عربي ودولي

“معاريف” العبرية: “حماس” تنتعش و”إسرائيل” أمام مفترق طرق!

“المدارنت”..
“إسرائيل”، أمام مفترق طرق مركب. فرغم عناق الدبّ الذي تتلقاه من إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب، يتبين أن التردد وعدم اتخاذ القرارات والانشغال بالأحابيل الإعلامية والخطوات السياسية الداخلية، تجعل إسرائيل تتورط مع نفسها حول مفهوم الأمن لديها.
قرار الولايات المتحدة بالسير نحو مفاوضات مع إيران حول النووي، خطوة فيها الكثير من المنطق. ولكن مع كل خطوة عسكرية تعرف شيئاً واحداً فقط: كيف تبدأ. لكنك لن تعرف أين ستجر وما نقاط الخروج من المعركة.
يدير ترامب الآن بضع جبهات قتال، والمركزية هي الحرب الاقتصادية على كل الأسواق في العالم، من الصين عبر اليابان، وأوروبا وحتى الجارة كندا. كما أنه يخوض حرب هجرة، ويبدو أنه يريد إعادة مكانة الولايات المتحدة مكانة الشرطي المتصلب في العالم.
يفهم ترامب بأن هجوماً في إيران معناه هجمات ضد آبار النفط في السعودية والخليج العربي، بالتوازي مع هجمات على أهداف أمريكية في العراق والشرق الأوسط والخليج العربي. كما يفهم أن قصة غزة وتحرير المخطوفين لا تتقدم، لأنهم الإسرائيليين يسيرون خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء. فمن جهة، لا يحثون المفاوضات بشكل كاف، ومن جهة أخرى أن العملية العسكرية لا تجلب النتيجة المرغوب فيها في غزة.
حماس لا تبدي مؤشرات ضائقة؛ العكس هو الصحيح، فانعدام تواصل الهجمات في غزة أدى إلى وضع معاكس، أبدت حماس بموجبه مؤشرات انتعاش بعد الضربة الأولى التي تعرضت لها من سلاح الجو و”الشاباك” قبل نحو ثلاثة أسابيع.
بعد هبوط نتنياهو في مطار بن غوريون، سيكون مطالباً بمعالجة مواضيعه العاجلة: الشهادة في المحكمة، وتنحية رئيس “الشاباك”، وتنحية المستشارة القانونية، وصيانة الائتلاف، وما شابه. لكن عليه البحث أيضاً في تقويم الوضع الأمني.
على الطاولة بضعة مواضيع دراماتيكية وعاجلة أولها كيف تنخرط إسرائيل في المفاوضات مع إيران، وكيف تنقل للأمريكيين خطوطها الحمراء؛ الثاني منع الصدام بين إسرائيل وتركيا على أراضي سوريا؛ والثالث تحريك المفاوضات بين إسرائيل وحماس.
على إسرائيل اختيار جانب: هل ستسير لتجنيد عشرات آلاف جنود الاحتياط وتستخدم قوة عسكرية لتحقيق إنجازات مهمة تتمثل بإضعاف حماس وجلبها إلى طاولة المباحثات وتحرير المخطوفين، أم تبقى دون قرار، لا عسكري ولا سياسي.
عناق الدب من الإدارة الأمريكية يسمح لإسرائيل بمزيد من التنفس بشكل عفوي، كما يسمح لها بالتحرك في عدة محاور، لكن أنه عناق قد يؤدي بإسرائيل إلى شلل في الخطوات العسكرية والسياسية.

آفي أشكنازي/ “معاريف” العبرية
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى