مقالات

“معاريف” العبرية: ”حماس” تعرف متى وكيف تضغط على الأزرار.. و”إسرائيل” نحو الكارثة!

“المدارنت”..
هذا ليس هذياناً ولا خطأ، كما أنه ليس ظاهرة عابرة. حكومة فاشلة من كل معنى ومنقطعة عن الواقع تقود دولة إسرائيل إلى كارثة، إن لم نقل إلى ضياع. وعلى الرغم من أن “حماس” بعد نحو سنة ونصف من الحرب، (معتبرة أن “حماس” منظمة إرهابية) بلا مدرعات، ولا سلاح جو وبلا أسطول بحري، وبعد أن قلبنا قطاع غزة إلى جزر خرائب وبات معظم سكانها بلا مأوى، ها هي تنجح في البقاء، وما تزال تحتجز مخطوفينا (الأسرى الصهاينة)، وتهدد وتفرض علينا شروطها. وكل هذا يقول شيئاً ما عنا: الدولة الأقوى زعماً في الشرق الأوسط، مع جيشها الأقوى والشعب الأذكى.
كما أنه يقول أيضاً الكثير عن هذه الحكومة الهاذية، التي تتحدث عن النصر المطلق وتقودنا إلى الفشل المطلق، واساساً المقتنعة – على حد قول من يقف على رأسها – بأنها تعمل في الطريق الصحيح.
في الواقع، تبرز اعتبارات حزبية واعتبارات بقاء الحكومة التي فقدت ثقة معظم الإسرائيليين في كل خطوة وشبر على مدى هذه الحرب. التركيز الأولي للدولة والحكومة، بعد الانتعاش من صدمة 7 أكتوبر 2023 كان يجب أن يكون على تحرير المخطوفين، ثم التفرغ لإجراء حساب ثاقب وأليم للنفس مع منظمة حماس الإجرامية ومع سكان قطاع غزة ناكري الجميل.
عندها، لا شك أنه كان ممكناً تحرير المخطوفين بـ “ثمن زهيد” في بداية الحرب، وجلبهم جميعاً في صفقة واحدة وليس “على دفعات”، وبالطبع جلب مخطوفين أحياء أكثر إلى الديار.

رغم إنجازات الجيش الإسرائيلي في القضاء على حماس في الأنفاق التي على طول القطاع وعرضه، ما زالت هذه الحرب بعيدة عن النصر. عودة الجيش المتكررة للسيطرة ولإعادة احتلال الشجاعية، وبيت لاهيا، وبيت حانون، والنصيرات وغيرها من أيدي المخربين الذين عادوا إلى هناك وألحقوا بنا الخسائر – تقول كل شيء.
كان ينبغي للجيش الإسرائيلي أن يخلق فصلاً بين المخربين المسلحين، ومواطني غزة الذين لم يشاركوا في القتال، من خلال نقل كل السكان الذين انتقلوا من الشمال ووسط القطاع إلى أراضي إسرائيل، إلى منطقة “نيتسانا” المقفرة بدلاً من جنوب القطاع.
كان ينبغي أن يقام هناك معسكر خيام مؤقت ضخم، مسيج ومحروس، مع مستشفيات ميدانية ومدارس، مع مساعدات إنسانية لا تسلبها حماس. هكذا كنا سننزع منها قوتها وسيطرتها على مواطني القطاع – وبالتوازي نخلق بديلاً سلطوياً. عندها، كانت الحرب ستبدو مختلفة، وتحرير مخطوفين أسرع وأنجع، لنكون اليوم في مكان آخر تماماً.

في هذه الساعات، حين يهدد ترامب حماس، وليس واضحاً ما هو معنى التهديد ومدى تأثيره، يبدو أنه يعرض مخطوفينا الذين يذوون في الأنفاق أكثر مما يعرض مخرب حماس للخطر. وهؤلاء يعرفون كيف يستغلون نقاط ضعفنا، وانقسامنا، ومشاكل نتنياهو مع الصفقة لتحرير المخطوفين.
هي ترى وتسمع الشعب الممزق والمنقسم، وتعرف كيف تضغط على الأزرار الصحيحة. وهذه الحكومة الفاشلة التي لاعتبارات حزبية واضحة، لا تعمل عن قصد لتحرير المخطوفين رغم أنها تعي وضعهم الخطير ثم تصدق خطة ترامب بالترحيل وتتوقع مجيء الخلاص من تهديداته لحماس، إنما هي بذلك تعرض مخطوفينا للخطر.

المصدر: أفرايم غانور/ “معارف” العبرية 
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى