مكالمة هاتفية تنهي احتلال “إسرائيل” لفلسطين.. ترامب لنتنياهو: هل شاهدت زيلينسكي؟!
“المدارنت”..
لم يكن في حلمي أن (الرئيس الأوكراني فولودومير) زيلينسكي هو الذي جلس أول من أمس، في البيت الأبيض، بل (رئيس حكومة العدوّ الإرهابي الصهيوني بنيامين) نتنياهو.
ترامب ونائبه، جي دي فانس، تطاولا على نتنياهو أمام العدسات، وقالا له بأنه يقامر على حرب عالمية ثالثة برفضه وقف الحرب في غزة. “عليك أن تقول شكراً. رجالك يموتون وأنت تقول لنا “لا أريد وقف النار”، وتريد كذا وكذا. إذا وافقت على وقف إطلاق النار الآن، فذلك لتوقف رجالك عن الموت، لكنك لا تريد وقف إطلاق النار. أنا أريد، ولا تملك أوراقاً للمراهنة. نحن الذين نقف إلى جانبك، ولا شيء لك بدوننا. إما أن توقف النار أو نتركك”.
الأقوال التي قالها ترامب لزيلنسكي، أسمعها في حلمي لنتنياهو. هكذا كلمة كلمة، كان يجب أن يقول له ذلك.
لكن الحلم يبقى حلماً، والمشهد المخيف لم يحدث مع نتنياهو أول أمس، وربما لن يحدث، رغم أنه أمر يقتضيه الواقع. تخيلوا محادثة كهذه. نتنياهو يخرج من البيت الأبيض بصورة مستعجلة، وجهه متكدر مثل وجه زيلينسكي، وفي اليوم التالي يعود ويطرق بابه. هو مستعد لإنهاء الحرب في غزة وإخراج قوات الجيش الإسرائيلي من القطاع فوراً. جميع المخطوفين يتحررون، تم تجنب إبادة جماعية أخرى. بدون هذه المحادثة، تحث إسرائيل الخطى نحو استئناف الحرب. يصعب التفكير بحلم مخيف أكثر من ذلك. يصعب التفكير بحرب عديمة الجدوى أكثر من هذه. التي ستكون مخيفة أكثر في الفصل الثاني.
من التوبيخ الذي حصل عليه الحليف العاجز زيلينسكي، الذي شمل تنكيلاً إجرامياً من قبل أشخاص من نوع فانس وترامب، لم يكن الأول في نوعه. الجديد أنه كان أمام العدسات، باستثناء “وقع، يا كلب”، ما قاله حسني مبارك لياسر عرفات فوق المنصة في احتفال التوقيع على اتفاقات القاهرة في 1994، لم تبث العدسات استعراضاً مهيناً جداً لأسياد العالم أو الذين يعتقدون أنهم أسياد العالم تجاه رعاياهم.
يجب شكر ترامب لأنه كشف العالم الداخلي، الذي لا مكان فيه للشفقة والقيم والقانون الدولي والإنسانية أو الإخلاص. بل القوة والمال – المال والقوة. ولكن وجهة النظر هذه يطبقها بشكل انتقائي. كان يجب أن يحدث لقاء ترامب – زيلينسكي مع نتنياهو. كل كلمة وجهها ترامب لزيلينسكي هي ذات صلة بنتنياهو. ولكن لا أحد يتخيل ذلك. ربما لأن مناجم المعادن لم تكتشف بعد في أراضي الضفة. ولكن ماذا بشأن الريفييرا في غزة؟
بالنسبة لإسرائيل ونتنياهو، اللذين لا يفهمان إلا لغة القوة، كان يمكن أن تكون هذه محادثة تاريخية تغير قواعد اللعب. لن تحدث، لكن إذا كنا ننسج الأحلام فلماذا لا نحلم أحلاماً كبيرة وضخمة؟ تخيلوا محادثة مشابهة في البيت الأبيض، حيث على الأجندة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، محادثة كهذه ستنهيه بسرعة كبيرة، أكثر مما نتخيل. عملياً، لم تبق طريقة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي إلا بمحادثة كهذه. إسرائيل لا تملك أي ورقة لصالح الاحتلال باستثناء دعم أمريكا. الناس يقتلون بسببه بلا توقف. هو بؤرة التوتر التي تعرض العالم للخطر. لا دولة تقول إنها تؤيده، ولا موضوع يوحد العالم مثل معارضته، على الأقل كضريبة كلامية.
يصعب فهم أي مصلحة أمريكية يخدم هذا الاحتلال، الذي يكره الناس في الولايات المتحدة بدرجة لا تقل عن كرهه للدولة التي ترعاها. وعندما نتحدث بلهجة ترامبية، يصعب فهم لماذا لا تحدث محادثة كهذه. في حلمي، نتنياهو يأتي إلى البيت الأبيض، ثم يهدده ترامب، الرجل الفظيع والخطير، كما هدد زيلينسكي. وفي صباح اليوم التالي، تبدأ عملية تفكيك “كريات أربع” و”كريات سيفر”. مجرد حلم.