تربية وثقافة

فعاليات اليوم السادس لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب.. مئوية توفيق باشا ونصف قرن على وفاة كوكب الشرق


“المدارنت”
تستمر فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الـ66، وسط زحمة ملفتة وتنوع في الزوار، إلى جانب التنوع في البرنامج الثقافي المتميز الذي يرافق المعرض، حيث كان اليوم من نصيب عملاقين في الفن والموسيقى هما توفيق الباشا الذي أحيا النادي الثقافي العربي مئويته بأمسية موسيقية في الجامعة الأميركية في بيروت، وأم كلثوم التي تم إحياء ذكرى مرور نصف قرن على وفاتها، إضافة إلى عناوين أخرى وحفلات تواقيع الكتب، وزيارات طلاب الجامعات والمعاهد والمدارس الذين وصل عددهم اليوم إلى حوالي 1300 طالب من 23 مدرسة ومعهد وجامعة من بيروت والجنوب والبقاع وجبل لبنان.
في مئوية ولادته… أمسية وفاء بالكلمة واللحن لتوفيق باشا
في أمسية استثنائية، حملت أنغام الحنين وعبق الذاكرة، التأمت القلوب في حرم الجامعة الأميركية في بيروت، في ندوة تكريمية للموسيقار اللبناني الكبير، بمناسبة مرور مئة عام على ولادته، من تنظيم النادي الثقافي العربي.
حضر اللقاء أفراد من عائلة الراحل، والعازف العالمي عبد الرحمن الباشا، والسيد فؤاد السنيورة (رئيس حكومة أسبق)، إلى جانب حشد من المثقفين والإعلاميين وشخصيات جامعية.
افتتحت الأمسية رئيسة النادي سلوى السنيورة بعاصيري، قائلة: “في حرم هذه الجامعة العريقة، نظم النادي الثقافي العربي أول معرض كتاب في لبنان والعالم العربي عام 1956، واحتضنه حتى العام 1966. واليوم، نحلّ ضيوفًا عليها لنوجّه معًا تحية تقدير ووفاء للموسيقار توفيق الباشا، بالكلمة واللحن، في ذكرى مئويته، تحيةً لقدَرٍ جمع بين العبقرية والانتماء، وبين الإبداع والحنين”.
أضافت: “نُحيي هذه الذكرى بالموسيقى الحيّة التي يقدّمها العازف العالمي عبد الرحمن الباشا، في لحظة وفاء عائلية وإنسانية وفنية مميزة. وأتوجه بالشكر إلى الجامعة الأميركية على هذا الاحتضان المستمر لقضية لبنان الحقيقية: الثقافة والمعرفة”.
تولّى إدارة الأمسية الكاتب سليمان بختي، الذي عبّرعن فخره بوجود عبد الرحمن الباشا، نجل المحتفى به في بيروت، مشيدًا بإبداعه وارتباطه الحيّ بذاكرة والده الموسيقية.
استعرض بختي جانبًا من سيرة الباشا، المولود في رأس النبع عام 1920، مشيرًا إلى شغفه المبكر بالموسيقى. فحسب رواية شقيقه الرسّام أمين الباشا، كان الطفل توفيق يعزف على الأواني باستخدام الملعقة، فيما كان يحلم أن يكون موسيقيًا.
درس الباشا الموسيقى في الجامعة الأميركية على يد موسيقيين أجانب، وأقام حفلات في جامعات بيروت. وفي عام 1960 أسّس “فرقة الأنوار” مع الفنان الراحل زكي ناصيف، وجال بها العالم ناشرًا الموسيقى اللبنانية والعربية.

السيد تمام سلام (رئيس حكومة أسبق)

الباشا: تحية حب وسلام
وقال عبد الرحمن الباشا: “خمسون عامًا قضيتها في أوروبا، ومع ذلك لا يزال الحنين إلى بيروت يسكنني كما في اليوم الأول. سأبدأ بعزف مقطوعة بعنوان حنين، كتبتها في روما عام 1986 بعد غياب طويل عن لبنان، وأهديتها إلى والدي كتحية حب وسلام”.
أضاف: “أما المقطوعة الثانية، فهي إهداء إلى والدتي وداد، كتبتها بروح “أوركسترالية” تتسم بالبساطة، وأقدمها الليلة على “البيانو” تحية لوالديّ، مصدر إلهامي”.

الحاج: من بيروت إلى العالم
وتناول الأب بديع الحاج، محطات أساسية من مسيرة الباشا، مشيرًا إلى إصدار كتاب جديد عنه يُوقَّع قريبًا في دار نلسن. قال: “سيرة توفيق الباشا تحتاج آلات لا تُعزَف فقط بل تُفهَم. كان بيروتيًا عاشقًا للموسيقى، يرى فيها ملاذًا في الحرب وزمن الخراب”.
أضاف: “من منزله الذي كان أقرب إلى معهد موسيقي، انطلق نحو العالمية. في “إذاعة Vox”، لفتت موسيقاه سيدة أميركية، فدُعي للعزف في مناسبات دولية. ومن هناك بدأت مسيرته في الخارج”.
وعدّد أبرز إنجازاته وهي: كتابة مؤلفات مستوحاة من السيرة النبوية، نشر التراث الموسيقي العربي بأسلوب معاصر موجّه للعالم، انضمامه إلى عصبة الخمسة التي أعادت صياغة الموسيقى العربية، مشاركته في تأسيس مهرجانات بعلبك منذ عام 1956، تأليفه وتوزيعه لموسيقى “أوركسترالية” راقية تراعي الأداء الجماعي، تأسيس “فرقة الأنوار” والعزف مع موسيقيين عالميين، اهتمامه الكبير بـالموشحات وتطويرها، شجاعته الإبداعية ورفضه للمسايرة الفنية.

باشا: الأناقة موسيقى أيضًا
ثم تحدّث الكاتب والناقد الفني عبيدو باشا، عن الباشا الإنسان والفنان، فقال: “كان توفيق الباشا استثنائيًا، هاويًا عاشقًا للموسيقى، يروي بالموسيقى اللحظات، ويمتلك سحرًا خاصًا في ضبط المزاج الموسيقي. كانت الأناقة جزءًا من طباعه، حتى في تأليف الموسيقى”.
أضاف: “ارتدى الفوِلارد صيفًا وشتاءً، وكانت نظاراته مربّعة. كان أنيقًا في حضوره، وفي تكوين الجملة الموسيقية. مسرحي في الموسيقى، وموسيقي في المسرح”.
وأشار إلى “علاقته الوثيقة بشقيقه أمين، الذي توجّه إلى الرسم، فيما اختار توفيق الموسيقى، وكان علّامة في هذا المجال، كان محبًا لسيد درويش، والموسيقى “الكلاسيكية”، شغوفًا بالمشاعر الوطنية. ذاكرته الموسيقية هائلة، وكان شجاعًا إلى أقصى الحدود”.
في نهاية الأمسية، وجّه عبد الرحمن الباشا، شكره للحضور، قائلاً: “ما لازم نخلط إنو الموسيقى جاي من الشرق أو من الغرب. وجهة نظر والدي كانت بلا حدود. من الموسيقى الغربية كان يحب بيتهوفن وشوبان، ولهذا أُهدي ختام الندوة إلى والدي بمقطوعات من أعمال شوبان التي كان يحبها”.

نصف قرن على وفاة أم كلثوم:
سحر الصوت الخالد في الذاكرة الجماعية

كما نظم النادي الثقافي، في حضور حشد من المثقفين والاعلاميين والفنانين والمهتمين بالتراث الموسيقي العربي، ندوة ثقافية مميزة بعنوان: “نصف قرن على وفاة أم كلثوم”، استحضرت سيرة وحضور كوكب الشرق في الوجدان العربي، وسلطت الضوء على تراثها الغنائي والرمزي الذي تجاوز حدود الزمان والمكان.
استهلت الندوة بكلمة للكاتب بختي، تحدث فيها عن محطات خاصة بام كلثوم، وصفها بأنها “صوت أرّخ لزمانه ومكانه ولا يزال يتربع على عرش الفن العرب، وهي أول مطربة عربية حملت مشروعًا تغييريًا ثقافيًا لجيلها، وأنها شكّلت بأغنياتها وجدانًا جمعيًا عابراً للأجيال والحدود”.
وأشار إلى وعيها الفني العميق باختيار الشعراء والملحنين، وتكوينها الصوفي الذي بدأ بإنشاد المدائح النبوية وتطور مع انضمام الموسيقار محمد القصبجي، الى فرقتها الموسيقية، والذي كان له دور كبير في تطوير أدائها وصورتها، حيث نصحها بارتداء الفستان على المسرح، ما شكّل نقلة نوعية في مسيرتها.
أضاف بختي: “أم كلثوم، خاضت تجربة التلحين بنفسها، ما يدل على تنوع مواهبها وشغفها بالتجديد. واعتبر أن قيمتها تتجاوز كونها مطربة، إذ مثلت رمزًا ثقافيًا وفنيًا أسهم في تشكيل الوعي العربي الحديث”.

سحاب: أم كلثوم هوية العرب
ومشروع توثيقي ضخم

ثم تحدث بعده الموسيقي د. فكتور سحاب، مشيرًا إلى أن “أم كلثوم لم تكن مجرد ظاهرة فنية، بل كانت من الوجوه القليلة التي أسهمت في حياكة العيش المشترك العربي، هي بطاقة هوية العرب، ومعها رافقنا الموسيقار محمد عبد الوهاب وآخرون صنعوا تراثًا خالدًا”.
وسرد سحاب جانبًا من تجربة التوثيق التي قادها مع شقيقه الياس سحاب في إعداد موسوعة ضخمة من ثلاثة مجلدات عن أم كلثوم، موضحًا أن المجلد الأول من تأليف الياس، ويتناول السيرة الفنية والشخصية، فيما تولى فكتور تأليف المجلدين الثاني والثالث، متضمنين كلمات الأغاني وتحليلها، وأشار إلى أن الموسوعة نالت جائزتين عالميتين لأفضل تصميم عام 2005 من لندن والولايات المتحدة، وهي متوفرة اليوم لدى دار نلسن للنشر.
وكشف سحاب عن العثور على خمسة تسجيلات نادرة لأغنيات مفقودة من تراث أم كلثوم، تم استردادها بفضل جهود بحث مضنية شارك فيها أصدقاء وهاوٍ كويتي يُدعى عبد الله السايغ، إلى جانب تعاون مع مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون التي احتضنت مكتبة الباحث العراقي الراحل مصطفى المدرّس.
وختم سحاب كلمته بنداء إلى جميع المهتمين والجهات الثقافية لإنقاذ ما تبقى من التراث الكلثومي، إذ لا تزال 37 أغنية من أصل 350 مفقودة، وهي نسبة وصفها بأنها “غير مقبولة”، داعيًا إلى تصنيف التراث الموسيقي العربي وحفظه للأجيال القادمة.
يونس: أم كلثوم كيان جمالي وفلسفي يتجاوز الزمن.
المداخلة الثالثة كانت للدكتورة مارلين يونس، المؤلفة الموسيقية وأستاذة الفلسفة الموسيقية، التي قدّمت قراءة فلسفية عميقة في أثر أم كلثوم. وقالت: “الحديث عن أم كلثوم هو الإمكان العام لوجودها الضروري. هو مقاومة للفناء وضياع المعنى”.
وأكدت أن “أم كلثوم تمثّل الوعي المُغنّى والساحر، القادر على إعادة تشكيل الواقع وتقديم إجابات فنية على أسئلة لا حلّ لها. أضافت: “فنها تجسيد لـ”الوثبة الحية” – ثورة صوتية وجمالية تتجدّد في كل مرة”.
وأشارت يونس إلى أنه “مع أم كلثوم لا نكون في حالة سماع، بل حالة إصغاء، تنتقل بنا من المغنّى إلى المعنى، ومن اللحظة إلى الذكرى، ومن الصوت إلى عمق الزمان”.
أضافت:”تجربة الإصغاء لأم كلثوم ليست استهلاكًا للطرب بل سكنى داخل المعنى، صوتها يُعالج المشاعر، يُجمّل الأحزان، ويعيد تشكيل الذاكرة”.
كما توقفت عند جمالية الزخرفة في صوتها، مستعرضة مثالاً من أداءها لكلمات مثل “الجلال” و”حسيبك للزمن” و”الأيام” في أغنية “الأطلال”، حيث يظهر التوازن بين العاطفة والسيطرة التقنية العالية”.
واختُتمت الندوة بأداء حيّ مؤثّر ليونس، التي غنّت مقطعًا من إحدى روائع أم كلثوم، فكان ختامًا يليق بالأمسية، حيث تمازجت المعرفة بالصوت، والتحليل بالإحساس، والتاريخ بالمستقبل.

