“معاريف” العبرية لنتنياهو: أنت تنتظر ترامب ولن تصل إلى “الشبشب الأخير”!
“المدارنت”
“حرب العشرين شهراً” تصل إلى الانطواء. سيحاول نتنياهو إنقاذ شيء ما آخر كي يقلص الاهتزازات داخل الائتلاف. مهمته إنقاذ 58 مخطوفاً، والنجاة 58 يوماً حتى إجازة الصيف.
لكن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن يدركان ضرورة إنهاء المعركة في قطاع غزة الآن باتفاق جيد يجلب المخطوفين الأحياء إلى الديار والشهداء إلى قبور إسرائيل. المعركة في القطاع الآن تضغط على حماس في عدة أبعاد. ولعل هذا هو السبب الذي جعل المنظمة تعمل أمس بكد كي تبشر العالم كله مدى قرب الاتفاق.
الخطوة الأولى في عملية الجيش الإسرائيلي الآن هي تحريك السكان من شمال القطاع ومن مدينتي خان يونس ورفح. لقد جعل الجيش الإسرائيلي مناطق واسعة في غزة مدن أشباح وجزر خرائب. الخطوة الثاني هي استيلاء الجيش الإسرائيلي على الأراضي ونزع أرض غزة من الغزيين ومن حماس. حتى الآن، هو يسيطر على نحو نصف أراضي القطاع.
الخطوة الثالثة هي ضربة كبيرة لقدرات حماس العسكرية. وهنا نعرض الصورة بشكل واسع: منذ بدأت حملة “عربات جدعون”، صفى الجيش الإسرائيلي أكثر من 800 مخرب، بينهم 50 مسؤولاً في حماس. ونفذ أكثر من 3100 هجوم على أهداف للمنظمة. وهوجم 200 هدف في اليومين الأخيرين.
سلاح الجو يعمل بشكل ممنهج، ويتلقى معلومات استخبارية دقيقة من “الشاباك” ومن شعبة الاستخبارات، وكذا من الفرق الخمس المناورة. العمل دقيق ضد مخربين ومبان، بعضها مباني مدارس، وضد أنفاق تحاول حماس ترميمها، ومواقع إطلاق وغيرها.
الخطوة الرابعة هي تجاوز حماس في توزيع المساعدات الإنسانية، وهكذا ضرب قدرة الحوكمة لديها حيال السكان المحليين.
لقد تعرضت حماس لضربات قاسية. ولكنها لا تزال واقفة على قدميها. لديها آلاف الصواريخ ومئات عديدة من الأنفاق. حماس هي المنظمة السلفية الأكثر تطرفاً، وروحها وأيديولوجيتها لم تنفدا ولن تنفدا.
حماس لا تشكل اليوم تهديداً وجودياً على إسرائيل. وليكن واضحاً: الجيش الإسرائيلي لن يصل إلى النفق الأخير، إلى المخرب الأخير، ولا حتى الشبشب الأخير (حسب نتنياهو)، لا غداً ولا بعد خمس سنوات من الحرب.
جهاز الأمن والجيش الإسرائيلي سيحتاجان إلى العمل في العقود التالية بشكل ممنهج لمنع حماس من إعادة بناء نفسها وبناء قدراتها العسكرية، صغيرة أم كبيرة.
إسرائيل ملزمة بتبني اليوم التالي. ليس فقط من يحكم في غزة، بل كيف ستتم الرقابة الاستخبارية وماذا سيكون العمل العسكري الإسرائيلي في القطاع بعد حرب العشرين شهراً.
يبقى الآن أن ننتظر لنرى كيف سيغلق ترامب الحرب الأطول في تاريخ الدولة. حرب بدأت بالكارثة الأكبر للشعب اليهودي منذ المحرقة، وتقف الآن في مفترق هام قبيل تغيير شكلها وسلوكها.