مقاربات فكرية بين المنطق واللامنطق.. اعلانات الخميني وسلبياتها الصفوية.. ممارسة وتطبيق.. الجزء (6-10)
“المدارنت”/
أن الحروب العدائية الاستعمارية والمتتالية زمنيا، دفعت العدو الصهيوني، إقامة دولته اليهودية على أرض فلسطين العربية الإسلامية، باتفاق تآمري دولي عالمي، مما أثار نخوة العرب فاجتمعوا، طوائف ومذاهب، علمانيين ومتدينين في إطار توحيدي وبشكل تآلفي، لمواجهة ودحر ذلك العدو الصهيوني المحتل، جاعلين فلسطين قضية العرب المركزية، مما خفف من حدة الخلافات والنزاعات ولو بشكل مبطن خفي.
ولكن مع ظهور (الإمام) الخميني، وانتصار ثورته الإسلامية/ الفارسية، عاد وتفشى ذاك الخلاف والنزاع، العربي العربي، وحيث كانت فلسطين قضية العرب المركزية، تجدد وجه التكاتف والتضامن، السني/ الشيعي، وإلى جانب ذلك ظهر التعاطف والتأييد المسيحي، لضرورة حيثيات منطقة الشرق الأوسط من تنوع ديني عقائدي وتراكيبها الاثنية. هذه اللوحة الفسيفساءية، لم تكن متماسكة البنيان في الاتحاد والتضامن، الذي فرضته حرب غزة، بل إنه مفكك لدرجة الانهيار، حيث اخضعته خصوصية كل من تلك الطوائف والمذاهب، من ارتباطات عقدية مصلحي تعود بها إلى أصول نشاتها كمركز تلقي المعلومات من اجل تحقيق أهدافها.
لقد انعدم الحضور السياسي العربي في الشرق الأوسط، وبخاصة بعد تآمر العالم الغربي والشرقي بصناعتهم الربيع العربي، من مشرق العراق،إلى مغرب ليبيا، مرورا بمصر والسودان، حيث برزت طهران الصفوية كمستفيد أول واساسي من خلال تحقيق مصالحها الاستراتيجية، وتحقيق مكاسبها السياسية في الشرق الأوسط وعلى حساب مصالح وسياسة الدول العربية. لذلك اتجهت الى تصحيح مسار علاقاتها المضمرة المقنعة مع القوى السياسية السنية في المنطقة، — أنظمة حاكمة وحركات دينية — تغطي لها اعمالها العدوانية التي تخوضها على الساحة العربية.
وأعلن قرار التأكيد الفارسي، وبغطاء تحالفاته الأميركية/ الصهيونية، على انعدام أيّ حلول لأيّ مسألة أو قضية في الشرق الأوسط، بخاصة القضية الفلسطينية، إلا برضاها وتحقيق مصالحها، أضف لما اعلنته من انعدام وجود لاستقرار امني، فعملت على تعطيل حركة الممرات المائية، وعلى تحريك اذرعها الشيعية العربية في قض قواعد الأنظمة العربية، فارضة عليها التوجه لحلفائها الاميركان في طلب الحماية.
وهكذا يتلاقى اعداء الامة بتحالفاتهم حيث تتلاقى مصالحهم وحيث العدو المشترك. رغم ذلك العداء المبطن والخفي (تطبيق معتقد التقية). فقد كسبت تأييدًا شعبيًا سنيًا واسعًا، ناهيك عن التأييد الشيعي، على الساحة العربية، وذلك من خلال اعلانات الخميني واستغلال الشعوب العربية وحاجته لذلك التأييد كي يضمن استمراره في تحقيق أهدافه المبطنة الأبعاد، على الصعيدين الأيديولوجي والاستراتيحي عن طريق التكتيك المراوغ للحقيقة والواقع، والأفكار الاعلانية هي:
1) تصدير الثورة. والشعوب بحاجة لثورة تنقذها من مظالم حكامها.
2) أحياء يوم القدس العالمي. لا شك أن الشعوب تدرك وتؤمن بأن القدس عاصمة دولة فلسطين العربية، وهي القضية الفلسطينية المركزية للعرب والمسلمين.
3) اسبوع الوحدة الإسلامية. الوحدة الجوهرية وابعادها الإنسانية تتحقق بوحدة الأفكار ووحدة العقيدة.
اعلانات أوهمت الشارع العربي، بشقيه السنّي والشيعي، إلى جانب أن طهران الصفوية الشيعية، تحارب وتصارع أنظمة الدول العربية السنية، وتضمر لها العداء، نذكر: احتلال الأحواز، العربية السنية، واحتلال جزر الإمارات العربية المتحدة، السنية..
صورة واقعية موضوعية، أمام هذا الواقع، هل يمكن للحقد الفارسي نسيان عقيدته وحضارته التي ازالها العرب المسلمين؟ يعني العرب وراية عقيدة التوحيد، أزالوا الفرس ورايتهم الاثنية والتعددية الإلهية
وبكل تأكيد لم ينسَ، إنما اضمر العداء والعدوانية، فذهب إلى تشويه وتحريف لعقيدة التوحيد، كما وسلك مسلك التفريق والتفكيك، والتخاصم والنزاع، بين اهلها،واوهمهم إنه نصير الضعفاء المظلومين، فشتت افكارهم وقادهم إلى الجهل والتعصب والتطرف.
لقد اخذ الفرس برأي فرقة أهل الشيعة، بحجة أنه اعتنق الإسلام، كي يبرر لنفسه حق منافسة العرب في حمل راية الإسلام، وهذا إضعاف واخضاع العرب فـي ذلك، عالميـا وشعبيـا.
ومن جهة ثانية، اخذ بالمذهب الشيعي بهدف زرع حقوق التفرق والتفكك، ومن ثم استنبات النزاعات والصراعات المذهبية وبين الفرق، من دون أن ننسى ما استنبته من فرق سنية متطرفة، ودعم غيره من الفرق الاخرى، كل ذلك يهدف إلى إضعاف العقيدة وتشويه صورتها الحقة، وزعزعة مبادئها التشريعية شعبيا، بخاصة بعد أن أسهمت وبشكل أساسي في تنصيب خدمها في مناصب ومواقع افتائية مؤثرة لدى أهل السنة، وهكذا عملت على زرع بذور الصراع الابدي بين أبناء اللغة الواحدة والعقيدة الواحدة.