مَن هو لاوون الرابع عشر.. أول بابا أميركي في التاريخ؟

“المدارنت”
انتخب 133 كاردينالاً من 70 دولة الكاردينال الأمريكي روبرت بريفوست، بابا جديدًا وزعيمًا للكنيسة الكاثوليكية، خلفًا للراحل البابا فرنسيس، ليصبح بذلك البابا الـ267، وأول بابا أمريكي في التاريخ.
البابا الجديد، البالغ من العمر 69 عامًا، اتّخذ له اسم “لاوون الرابع عشر”، يتحدّر من أصول فرنسية وإيطالية وإسبانية، وُلد يوم 14 سبتمبر/أيلول 1955 في شيكاغو، درس الرياضيات والفلسفة في جامعة فيلانوفا في فيلادلفيا. عمل مبشّرًا في بيرو من عام 1985 إلى عام 1998، وهو عضو في رهبنة القديس أوغسطين التي انتخبته رئيسًا عامًا في عام 2001، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2013. واصل التزامه في أمريكا اللاتينية حيث عُيّن أسقفًا في بيرو عام 2014. ثم شغل منصب رئيس دائرة الأساقفة، وعيّنه البابا فرنسيس كاردينالًا في عام 2023.
تستند كتاباته إلى أولوية المحبة، والبحث عن الحقيقة، والحياة الداخلية، وأهمية المجتمع. ولكن ما يلفت الانتباه بشكل خاص هو اختياره لاسم “لاوون الرابع عشر”. بهذا الاختيار، يضع نفسه في خط البابا ليون الثالث عشر (الذي حكم من 1878 إلى 1903)، والذي اشتهر برسالته العامة Rerum novarum (ريروم نوفاروم) عام 1891، والتي أرست أسس العقيدة الاجتماعية للكنيسة، من خلال تناولها لظروف العمال، والعدالة الاجتماعية، وحقوق العمال (رغم أنه رفض الماركسية).
استشهد البابا الجديد بالقديس أوغسطين قائلًا: “من أجلكم، أنا أسقف؛ ومعكم، أنا مسيحي”. وهي إشارة واضحة، على ما يبدو، إلى رغبته في التقارب، والاستماع، والحوار. ومع أنه لم يبلغ السبعين عامًا بعد، فما تزال أمامه سنوات طويلة لتحقيق ذلك.
في أول خطاب له من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، أطلق “نداء سلام” موجهًا إلى “جميع الشعوب”. كما أعلن أول بابا أمريكي في التاريخ عن رغبته في “بناء جسور” من خلال “الحوار”، داعيًا إلى “التقدّم من دون خوف، متحدين، يدًا بيد مع الله ومع بعضنا البعض”.
كان البابا الجديد قد قال في تدوينة له بتاريخ 3 فبراير/شباط: “يسوع لم يطلب منا ترتيب محبتنا للآخرين وفق درجات”، وذلك ردًا على تصريح نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، في مقابلة أجرتها معه “شبكة فوكس نيوز” في 29 يناير/كانون الثاني، حيث قال إنه “يستند إلى مفهوم مسيحي لترتيب درجات محبته، فيضع عائلته أولًا، ثم في المرتبة الأخيرة باقي العالم”.
وربما لا يكون هذا الرد القوي على نائب الرئيس الأمريكي مفاجئًا، نظرًا للوزن المتزايد للكاثوليك من أصل لاتيني، خاصة في الولايات المتحدة.
في المقابل، يبدو أن البابا الجديد أكثر تحفظًا من سلفه البابا فرنسيس في ما يتعلق بقضايا الأشخاص المنتمين لمجتمع LGBTQIA+، كما أشار موقع College of Cardinals Report. ففي عام 2012، عبّر عن قلقه من الثقافة الغربية التي- بحسب رأيه- تشجع على “التعاطف مع معتقدات وممارسات تتعارض مع الإنجيل”، مشيرًا بشكل مباشر إلى “نمط الحياة المثلي”.
بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن البابا لاوون الرابع عشر، متهم أيضًا بعدم دعمه لضحايا اعتداءات جنسية، اتُّهم فيها كاهنان من أبرشية شيكلايو (بيرو) التي كان مسؤولًا عنها. وهي قضية قد يُعاد فتحها لاحقًا.
كما أن توجهاته الاجتماعية والتقدمية- وإن كانت ضمن حدود حبريته- قد لا تلقى قبولًا من جميع الكرادلة. ومع ذلك، وفي ظل عالم يعاني من الحروب، وتصاعد الكراهية العنصرية والدينية، تبقى كلمة البابا ذات أهمية كبرى، خاصة في ما يتعلق بالسلام.