محليات سياسية

ناشطات وناشطون في ذكرى “ثورة 17 تشرين”حنين الى البدايات.. خيبة أمل كبيرة من نواب التغيير.. إصرار على متابعة المسيرة وإجماع على فساد السلطة وضرورة محاسبة رموزها!

ساحة الشهداء تحتضن “ثورة 17 تشرين” في أيام العزّ
ساحة الشهداء في الذكرى الرابعة لـ”الثورة” ما تزال تحتفظ ببعض معالمها

تحقيق وحوار محمّد حمّود

خاص “المدارنت”/ بيروت/ المناطق.
إن الحراك الشعبي اللبناني، الذي إنطلق في 17 تشرين الأول عام 2019، وتمّت تسميته “ثورة”، لم يكن هو نفسه في الذكرى الرابعة لإنطلاقة “الثورة” مع حلول 17 تشرين الأول 2023. الثورة الشعبية التي تكالبت وتآمرت عليها غالببة أهل السلطة وأدواتها وأزلامها، من أحزاب وتيارات وقوى سياسية وطائفية ومذهبية وعنصرية، (يمينية ويسارية ووسطية) نهشتها بأنياب الغدر، وعضّتها بأسنان الحقد والبغضاء ورفض قبول الآخر،، وحاولت تسميمها وتشويه صورتها الناصعة، وشيطنتها. كما لاحقت رموزها وصباياها وشبابها، في الميادين، وواجهتهم بالعنف والقوة المفرطة، وكل أدوات القمع المعتمدة في الدول والأنظمة “الدكتاتورية” و”الشمولية”، ووصل بها المطاف الى حدّ إرتكاب الجريمة بحق الثوار، حيث تمّ استهداف الناشطين، واستشهد بعضهم، واقتلعت عيون آخرين، كما تعرّض المئات منهم لإصابات وكسور وجروح مباشرة في مواجهات مع القوى الأمنية المولجة حماية رموز النظام وأدواته، إضافة الى ملاحقة الكثيرين أمام “القضاء العسكري” وكأن الثوار يرتكبون جرائم حرب.
حول الثورة، وما بقي منها وما آلت إليه، ورأي الناشطين بنوابها التغييريين الـ”12″، وأدائهم، ورؤية “الثوار” للمستقبل، وتقييمهم للمرحلة السابقة، ومدى إستعدادهم للنزول الى الشارع والميادين والساحات إذا اقتضت الحاجة في مراحل لاحقة. جاءت الأجوبة صادمة في مكان ما، ومُصيبَة في أماكن أخرى، فالبعض يعتبر أن “نواب التغيير” يمثلونه، في حين أن الكثيرين يؤكدون أنهم لا يمثلونهم، وأن الثورة فشلت، كما فشل نوابها، وما بقي منها هو مجموعات “الواتس آب”، والقليل من الثوار، ويرى البعض أن الثورة تشبه طفلة صغيرة تمّ تهشيمها ولكنها ستكبر وتتعافى، في حين شكك البعض بولاءات بعض الناشطين، رافضا قانون الإنتخاب المسخ”، مشيرا الى أن هناك خيبة أمل كبيرة، وأن الثورة بحاجة الى بلورة حركة سياسية منظمة. وبصرف النظر عمّا إذا كان النواب التغييريين يمثلون الثورة أم لا، إلّا أن الحقيقة، هي أن هؤلاء أصبحوا فعلًا حجر عثرة أمام السلطة وأدواتها، وبات لديهم القدرة على مراقبتها وتعطيل بعض صفقاتها. كان لقاء “المدارنت”، مع عدد من الناشطين المعتكفين، وهم من عدّة مناطق لبنانية، عرفتهم غالبية الساحات والميادين في كل المحافظات اللبنانية.

الحاج: لبنان كبلد للحرية والحضارة كذبة كبيرة
السلطة أتاحت للبلطجية إمكانية مواجهة “الثوار” في الساحات

عبد الله الحاج 

كان اللقاء الأول لـ”المدارنت”، مع الناشط عبد الله الحاج/ الفاكهه/ بعلبك، الذي اقتلعت إحدى عينيه خلال مواجهات مع القوى الأمنية في بيروت، والذي بقيت قضيته رقمًا منسوبًا الى”الثورة” وضحاياها، في ساحة الشهداء في العاصمة اللبنانية بيروت، برفقة بعض رفاقه “الثوار”، والذي قال ردًا على سؤال:
“إن الثورة فشلت، والذي فشّلها هو “حزب الله” ومن وراءه السلطة، التي أثبتت أن رموزها هم أسياد العالم في الأعمال البوليسية والقمع، والحديث عن لبنان كبلد للحرية والحضارة، ليس صحيحًأ، كنّا نعيش كذبة كبيرة”.
ورأى أن “ما بقي من الثورة، هو كلّ شخص صلب ومثابر ومؤمن بحتمية التغيير، وكل مَن نزل الى الشارع بعفوية وصدق، هؤلاء ما يزالوا يؤمنون بالتغيير، رغم إنتقاد البعض لنواب التغيير، بسبب الظروف”.

أداء نواب التغيير سيّء ولا أحسدهم على وضعهم..

الحاج يوم اقتلعت عينه في مواجهات مع القوى الأمنية في بيروت

وذكر أنه “في الأسبوع الثالث من عمر الثورة، السلطة حاولت مَسك بعض الثوار باليد التي تؤلمهم، وقالوا لهذا إن أخيك ضابطًا في السلطة، ولذاك، إن إبنك موظفًا في الدائرة الرسمية الفلانية، وللبعض، إنك مراقب، وقد يتمّ إستبعادك من وظيفتك، بمعنى، أن التهديد والوعيد أدّى الى إنكفاء بعض الناشطين”، مشددا على أن “الثورة هي نسيج مشترك، مِنّي ومِنك، ومن أبي وأبيك، وأخي وأخيك، ولكن السلطة شرّعت الطريق أمام البلطجية الذي نزلوا الى الساحات، وضربوا الناشطين، وجرحوا بعضهم، وأحرقوا خيمهم، لذلك تراجع الكثيرون، لأنهم لا يستطيعون مواجهة السلطة، وفضلوا الإنسحاب من الساحات”.
وقال: “أنا لا أريد أن أوجّه الأسهم الى نواب التغيير، مشكلتي الحقيقية ليست معهم، مشكلتي ككلّ الناس، مع مَن جوّع الشعب، ومع مَن سرق أموال المودعين، وسرق التيار الكهربائي، والمياه، وأعاد لبنان الى الخلف لأكثر من مئة عام، كما أن مشكلتي مع مَن يحمل السلاح العبثي في البلد وحُماتَه”.

 الحاج: لن أوجه سهامي الى نواب التغيير.. مشكلتي الحقيقية ليست معهم

وعن رأيه بنواب التغيير وما إذا كانوا يمثلونه، قال الحاج: نواب التغيير ليسوا سبب ما نحن فيه، صحيح أن أداءهم سيّء للغاية، ولكن أنا لا أحسدهم على مواقفهم، إن وضعهم صعب، وأسأل: ما هو البديل؟! لقد وجهنا اليهم اللوم بسبب إنتخابهم (الرئيس نبيه) بري، ومرشح الرئاسة أزعور، ولقاءاتهم مع وزير الخارجية الفرنسي، والمطبات التي وقعوا فيها كثيرة، ولكن، ما هو البديل؟! المطلوب بديل ناجح”.
وتابع: “أنا على علاقة مع معظم نواب التغيير، وبعضهم واكبني خلال إستدعائي الىى التحقيق، مثل: (النواب) سينتيا زرازير وبولا يعقوبيان وياسين ياسين، وفراس حمدان، وكان وجودهم الى جانبي تعبير عن موقف معنوي”.
وحول مساعدته بعد تعرضه لإقتلاع عينه، أشار الى ان “الناشط (المحامي) واصف الحركة، حاول أن يفعل شيئًا، ولكن للأسف، لا أحد قدّم أيّ عرض للمساعدة، باستثناء (النائبين) زرازير وحمدان، أرسلا رسالة تضامن، وانتهى الموضوع، وكأنهم يقولون: “اللهم قد بلّغت”، هكذا قرأت الموقف”.

التقوا في أحد مقاهي ساحة الشهداء في ذكرى “الثورة”

وعمّا إذا طَرح نواب التغيير موضوعه وموضوع ضحايا المواجهات، وإمكانية ملاحقة المذنبين والتعويض على المتضررين… قاطعنا قائلًا: “لديهم فوبيا من (رئيس مجلس النواب نبيه) بري، هم يهربون منه، ولكن النائب حمدان قدّم مشروع قانون لضمان المصابين ومن فقدوا عيونهم، والنتيجة لا شيء”.
وعن وجوده في ساحة الشهداء، في ذكرى إنطلاقة “الثورة”، أشار الى أننا في الساحة اليوم، هو دليل على نهجنا وثباتنا وقناعاتنا، نحن نبدو كاننا نبكي على الأطلال، وذكرى “الثورة” الرائعة، نبني عليها آمالنا ببناء وطن.
وختم: “كثر سقطوا، وكثيرون استمروا، نحن سنكمل بمن بقوا، فالمجد لمن قال: لا.. وثبت.. وأذكر بقول هوشي منه (قائد الثورة الشعبية في فييتنام، الذي هزم جيوش الدول العظمى، ومنها أميركا، وأول رئيس للجمهورية في بلاده /1890/ 1969): “ليس المهم أن يبدأ الإنسان مناضلًا المهم أن ينتهي مناضلًا”.

جلّول: كيف أكون شريفة إذا تحاورت مع مَن سرق البلد؟!
“الثورة” نجحت في محاصرة السلطة
إيمان جلّول

كما التقينا، الناشطة إيمان جلّول/ الكورة، مع زميلها الناشط الحاج، في نفس المكان، والتي اقتلعت إحدى عينيها أيضًا في مواجهات مع القوى الأمنية في الميدان، والتي ذهبت قضيتها برفقة كلّ قضايا “الثوار” المتضرّرين من العنف الذي مارسته القوى الأمنية معهم في الساحات والميادين. والتي قالت بدورها:
“بعد فوز نواب التغيير، لم يؤثروا مطلقًا على نجاح أو فضل “الثورة”، التي نجحت في محاصرة المنظومة، ولم يعد رموزها يعيشون حياتهم بشكل طبيعي، ولكن للأسف، الثورة خطفت من المتسلقين والأحزاب”.

جلّول: أنا ضدّ خوض “الثوار” للإنتخابات النيابية
وفق قانون الانتخاب الحالي

وتابعت: “الثورة لم تنجح ليبقى منها شيء، وعلينا اليوم، توعية الجيل الصاعد، ليواجه الفساد، فالوطن للجميع، ولن نسكت عن الفساد، ولا بد أن نصل الى نتيجة إيجابية”، مؤكدة أن نواب التغيير لا يمثلونها، باستثناء النائب فراس حمدان، الذي أعتبر أنه يمثلني، والبقية لا يختلفون عن نواب المنظومة”.
وشددت على أن “مَن يجلس مع الفاسد هو فاسد، ومن يحاور الفاسد هو فاسد”، متسائلة “كيف أكون شريفة إذا تحاورت مع مَن سرق البلد؟!”.
ولفتت الى أنها كانت “ضدّ خوض “الثوار” للإنتخابات النيابية وفق قانون إنتخاب مفصّل على قياس المنظومة، ولكن للأسف، خذلونا، ولذلك، ليس لي أيّ علاقة بنواب التغيير”.
وشددت على “أننا “لم نخرج من الشارع لنعود اليه، نحن نتابع نشاطنا حاليًا في المنطقة التي ننتمي اليها جغرافيًا، وننسق تحركاتنا مع من يشبهنا في منطقة الشمال، ولا سيّما في الكورة وطرابلس”.

مَريم: “نواب التغيير” لا يمثلون الثورة ولا الثوار الحقيقيين

 علي مريم

وأشار الناشط علي مريم/ الضنّية، الى أن الثورة فشلت، لأننا ما نزال كما نحن، ولم يتغيّر أيّ شيء، ولا أعلم ما بقي من الثورة”، لأنني لم أعد أتابع الأوضاع، لقد أصبت بخيبة أمل كبيرة”.
وتابع: “نواب التغيير، يمثلون الثورة التي خرجوا هم من أجلها، وليس الشعب البسيط مثلنا، الذي خرج من أجل الثورة الحقيقية”، مضيفا “بعض نواب التغيير يمثلني، والبعض الآخر منهم يدفعني الى القول: “يا ما أحلا النواب القدماء”.
وأكد أن “لا تواصل مباشرة مع نواب التغيير، وأنا أرى مواقفهم عبر منصة “تويتر/ X”، مضيفا “أنا لا أعرف أحدًا منهم، كان هناك الكثير من الخلاف معهم في وجهات النظر، أصبنا بخيبة امل كبيرة، وأعتقد ان من واجبنا أن نغيّر أنفسنا، وننتخب صحّ، الشارع فوضى، وغير منضبط، وهناك الكثير من المجموعات، الله أعلم من يقف وراءها، بعضهم يريد دعم المثليين، وبعض آخر يريد توطين اللاجئين، وبعضهم يريدون “حزب الله”، وبعضهم ضدّ هذا التوجه، وبعضهم لا أعرف ماذا يريد، كان هدفنا أن نغيّر، ونعيش كبقية خلق الله”.

أصبنا بخيبة أمل وواجبنا أن نغيّر أنفسنا وننتخب صحّ

وتابع: “هذه عوامل فشّلت الثورة، وأعتقد أن الأحزاب كانت تتحرك داخل الثورة، وتوجِّه الناس الى ما تريده، أصبنا بخيبة أمل كبيرة، بخاصة في مرحلة الإنتخابات، لم يتفقوا، وكان بالإمكان أن يفشل (نائب ورئيس التيار العوني) جبران باسيل، وغيره كثيرون في الوصول الى المجلس النيابي، هؤلاء لا يمثلونا مطلقا، علما ان لكلّ منطقة طابعها الخاص، لا أحد يشبهها، خلاصة الحديث. هؤلاء لا يمثلون الثورة ولا الثوار الحقيقيين”.
وختم: “على سبيل المثال، “نائب حزب لنا” حليمة قعقور، ترفض المشاركة في اجتماع دار الفتوى، البلد كلّه طائفي، لا يمكن أن تكوني كما حصل، نحن لا نريد إقامة إمارة إسلامية في لبنان، ولكن البلد قائم على الطائفية، وواجب القعقور أن تمثل الشارع الذي انتخبها، والذي ترشحت على أساس تمثيل طائفته، وابراهيم منيمنة، كنا نطبّل ونزمّر له، خلال الانتخابات، الآن يريد دعم المثليين، هؤلاء لا أستطيع السير معهم، فهم لا يشبهوني ولا يمثلوني”.

حموي: “ثورة 17 تشرين” كانت حربًا كبيرة بين الشعب والحكام

جهاد (يرفع العلم اللبناني) وكوكبة من زملائه “الثوار”

وأوضح الناشط جهاد حموي/ بيروت، أن “ثورة 17 تشرين، ليست مسألة نجاح او فشل في السيطرة الكاملة، فهي كانت معركة كبيرة من حرب طويلة بين الشعب والحكام، الذين يبنون البلد حسب نظامهم السياسي الداخلي والخارجي”، معتبرًا ان “الثورة نجحت من خلال خرق المنظومة، ومعرفة الكلام الجاري من داخل المجلس المغلق، وليس الكلام الذين همّ يريدوننا ان نسمعه”.
وتابع: “الثورة أصبحت موقفًا للتاريخ، سنتذكّره نحن والأجيال القادمة، وكيف تغيّر الرأي العام، ومن هي هذه المنظومة الحاكمة، وهي (أيّ الثورة) ستغيّر مسار الأمور في البلد، وتغيّر منهج التخويف الذي فرضته السلطة من ترهيب”.
ورأى أن “أكثرية نواب التغيير تابعوا العمل حسب وعدهم السياسي، لكنهم يقفون بوجه منظومة كبيرة، لها دعم من جهات خارجية، وليست المنظومة صغيرة لحذفها في مرحلة. العمل يجب ان يستمر، وأن نكون حريصين على مستقبل أفضل لأهلنا وأولادنا”.

نواب التغيير يمثلون من انتخبهم
والنزول الى الشارع
قد يؤدي الى غضب أكبر وردع قاسي

أضاف: “إن نواب التغيير ككلّ، يعملون على نفس الوفاق الذي وعدوا به، وهم يمثلون الشعب الذي اختارهم، لينخرطوا في الجلسات التي كانت تعقد، وكانو يعملون لوصول الى حلّ واختيار الرئيس الجديد، والحكومة المقبلة، لكن المنظومة استمرت على إعاقة الجلسات وإفشالها”.
وقال: “على صعيد شخصي، أنا لست قريبًا من نواب التغيير الجدد، ولا يوجد أي احتكاك او جلسات معهم، لكن أراقبهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعلق على منشوراتهم”.
وختم: “بالنسبة للعودة الى الشارع، أؤكد أنها ليست سهلة، فهي كانت ضربة مفاجئة للمنظومة التي تعمل لمصالح خارجية، وغيرت هذا التفكير شيئًا فشيئًا عبر الثورة، والرأي العام ، وتغيير فكرة القمع. والان هم يأخذون كافة الاحتياطات لثورة أخرى، والاسوأ، هو ان هناك لا حكومة ولا مجلس يعمل، ولا رقيب أو حسيب، والشعب مشتت بعد فراغ طويل وحيرة، وأسأل الناس ولكن من دون جواب! إن النزول الى الشارع الآن قد يؤدي الى غضب أكبر وردع قاسي، وقد ينحرف الى معارك داخلية”.

 العلم: “ثورة 17 تشرين” انتهت عندما سمحنا للأحزاب باختراقها
ونوّاب ما يُسمّى بالتغيير هم شي “تعتير”

مروان العلم

ولفت الناشط مروان العلم/ زحلة، الى أن “ثورة 17 تشرين انتهت، عندما سمحنا للأحزاب باختراقها، وعندما جرى التركيز ولغاية اليوم على طرفٍ واحد (مؤسّس التيار العوني ميشال عون ورئيس التيار صهره جبران باسيل)، وكان هذا صكّ براءة للباقين”.
وأشار الى أنه “لم يبق من الثورة، الا النكات والنكايات، اذ ان شعبنا مشرذم وغير جدّي”، مشددا على أن “نوّاب ما يُسمّى بالتغيير، هم شي تعتير عالآخر، لأنهم نوّاب مداهنة، وليسوا أبداً نوّاب مواجهة، وكنا نتأمل خيراً ببعضهم، لكنهم اظهروا انهم يفتشون على مصالحهم واستمراريتهم، وتركوا مصالح البلد والناس”.

لا يشرّفتي التعاطي مع نواب التغيير

وذكر أن “نواب التغيير لا يمثلونه أبداً وقطعاً وبتاتاً”، مضيفا “من يمثلني يجب ان يتمتع بصفات الذئب، وليس بالنعاج”، موضحًا أن “علاقته مقطوعة مع نواب التغيير”، قائلًا: “لا يشرّفني التعاطي معهم”.
وعن عودته الى الشارع، إذا لزم الامر، قال: “لا أرى لغاية اليوم، ومن كل الذي مرّ على البلد طيلة هذه السنوات، بأن شعبنا تعلّم أو أنه صَحْصَح، كي نرجع الى الشارع، متحدين لقحط تلك المنظومة الفاسدة، موالاة ومن يدّعون السيادة او المعارضة، لذلك لا أمل بالعودة، لأننا سنندم كما نحن اليوم”.

 طه: سنغيّر بما تبقى من “ثوار 17 تشرين” الحقيقيين

ربى طه

وقالت الناشطة ربى طه/ بعلبك: “بالنسبة لثورة 17 تشرين، يمكنني التأكيد أنه لا يمكننا أن نبدأ بخطوة كنا ننتظرها كحلم، ونقول إنها فشلت، لكنها لم تنجح بفوز النواب التغييريّين، نجحت بكسر حاجز الخوف الذي كان يسيطر على المواطن اللبناني، وقرّبت المساحات الجغرافية من بعضها البعض، بعد أن كان لبنان مقسّم مناطقيًا، من دون أن تقسّمه الاحزاب والدولة”.
وأوضحت أنه بـ”النسبة لكلمة ثورة، نحن تحديدًا مخطئون بهذه التسمية، لأننا لم نرتقِ الى هذه التسمية بعد، وهي ما تزال بعيدة المدى عنا، على الرغم من بعض التغييرات التي حصلت، ومنها، أنه كلّما أردنا ان نطالب بحق، نهرع الى التحركات التي كنّا نخاف ان نقوم بها قبل 17 تشرين، التي ما تزال طفلة، عودها طريّ جدًا، وقد تهشّمت بسبب قلّة الوعي الثوري الذي نملكه وعدم الانتماء للوطن عند أغلب الشعب، غير أنني واثقة جدًا أن بقاء الحال محال، وإننا سنغير بما تبقى من 17 تشرين، ألا وهُم الثوار الحقيقيين الذين ثاروا على أنفسهم أولًا، وخرجوا من قوقعاتهم التي فُرِضت عليهم، وحضنوا الوطن بكافة اصقاعه وأبناءه، وستكبر كرة الثلج لا محالة”.

طه: نحن لم نخرج من الشارع
وما نزال نتحرّك ونطالب بحقوقنا 

وتابعت: “لن أفقد اندفاعي وإيماني بهذه الانطلاقة المجيدة، كما فقدت ثقتي بما يُسمّى نواب التغيير، وبالمناسبة، هم لا يمثّلونني، ولا بشكل من الأشكال، لقد إتضح أنهم لا يملكون من التغيير الا الكلمة، وأظهروا امتدادهم الى الأحزاب، بعد أن أصبحوا تحت قبة البرلمان”.
وعن العودة الى الشارع، قالت: “لن أفقد ايماني واندفاعي، وإن فقدتهما، واجبي الوطني يحتّم عليّي أن أنزل الى الشارع، مرة أخرى، ومئة مرة، على الرغم من إنني لم أخرج من الشارع، فأنا لا أشارك في تظاهرات ومناسبة ذكرى أو وقفة تضامن، بل أنزل ومن تبقّى معنا، نطالب بحقوقنا اليومية والحياتية في مرافق الدولة، ونواجهم المسؤولين مباشرة على الارض، ونأخد ما أخذوه بالقوة”.
وختمت: “أنا ابنة الحق والحقيقة، وابنة التظاهرات منذ عشرات السنين، أؤمن بـ17 تشرين  الطفلة الصغيرة المهشّمة، اليتي ستتعافى يومًا ما، لتصبح ثورة قاسية على مَن ظلمها”.

غندور: بعض نواب التغيير يسعى جاهدًا للحصول على حصّة من الكعكة

حبيب غندور

وشدّد الناشط حبيب الغندور/ البقاع الغربي، على ان “ثورة 17 تشرين 2019، فشلت كليًا، لأنها خاضت الانتخابات النيابية من دون لوائح موحدة، وفق قانون انتخابي مرفوض أصلًا، وبقي منها الذكريات، وعدد كبير من الأخوة والأخوات الذين تعرّفنا عليهم في الساحات، شباب وصبايا آمنوا ببناء وطن يليق بهم”
بالنسبة لـ”الثوار” الذين ترشّحوا للإنتخابات النيابية، كنّا “نأمل أن يشكّلوا مجلس قيادة للثورة، ولكن للأسف، فشل الثوار في إنشاء أو تشكيل هكذا مجلس”.
ولفت الى أن “معظم، أو بعض نواب التغيير، لا يمثّل إلّا مصالحه الشخصية، وهذا البعض يسعَى جاهدًا الى الحصول على حصّة من الكعكة، عبر مشاريع وتلزيمات تتمّ بالمحاصصة”.
وذكر أن “علاقته مع نواب التغيير مقطوعة منذ فترة طويلة، ولا تواصل معهم”.
وختم: “إنني مستعد للعودة الى الشارع، حين نصبح شعبًا موحدًا، لا طائفيًا، ولكن للأسف، عند مفترق الطرق، نرى النعرة الطائفية في وجدان الكثيرين”.

العبد الله: هدفنا إصلاح النظام وليس إيصال بضعة نواب

إبراهيم العبد الله (الثاني من اليمين)

وذكر الناشط إبراهيم العبد الله/ الجنوب، الى أن “هدف ثورة 17 تشرين، ليس ايصال بعض النواب فقط، إنما هي “ثورة” قامت نتيجة وجع الناس والاحساس بالظلم، جرّاء تحكّم ملوك الطوائف والفساد بالدولة، فالهدف هو إصلاح النظام، وليس إيصال بضعة نواب فقط. العمل الجاد كان يجب أن يبدأ من لحظة وصىل هؤلاء النواب”.
وقال: “لقد بقي من الثورة، الكثير من مجموعات الواتساب، والقليل من الثوار الحقيقيين، حاملي المشروع الوطني”، مشيرا الى أن “أداء نواب التغيير مقارنة بتوقعات الثوار، لا يزال خجولًا، فمنهم من يحمل الفكر الوطني، ومنهم من يتعاطى السياسة بطريقة تفيد الطبقة الحاكمة”.
وتايع: “ليس كلّ نواب التغيير يمثلونني، ولكن بعضهم يمثلني، علمًا أن علاقتي على المستوى الشخصي جيدة مع الأغلبية منهم، ولكن مع التحفظ على أداء البعض”.
وختم: “نحن مستعدون دائمًا لدعم المشروع الوطني، بعيدا عن الطائفية، أول شرط من شروط الشارع، هو تغليب الوطنية على الطائفية، والتوحّد تحت راية واحدة، هي العلم اللبناني”.

أبو الدهن: يؤلمني انشطار كتلة “نواب التغيير” الى مجموعات 

مروان أبو الدهن

وأكد الناشط مروان ابو الدهن/ حاصبيا، أن “تحركات 17 تشرين فشلت في أن تصبح ثورة، قبل الانتخابات النيابية، وبقيت إنتفاضة، عبَرت الطوائف والمناطق من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، وشكّلت خرقًا في بيئات مقفلة للسلطة، ترجمته نتائج الانتخابات النيابية في البعض القليل من المعارك الانتخابية، لا سيما الجنوبية منها، عندما صفَعت الثنائيّتين الدرزية والشيعية في دائرة الجنوب الثالثة”.
ولفت الى أن “ما تبقّى من الثورة، هو بعض الرموز المعتكفة، الذين اكتشفوا اللعبة متأخرين، وأن آمالهم وشعاراتهم المُحقّة تمثل الأكثرية الساحقة من الشعب، وقد تمثلت بأقلية بسبب قانون انتخابي مسخ”.

الشارع لا يخدم القضية اليوم

ورأى أن “البعض من النواب المحسوبين على 17 تشرين، الذين لم يرضخوا للاصطفافات، لا سبما في انتخابات الرئاسة أمثال (الياس) جرادة و(حليمة) قعقور، اعتبرهم يقرأون الواقع جيّدًا، وتحركهم قواعدهم الشعبية في دوائرهم”.
وتابع: “إن علاقتي لا تزال جيدة، مع بعض نواب التغيير الذين عرفتهم في الشارع، طيلة فترة الانتفاضة، وما يؤلمني فقط، هو انشطار كتلة الـ12 نائبًا الى مجموعات غير مؤثرة في المجلس”.
وختم: “أرى أن الشارع اليوم، لا يخدم القضية، وأن ما يخدمها فقط، هو تنظيم سياسي جامع، قادر على مواجهة سياسة “فرق تسد”، التي لطالما استخدمتها المنظومة السياسية عبر مندسّيها بين مجموعات الأحرار”.

الناشطان العلم وغندور في صورة للذكرى

د. عبد الله: “الثورة” نجحت بفوز نوابها
بتصويت عقابي وحصولهم على أكثر من 400 ألف صوت

د. عبد الله (وسط الصورة) تحمل لافتة كلنا ضحايا.. وخلفها مباشرة الناشطة جلّول

ورأت د. ديانا عبد الله/ الكورة، أن “الثورة نجحت بفوز نوابها.. بتصويت عقابي، وحصولهم على أكثر من 400 ألف صوت، وما بقي، هو الدرس الذي علينا ألّا ننساه، وهو أن للناس حقوق، وهم جاهزون دائمًا للمطالبة بها، وهذا ما يقلق المنظومة باستمرار”.
وحول ما “يُسمّى نواب التغيير”، اعتبرت أن “ليس هناك ما يُسمّى بنواب التغيير، وأن هناك تغييرًا حقيقيًا، ولو كان بطيئًا”، معتبرة أن “معظم النواب الذين فازوا بأصوات 17 تشرين، يمثلون بعض ما تريده الثورة، وهي بداية جيّدة، على الرغم من جميع العثرات والملاحظات”، مؤكدة أن “بعض نواب التغيير يمثلني فعلًا”.
وختمت: “إني على استعداد دائم للنزول إلى الشارع، ما دام هو وسيلة منتجة ومفيدة. طموحي أن تتبلور حركة سياسية منظمة شبه شاملة، تستطيع إجراء الملاءمة السياسية المُجدية، ما بين حركة الشارع والحركة السياسية، بما يُسهِم في شكل أفضل بتحقيق مطالب الناس، لا سيما مطلب استرداد الدولة المخطوفة”.

عكاوي: إذا نزل الى الشارع مَن يَجب أن ينزلوا
نفكر مَرّتين قبل النزول

نادين عكاوي

ولفتت الناشطة نادين عكاوي/ بيروت، الى أن “الثورة” فشلت، ولم تنجح كما يجب، بسبب المافيا التي أفشَلتها، ولكن ما حصل، هو نجاح نواب جدد، وبات هناك مراقبة، ولا تستطيع العصابة الحاكمة أن تفعل ما كانت تفعله في السابق، باتوا يخشوا الإقدام على أيّ خطوة، لأن هناك من يراقب، والثورة نجحت في فضح بعض الملفات، مثل ملف التلزيمات في المطار”.
وتابعت: “نتمنى ان تحصل ثورة جديدة لأن مطالبنا ضاعت، مثل الكهرباء والمياه، وأدخلونا في نفق مظلم، وبتنا نفكر فقط في كيفية تأمين الأكل والشراب”.
وشدّدت على أن “ما بقي من الثورة، هو ذكرى لأحلى أيام في حياتي، لقد بات عندي أمل بالتغيير، ولكن لم يبق إلّا الصور والذكريات، وكما قلت لك، باتوا يخشون الرقابة، ويفكرون قبل الشروع في أيّ خطوة، ولكن للأسف، الحالة عادت الى ما كانت عليه، (يا مَحلى الـ6 سِنْت)، مع ما يحصل معنا”.
وأشارت الى أن “نواب التغيير لا يمثلون الثورة، و(النائب) بولا يعقوبيان لا أحبها، و(النائب سينتيا) زرازير، (لا حاجة لها) والتي فازت بنحو 500 صوت، ولكن أحبّ النائب (إبراهيم) منيمنة، والنائب وضاح (الصادق)، يوجد بعضهم يمثلوني ولكن ليس الجميع”.

إنتخبت النائب جرادة ولا أعرف شيء عنه وهو لا يمثّلني

وتابعت عكاوي: “أنا انتخبت في مرجعيون/ منطقة الجنوب، وهي أول مرّة تحصل في حياتي في لبنان، إنتخبت (النائب) د. (الياس) جرادة، ولكن لا أعرف أيّ شيء عنه، وهو لا يمثلني، للأسف، أما بالنسبة لعلاقتي مع نواب التغيير، أتحدّث مع (النائبين) وضاح، ومنيمنة، أيضًا، أنا أتصل بهم مباشرة، ولا أخشاهم مطلقًا، إذا كان لديّ ما أقوله، هذه ليست مشكلة، وفي النهاية الشعب إنتخبهم، والمشكلة إنني أعيش في بيروت، وليس في الجنوب حيث انتخبت، لذلك لا اتحدث مع الياس جرادة وليس لدي ما أقوله له”.
وأوضحت بـ”النسبة للنزول الى الشارع مجددًا، أنها تفكر مرّتين، لقد نزلت كثيرًا الى الساحات والميادين، ولست مستعدة لتلقي أيّ صفعة أو “رفسة” أو “دفشة” من أحد، أنزل الى الشارع إذا نزل الجميع، هناك ناس يجب أن ينزلوا الى الشارع قبلي، وهؤلاء وضعي المعيشي أفضل من وضعهم بنسبة كبيرة، وأعيش أفضل منهم، وعلى الرغم من ذلك، نحن نزلنا الى الشارع من أجل التغيير، وهؤلاء يجلسون في منازلهم، ويحصلون على مساعدات، وهم يعتقدون أننا سندافع عنهم، عليهم أن ينزلوا الى الشارع أولًا هذه المرّة، وعندها نفكّر بالنزول الى الشارع أو لا”.
وختمت: “لو انتخبنا بطريقة صحيحة، كنًا أوصلنا أكثر عدد من نواب التغيير الـ12، غير القادرين على فعل أيّ شيء، وعندها نصنع الفرق، لكن ليس كلّ الناس انتخبت صحّ، لذلك لا يمكننا أن نلوم نواب التغيير، إذا لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا”.

يوم ضاقت الساحات بالناشطات والناشطين في ذكرى الاستقلال
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى