مصر والأردن في وجه ترامب: “القاهرة” قمّتنا الحاسمة.. جبهة موحدة!
“المدارنت”..
تهديد ترامب بتجميد المساعدات لمصر والأردن إذا رفضتا استيعاب لاجئين من قطاع غزة، اعتبر أزمة غير مسبوقة في العلاقات بين هاتين الدولتين والولايات المتحدة منذ التوقيع على اتفاقات السلام مع إسرائيل. أكدت مصر مرة أخرى، سواء ببيانات رسمية أو تقارير في وسائل الإعلام الرسمية، أنه على الرغم من التهديدات فإن القاهرة مصممة على رفض التعاون مع أي عملية لتهجير وطرد الفلسطينيين من القطاع.
هذا الموقف أيضاً وجد تعبيره العملي القوي، في الوقت كان مخططاً لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لواشنطن، في هذه الأيام أو في الأسابيع القريبة القادمة، وتم تأجيلها إلى إشعار آخر. أما وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي هو الآن في زيارة لواشنطن، فلم يعقد مؤتمراً صحافياً ولم يقدم تصريحات خاصة، وهذه خطوة استثنائية في زيارة رفيعة المستوى.
التصريحات التي قدمها السيسي لوسائل الإعلام أكدت الحاجة إلى إعادة إعمار قطاع غزة، ورفض طرد سكانه، وهو الموقف الذي يجد دعماً كبيراً من المصريين. تصريحات ترامب في الحقيقة تعتبر “تصريحات مرتجلة”، لكن مصادر مصرية قالت إنها لا تترك للسيسي أي هامش مناورة.
وحسب قول هذه المصادر، فإنه إضافة إلى موقف مبدئي للنظام المصري، الذي يعارض تهجير الفلسطينيين، فإن القاهرة لن تتعاون مع خطوة علنية تشاهد فيها قوافل لمئات آلاف الفلسطينيين وهم ينتقلون إلى شبه جزيرة سيناء وينتشرون في أرجاء الدولة أو الذهاب إلى دول أخرى. “الموقف المصري لا تحمل ذلك. مصر تتعاون مع خروج المرضى والمصابين، وحتى إنها تسمح بخروج المسلحين أو نفي قادة حماس، إذا وافقت حماس على ذلك، لكن ليس بالقوة أو التهديد”، قالت المصادر.
تستعد القاهرة لعقد مؤتمر القمة العربية في نهاية الشهر الحالي، في تطلع لطرح جبهة موحدة ضد خطة ترامب. ومثلما نشرت “هآرتس”، ستجرى في هذه القمة نقاشات مباشرة وغير مباشرة، بمستوى زعماء الدول، حول قضية إعطاء شبكة أمان اقتصادية لمصر والأردن على خلفية تهديدات الرئيس الأمريكي. والحديث لا يدور عن أموال لا يمكن للدول الغنية تقديمها. حسب التقديرات والتقارير المالية، فإن المساعدات الأمريكية العسكرية لمصر تبلغ 1.3 مليار دولار، و200 مليون دولار مساعدات اقتصادية. وإضافة إلى ذلك، توفر الولايات المتحدة لمصر معدات وقطع غيار وصيانة للسلاح المتقدم، الذي ينتج في الولايات المتحدة.
واللقاء بين ترامب والملك عبد الله عقد في أجواء متوترة. في بداية اللقاء، قال ترامب: “أعتقد أن في الأردن ومصر مناطق يمكن للفلسطينيين العيش فيها”. ولكن في المقابل، قال الملك إنه القرار سيتخذ وفقاً لمصلحة دولته.
الضغط على الأردن ربما يكون أهم وأنجع؛ لأن الأردن هش أكثر من مصر، لا سيما اقتصادياً. مبلغ المساعدات الأمريكية للأردن قريب من مبلغ المساعدات لمصر، 1.4 مليار دولار – رغم الفرق الكبير في المساحة وعدد السكان في الدولتين. قبل اللقاء بين الاثنين، أكد النظام الأردني في وسائل الإعلام الرسمية، على الموقف الذي يعارض طرد الفلسطينيين. وأعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، بأنه يجب تنفيذ حل القضية الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية. وأكد معارضة الأردن لأي محاولة لتوطين الفلسطينيين خارج أراضيهم.