن فيها للاعتداء بالقذائف والرصاص، ورفضنا مغادرة المبنى، انطلاقا من مبادئنا المهنية والاخلاقية، ومنذ العام 2011، اخذت الازمة المالية الطاحنة المفتعلة تعصف بمصائرنا جميعا، بدءا بالتسويف المجحف في تسديد الرواتب، مرورا بالانقطاع المزمن عن تسديدها وصولا الى التلويح بصرف موظفين، وهذا ما حصل فعلا وعلى دفعات، وانتهاء باقفال الجريدة بالشكل المأساوي الذي حصل”.
وتابع الهاشم: “اننا نتوجه مباشرة من على هذا المنبر الكريم، لنقول كلمة صدق ومحبة وشرف للرئيس سعد الحريري، اننا لا نستجدي حقنا يا دولة الرئيس، ها نحن المصروفين قسرا وقهرا وعدوانا وامعانا في الظلم وانحيازا الى الزمن الرديء ضدنا، نصر على ان نتقاضى حقوقنا كاملة غير مجزأة لنتمكن من تدبر شؤوننا، وتسديد ديوننا التي فاقت مستحقاتنا، ومعالجة الحد الادنى من الخراب الكبير الذي تسبب به التأخير المزمن في دفع الرواتب والمستحقات، ولعلمك يا دولة الرئيس، لقد نجحت ادارة الجريدة في إيلامنا باستهدافنا بضربة قوية وغير منتظرة، يصعب معها القيام من جديد في هذا الزمن النتن، ولكننا نسلم امرنا الى الله فهو وليّ التوفيق”.
وتابع: “يا دولة الرئيس، لن نقبل بتقسيط مستحقاتنا على فترات طويلة، تقطع ما تبقى من النفس المقطوع اصلا منذ بدء الازمة، فهذا الاجراء معناه ان نصبح طعاما لنيران الحاجة والتمزق، والانكشاف الكامل امام ما لا تحمد عقباه، لا ترموا بنا عراة في مهبّ الريح، فنحن لم نعاملكم يوما بمثل هذه الطريقة، ولن نفعل بل نناشدكم الاسراع في انقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الاوان، وانتم قادرون على ذلك. وفي هذا المناسبة التي انتظرناها منذ ان صرفنا من الجريدة، نتوجه بالشكر العميق من وزير العمل المحامي كميل ابو سليمان الذي احتضننا برحابة صدره ودماثة اخلاقه، وانفتاحه الايجابي على مشكلتنا، وابدائه كل التعاون المثمر لانهاء هذا الملف حبياً، كما نتوجه بالشكر الجزيل من رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشاره الاسمر، ومن زميلنا المدافع عن حقوق أبناء هذه المهنة نقيب المحررين جوزف القصيفي، ومن الصحافيين والاعلاميين والمحامين والاصدقاء الذين وقفوا الى جانبنا في مسيرة رفع الظلم عنا”.
ودعا “جميع المخلصين والشرفاء الى اوسع حملة تضامن عمالي ومهني معنا، من اجل تمكيننا من الحصول على حقوقنا المستلبة، والحؤول دون تكرار هذه المأساة مع غيرنا من زملائنا في عالم الصحافة”.
أبو سليمان
بدوره، قال الوزير أبو سليمان: “إن وزارة العمل تقوم بوساطة، وانا اقترح على المصروفين مشروع حلّ على امل أن يقبلوا به، وانا اتواصل مع المعنيين في الجريدة ومع العمال الذين لديهم حقوق، وأحمل حلاً عادلاً للجميع، يحفظ الحقوق للعمال، ويعين المؤسسة التي تمر بصعوبات مالية. هدفنا المصلحة العامة، ومصلحة العمال أولاً، والحل بالتراضي أضل من الحلول البديلة، ولمست حسن نيّة لدى الجميع”.