ديوان الياسمين
في أجواء من الأدب والشعر، انطلقت ندوة أدبية نظمتها دار ناريمان للنشر، بعنوان: “الياسمين إذا حكى”، شارك فيها كل من الإعلامية ومؤسسة الدار، ناريمان علوش، د. محمد توفيق أبو علي، رئيس إتحاد الكتاب اللبنانيين د. أحمد نزال ود. محمد ماجد.
إستهلت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه ترحيب من الإعلامية كلود صوما، التي قالت: “الندوة تأتي تكريمًا لكتاب يحمل توقيع ذاكرة حية تمشي بيننا، مؤكدة أن عنوان: “الياسمين إذا حكى”، لا يمثّل فقط عنوانًا شعريًا، بل هو تعبير عن حالة إبداعية متفرّدة، مشيرة إلى أنها تفتخر بأن يصدر هذا العمل عن دارها.
من جانبه، وصف ماجد، الخبير في اللغة العربية، الشاعر أبو علي بأنه ليس مجرّد شاعر، بل هو حالة إنسانية متكاملة تعبر عنها قصائده ومشاعره. وقال: “الإبداع لا يهزّنا مرة واحدة، بل مرارًا، وما يصنعه العميد أبو علي هو تجربة كاملة، لا تقتصر على الكتابة فحسب”.
أما نزال، فتحدث عن العلاقة العميقة التي تربط الشاعر باللغة، مشبّهًا إياها بعاشقة مدللة بين يديه، وقال:”محمد توفيق أبو علي لا يساوم في عمارته الشعرية، بل يبنيها من ضوء القمر، وشعره ينبوع عطر ولون يختبئ خلف الحروف”.
الكاتب ابو علي قال: “إن هذه المجموعة تحت عنوان: “الياسمين اذا حكت”، تضم ثلاثة دواوين، سبق أن نشرت إلكترونياً، جمعناها وأصدرناها ورقياً في مجموعة واحدة”.
الندوة اختتمت بجو من التقدير والمحبة، في لقاء أكد مكانة الشاعر أبو علي، كأحد الأسماء الراسخة في المشهد الثقافي اللبناني والعربي.

سقوط الحضارة الغربية
نظّمت دار المعارف الإسلامية الثقافية ندوة فكرية بعنوان: “سقوط الحضارة الغربية”، شارك فيها كلٌّ من د. محمود حيدر، والشيخ د. فادي ناصر، وأدارها الزميل حسن حمزة.
استُهلّت الندوة بمداخلة افتتاحية لحمزة، أشار فيها إلى أن المفكر أرنولد توينبي، رأى أن “الحضارات لا تُقتل بل تنتحر، في إشارة إلى أن السقوط الحضاري غالبًا ما يكون نتيجة تناقضات داخلية تتحمّلها الحضارة نفسها، لا بفعل خارجي”.
وتطرّق حمزة إلى محطات تُظهر ملامح أفول الحضارة الغربية، مثل جائحة كورونا، الحرب الروسية الأوكرانية، والازدواجية الغربية في التعامل مع حقوق الإنسان، معتبراً أننا أمام “سقوط غير مادي بل معنوي”، لحضارة بلغت ذروتها التقنية ولكنها تهتزّ على مستوى القيم والإنسانية”.
بدوره، أشار د. حيدر، إلى أن “عنوان الندوة يحمل مفارقة من حيث الشكل والمضمون، إذ يأتي الحديث عن السقوط في لحظة يبدو فيها الغرب في أوج قوته العسكرية والاقتصادية والتقنية، ما يعزز من ثقافة “التكيّف” وقبول النموذج الغربي كما هو”.
ورأى أن “فكرة انهيار الحضارة الغربية ليست جديدة، بل حاضرة في الفكر الغربي نفسه، إذ كتب العديد من المفكرين الغربيين عن أفول هذه الحضارة، من خلال كشفهم عن ضمور بعدها القيمي والروحي، وانغلاقها في عالم مادي صرف”.
وأكّد أن “الحضارة الغربية منذ نشأتها قامت على منطق السيطرة والاستيلاء، حتى العلوم الإنسانية فيها، وُظّفت لخدمة التقنية والسلطة، وأن الغرب اليوم يعاني من “الشقاء الذاتي”، حيث يعيش حالة من الانفصال بين التقدّم المادي والتراجع الروحي، وتراجع قدرته على إنتاج نظريات إنسانية جديدة”.
وأشار إلى أن “أوروبا تحديدًا تعاني من انكفاء حضاري، إذ لم تعد قادرة على تقديم مشروع إنساني شامل، وهي تلجأ إلى “ما بعديات” فكرية تعويضية (كالمابعد حداثة، المابعد إنسانية..) في محاولة للخروج من حالة الاختناق الفكري والنفسي التي تعيشها”.
من جهته شدّد الشيخ د. ناصر على أن “البعد الأخلاقي والسلوكي هو العنصر الأهم في صعود أو سقوط الحضارات”. وقال إن “الحضارة الغربية، رغم تقدّمها المادي، لا تُنتج سوى الحروب والهيمنة، وهي أبعد ما تكون عن العدالة”.
وسأل: “ميف يمكن لحضارة أن تدّعي حماية حقوق الإنسان وهي تمارس الظلم عالميًا؟”، معتبرًا أن “مفهوم حقوق الإنسان في المنظور الغربي لا يقوم على فلسفة إنسانية متكاملة، بل نشأ كردّ فعل على الحروب والأزمات الكبرى، مت دون جذور روحية أو قيمية متينة”.
أضاف ناصر: “إن القيم المعلنة في الحضارة الغربية لا تتطابق مع ممارساتها الفعلية، وهذا التناقض البنيوي يُضعف من صدقية هذه الحضارة ويُعجّل بأفولها”.
وأكّد أن “المسار الأخلاقي والسلوكي هو الحاسم في الحكم على الحضارات، لا الإنجازات المادية فقط، وأن الغرب اليوم يفقد تدريجيًا مكانته الأخلاقية في أعين الشعوب”.

نشاط الأطفال
افتتحت نشاطات المعرض صباح اليوم، ضمن الفقرة الترفيهية المخصصة للأطفال من عمر 7 إلى 10 سنوات، وسط حضور لافت لـ190 طفلًا قدموا من عدة مدارس، ليتفاعلوا بحماس وفرح مع عرضين مسرحيين من تقديم الكاتبة المتخصصة في أدب الطفل ماري مطر.
القاعة غصّت بالحضور الصغير، الذي تابع باهتمام عرض مسرحية الدمى البيئية “صديقتي الشجرة”، وهي قصة صداقة بين طفلة وشجرة، قُدّمت بأسلوب “الماريونيت” مع ديكور ملون ومحبّب. العرض التفاعلي نجح في زرع بذور الوعي البيئي في نفوس الأطفال، الذين لم يترددوا في التفاعل، صوتًا وضحكًا، مع الرسائل البيئية التي حملها النصّ الذي كتبته روز مطر.
وقالت الكاتبة ماري مطر في تصريح خاص: “إن الهدف من المسرحية يتجاوز مجرد التوعية، بل يسعى لتعزيز الحس العاطفي والعلمي تجاه البيئة في آن واحد”، مضيفةً: “حين يُحب الطفل الشجرة، يفهم لماذا نحافظ عليها، وهذا ما نسعى إليه”.
العرض الثاني كان بعنوان: “الديك والقمحة”، وتناول بأسلوب بسيط أهمية الغذاء السليم، وموسم القمح، والزراعة. الأطفال تابعوا العرض باهتمام بالغ، معبرين عن إعجابهم بالشخصيات والنصوص، وسط أجواء مرحة وتعليمية.
كما تم تقديم عرض قصصي تفاعلي بعنوان: “الحياة حُب”، من تأليف سحر عبد الله التي قامت بتوقيعه ايضاً خلال النشاط، من إعداد وتقديم غادة أيوب نصر الدين، وذلك لأطفال الحلقة الأولى والثانية.
تميّز العرض بجو من التفاعل والخيال، حيث نُسجت القصة بطريقة رمزية تدور أحداثها في عالم يعيش بسلام وأمان، حيث يمرح الأطفال في حقول دوار الشمس، بين الأشجار والعصافير. وفجأة، يظهر حرف الراء غاضبًا، ويُحدث فوضى ويُرعب الأطفال، فيتغير عنوان القصة من “الحياة حُب” إلى “الحياة حرب”، وتفقد الحروف توازنها ومعناها.
لكن سرعان ما تنتفض الحروف ويعود الهدوء، وتبدأ الحروف بالتحدث بروية وسلام، ليعود حرف الراء إلى مكانه الصحيح، مُعبّرًا عن الحرية و الإرادة، ويُستعاد التوازن في القصة. وهكذا، يعود الأطفال إلى الفرح واللعب، وتعود “الحياة حُب” كما بدأت.
دعم وتمكين ذوي الصعوبات.
كما أقيم نشاط خاص في إطار أهداف جمعية T.E.A.C.H الرامية إلى دعم وتمكين الأشخاص ذوي الصعوبات، بهدف التوعية جمع بين الفن والدمج المجتمعي. تم خلاله استضافة الفنانة سهام، وهي شابة موهوبة من ذوي التحديات، تعاني من متلازمة تسلس الصبغية، وتمتلك قدرة فنية لافتة في التعامل مع مادة الصلصال وتحويلها إلى أشكال فنية فريدة، إلى جانب براعتها في الرسم. وقد استطاعت تنمية هذه المهارات بفضل الدعم المتواصل من أهلها والمعالجين المختصين.
تخلل النشاط ورشة عمل تفاعلية شارك فيها الحضور في تشكيل الصلصال وتحويله إلى أعمال فنية، تم خبزها لاحقًا في الفرن، بهدف تسليط الضوء على المهارات العملية والفنية التي يتمتع بها ذوي التحديات، وتحفيز المجتمع على التفاعل الإيجابي والداعم. ومن المتوقع أن تشارك الفنانة سهام قريبًا في معرض فني خاص بأعمالها، يبرز قدراتها ويمنحها مساحة للتعبير والتقدير.

د. محمد أبو علي

تواقيع الكتب
‎شهد اليوم السادس حفلات تواقيع لعدد من الكتب، حيث وقعت القاضي د. نجاح ابو شقرة كتابها: “ضمانات التحقيق العسكري في لبنان بين القانون الوطني والمواثيق الدولية دراسة مقارنة”، في جناح مكتبة صادر ناشرون، ووقع الكاتب الصحافي نصري الصايغ كتابه: “مجموعة شعرية” في جناح دار الفارابي، ووقع الكاتب نبيل مملوك كتابه: “امجد ناصر قراءات في قصيدة الفتى والرؤية” في جناح دار النهضة العربية، ووقع الكاتب اشرف مسمار كتابه: “رواية ثالث ثلاثة “في جناح دار ناريمان، ووقع د. فواز طرابلسي كتابه: “نشوء لبنان الكبير 1920” في جناح رياض الريس، ووقعت الشاعرة مناهل السهوي كتابها: “لم تلمس نفسها” في جناح دار كتب، ووقع الكاتب طلال الحسيني كتابه: “الميثاق المفقود” في جناح دار النهار ، ووقع د. طراد حمادة كتابه: “مؤلفات” في جناح دار روافد، ووقع الكاتب خضر مرعي كتابه: “التناص” في جناح دار الولاء ، ووقع الكاتب عصمت حسن “ديوان مشترك من شواطئ الادب/ شاعر الكورة/ تكريم العطاء المميز قصائدي المراة” في جناح منتدى شاعر الكورة، ووقع الكاتب عماد مالك طوق كتابه: “المجموعة الكاملة للشاعر مالك طوق” في جناح منتدى شاعر الكورة، ووقع الكاتب شربل خيامي كتابه: “عطر النبض ” في جناح منتدى شاعر الكورة، ووقع الكاتب هيثم الامين كتابه: “كأنهم أحلام” في جناح دار النهضة العربية، ووقع د. شربل داغر كتابه: “العربية أبجد خيالي” في جناح منتدى المعارف، ووقع الكاتبان هادي شبلي وأمل عبد الله كتابهما: “يد الله تحيطني ويد مريم” في دار سائر المشرق، ووقع الكاتب مخايل شاهين كتابه: “مشوار على دروب الذكريات” في دار سائر المشرق، ووقع د. علي ناصر كتابه: “اللبحث العلمي” في مركز electoslab، ووقع الكاتب عبد القدوس الأمين كتابه: “الدروب” في جناح دار المودة، ووقعت الكاتبة سحر عبد الله كتابها: “الحياة حب” في القاعة (ب)، ووقعت الكاتبة نور الهدى فضل الله كتابها: “بقايا شعور الله” في جناح دار الفقيه، ووقع الكاتب كارل يونكر كتابه: “صعود وسقوط سورية الكبرى” في جناح دار ابعاد، ووقعت الكاتبة زينب مروي كتابها: “مغامرات في الساعة” في جناح اتحاد الكتاب اللبنانيين، ووقع الكاتب سليم طانوس كتابه: “كدت أعبر الجسر” في جناح اتحاد الكتاب اللبنانيين، ووقع د. جوزيف الشرقاوي كتابه: “الخطاب عن الفن” في جناح التنوير، ووقعت الكاتبة جلنار مجدلاني كتابها: “piano compositions” في جناح الجديد الف باء، ووقعت الكاتبة زهرة عبد النبي بدر الدين كتابها: “الجريمة لدى المرأة ومفهوم الذات” في جناح دار روافد.


برنامج يوم الأربعاء 21 أيار 2025
● ينظم “معهد باسل فليحان المالي”، ندوة بعنوان: “أبعد من الدَين: لبنان وخياراته المالية” يشارك فيها كل من د.خليل جبارة، أ.باسمة انطونيوس ويدير الندوة أ. زياد عبد الصمد وذلك عند الساعة الثالثة و النصف في قاعة توفيق باشا (أ).
● ينظم النادي العربي الثقافي وكرسي الشيخ زايد ندوة بعنوان: “كتب تفسير الاحلام في الأدب العربي” يشارك فيها كل من لينا الجمال، د. بلال أورفلي، وذلك عند الساعة الخامسة في قاعة توفيق باشا (أ).
● ينظم النادي وكرسي الشيخ زايد ندوة بعنوان: “تحولات الذات والمؤرخ” يشارك فيها كل من المؤرخة د. ناديا الشيخ والمحاور د. بلال أورفلي، وذلك عند الساعة السادسة والنصف في قاعة توفيق باشا (أ).
● ينظم اتحاد الكتاب اللبنانيين، ندوة حول العلامة الراحل الشيخ عبد الله العلايلي، يشارك فيها كل من د. محمد توفيق ابو علي، د. إميل منذر، د. أحمد نزال، د. فايز ترحيني، مراد السوداني، وذلك عند الساعة الخامسة في قاعة الياس خوري (ب).
● ينظم دار سائر المشرق مناقشة كتاب مختارات من نتاجات الأديب الراحل فؤاد سليمان يشارك فيها كل من الشاعر هنري زغيب، شوقي ساسين، وشهادات من محبي فؤاد سليمان مع الفنان جهاد الأطرش، وذلك الساعة السادسة والنصف في قاعة الياس خوري (ب).

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى