مقالات

“نمر هرِم” من دون مخالب!

حسين عابديني/ بريطانيا

خاص “المدارنت”..
بعد 45 عامًا من الجهود المتواصلة التي بذلها النظام الايراني، من أجل أن يجعل من نفسه أمرًا واقعا في إيران والمنطقة والعالم، خصوصًا، بعد أن تمادى في ممارساته القمعية بحق الشعب الايراني، على الرغم من صدور 71 قرار إدانة دولية ضده في مجال إنتهاکات حقوق الانسان.
وبعد أن تجاوز کل الحدود في تدخلاته السافرة في بلدان المنطقة، وسعيه الى فرض إرادته قسرًا على بلدان المنطقة والعالم، وإستغلاله لوکلائه کمخالب يستخدمها ضد کل من يقف بوجهه، بعد کل هذه السنين، يرى العالم کله إن هذا النظام، يقف أمام منعطف مصيري لم يسبق وإن واجه من نظير لها من قبل.
النظام الايراني الذي سعى بکل الطرق والاساليب من أجل إرعاب دول المنطقة، وإبتزازها وإستغلال وکلائه في إثارة الحروب بالوکالة، حيث أراد من خلالها إضافة الى أهدافه الاقليمية، إبتزاز الدول الکبرى التي لها مصالح في منطقة الشرق الاوسط، والذي يلفت النظر أکثر، أن هذا النظام قد سعى لزرع قناعة في المنطقة والعالم، تٶکد بأن نفوذه وهيمنته في المنطقة راسخًا، ولا يمکن أبدا أن يتزعزع، بما يدفع الى الإعتقاد بأن هٶلاء الوکلاء هم الامر الواقع الذي يتجاوز حتى الانظمة السياسية الحاکمة في المنطقة.
في وقت کان يملأ هذا النظام الدنيا صخبًا، بأنه قوة لا يمکن قهرها، فإنه وفي نفس ذلك الوقت، کانت رئيسة “المجلس الوطني للمقاومة الايرانية” مريم رجوي، تٶکد أن هذا النظام، ليس سوى مجرد “نمر من ورق”، ودعت الى مواجهة مخططاته المشبوهة والتصدي له، مشددة على إن النظام يعتبر مجرد التزام الصمت حياله، وعدم مواجهة دوره المشبوه، بمثابة خوف منه وإعتراف بقوته.
والذي يلفت النظر هنا، إنه ومنذ أن حدثت مواجهة لمخططات ودور هذا النظام والتصدي لوکلائه، والذي مهد الطريق لسقوط حليفه الدکتاتور بشار الاسد، إن هذا النظام کان ولا يزال مجرد “نمر من ورق”، ولکن هذا النظام وبعد أن فقد مخالبه في المنطقة، وصار الضعف واضحا عليه، فقد إنتهى الامر به کـ”نمر هرم” من دون مخالب!
الانتفاضات الشعبية التي قام بها الشعب الايراني، وکذلك النشاطات والعمليات الثورية لوحدات الانتفاضة، ضد المراکز والمقرات الامنية، أيام کان النظام في أوج قوته، هي أکثر ما يثير رعب وهلع النظام، لأن الشعب والمعارضة الِإيرانية، متسلّطتان على النظام کسيف فوق رأسه، وهو يخاف من هذا السيف، أکثر مما يخاف من التهديد الدولي له، بل وحتى إن خوفه من التهديد الدولي، يأتي لأنه يعلم بأن زعزعة الاوضاع في إيران، يمهد الطريق لإفلات زمام الامور من بين يديه، وسيطرة الشعب و”مجاهدي خلق” على الاوضاع.
بعد سقوط نظام الاسد، والهزيمة التي لحقت بالنظام، من حيث دور وکلائه في المنطقة، فإن مخاوفه في تزايد مستمر، وبهذا الصدد فقد أعرب محسن إيجئي، رئيس السلطة القضائية للنظام الايراني، في خطاب ألقاه في 24 ديسمبر 2024، عن مخاوفه من أن الأحداث في سوريا، تشكل سابقة مقلقة للنظام الملالي، حيث يمكن لأعداء الدولة تزعزع استقرار البلاد من خلال مساعي منظمة، عندما قال: “أظهرت الأحداث في سوريا، أنه كلما كان ذلك في مصلحة أعدائنا، يمكنهم تحويل أولئك الذين كانوا مدرجين سابقًا في قوائم الإرهاب، إلى عملاء ومنفذين لمؤامراتهم لاحتلال وتدمير دولة”.

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى