مقالات

نتنياهو لا يريد وقف الحرب..!

الإرهابي الصهيوني بنيامين نتنياهو

“المدارنت”..
لم يعد وقف الحرب “الإسرائيلية” على قطاع غزة ولبنان، يمثل أيّ أولوية بالنسبة لإسرائيل، إذ تعتبر هذه الحرب مرحلة أولى في استراتيجية مرتفعة السقف لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد الإسرائيلي الذي تحمله حكومة (الإرهابي الصهيوني بنيامين) نتنياهو اليمينية المتطرفة، وبات يحظى بتأييد أغلبية المجتمع الإسرائيلي الذي يميل بشدة نحو التطرف.
الولايات المتحدة ترى أن إسرائيل تخوض هذه الحرب دفاعاً عن النفس، ومن حقها أن تستخدم ما تراه مناسباً من وسائل العنف حتى لو ارتكبت جرائم حرب وإبادة، وحديثها عن السعي لوقف إطلاق النار هدفه إعطاء إسرائيل المزيد من الوقت لاستكمال أهدافها التي أعلنتها في بداية الحرب، ضد عدو مشترك في غزة ولبنان ترى أنه يمثل أذرعاً إيرانية تهدد مصالحهما، ويجب التخلص منها.
لذلك فإن الولايات المتحدة وهي تحاول الظهور بمظهر من لا يريد توسيع رقعة الحرب، فإنها من جهة أخرى تقوم بإمداد إسرائيل بكل وسائل التدمير، وتسد الطريق على جهود الدول الأخرى التي تريد وقف الحرب، وترى أن إسرائيل تجاوزت كل الحدود في حربها التدميرية، ما يعني أن الاستراتيجية الإسرائيلية المدعومة أمريكياً مفتوحة في الزمان والمكان، وبذلك فإن عنصر الوقت الممنوح لإسرائيل من جانب الإدارة الأمريكية يوفر لها القدرة على المزيد من التقتيل والتدمير، ويزيد مخاطر انزلاق المنطقة إلى حرب أوسع.
تراهن إسرائيل من خلال حروب الإبادة على تحقيق «نصر مطلق» يعتبره نتنياهو فرصة لإقامة نظام إقليمي جديد يستند إلى نتائج الحرب، ومن المفترض أن يخدم رؤيته في ما يتعلق بموازين قوى إقليمية، تحتل فيه إسرائيل موقع الدينامو والمحرك، ويستبعد أي قوة إقليمية أخرى، أو يضعها في أحسن الأحوال تحت رحمته. أيضاً، فإن نتنياهو يستقوي في موقفه بسيطرة اليمين الإسرائيلي الديني المتطرف على المفاصل السياسية والأمنية، وبالمجتمع الإسرائيلي في المضي بحربه إلى ما لا نهاية من أجل استكمال تحقيق هدف «إسرائيل الكبرى».
إذا حقق نتنياهو أهدافه فلا مكان لحل الدولتين، ولا ضمانات لانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، وما من قوة تمنعه من التوسع في كل الاتجاهات.. لكن أيضاً لن تنعم إسرائيل والمنطقة بالهدوء والسلام. لهذا لا بد من موقف عربي ودولي مختلف يوقف الحرب، ويضع حداً لأهداف نتنياهو المجنونة، وإطلاق مسار سلام جديد ينقذ المنطقة من حريق كبير قد تكون له تداعيات كارثية على السلام العالمي.

المصدر: إفتتاحية “الخليج” الإماراتية اليوم
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى