محليات سياسية

نواف سلام من بعبدا: الأولوية لحكومة نزيهة ومستقلة ملتزمة بالتعاون وليست عرضة للتعطيل والعرقلة

الرئيس المكلف تشكيل حكومة لبنانية نواف سلام

“المدارنت”.. أيها اللبنانيون، أود أولًا أن أؤكد لكم أنني أعمل على تشكيل حكومة تتمتع بأعلى درجات النزاهة والاستقلالية، ملتزمة بالعمل الوزاري التعاوني، وهذا النهج سيشمل جميع الوزراء من دون استثناء. وأكرر، دون أي استثناء. إن الهدف واضح: تشكيل حكومة قادرة على العمل بفعالية دون أن تكون عرضة لأي تعطيل أو عرقلة بأي شكل من الأشكال.

في هذا الإطار، وكما ذكرت سابقًا، عملت بصبر وتصميم رغم التحديات العديدة والعراقيل الموروثة. إن ما نواجهه اليوم ليس مجرد عملية تشكيل حكومة، بل مواجهة حسابات سياسية ضيقة يتعين علينا تجاوزها لمصلحة الوطن. ورغم ذلك، فإنني متمسك بمبادئي وباحترام الدستور، والالتزام بالمعايير التي سبق وأعلنتها.

هناك من يقول إن الدستور لا يفرض معايير معينة، كاستبعاد المرشحين للانتخابات من التوزير، أو تجنب توزير الحزبيين. هذا صحيح، لكنه أيضًا لا يمنع ذلك. لذا، فإن هذا الخيار في هذه المرحلة هو ضمانة إضافية لاستقلالية الحكومة، وإبعادها عن التجاذبات الانتخابية وتأثيراتها.

أما في ما يخصّ مشاركة الأحزاب، فأنا أدرك تمامًا دورها في الحياة السياسية، بل وأؤمن بأن الحياة السياسية لا تستقيم في أي بلد دون أحزاب فاعلة. لكننا اليوم أمام مرحلة وطنية دقيقة تتطلب معالجة جذرية، وحكومة إصلاحية إنقاذية، لا حكومة محاصصة أو محاور متنازعة.

إن ما نقوم به ليس مجرد تشكيل حكومة جديدة، بل وضع أسس إصلاحية لإعادة بناء لبنان، بما يليق بشعبه ويحقق تطلعات اللبنانيين الذين منحوني ثقتهم. أما المعايير التي يتم الترويج لها هنا وهناك، مثل فرض إقصاء أسماء معينة أو فرض محاصصة مقنّعة، فهي ليست المعايير التي أتبناها، ولا التي وعدت اللبنانيين بها.

أدرك أنني أواجه حملات مضادة، وأعلم طبيعة الظروف التي تحيط بعملية التأليف، لكنني أؤكد لكم أنني مستعد لتحمل المسؤولية ودفع الثمن الشخصي اليوم وغدًا وبعد غد، لأنني مؤمن بضرورة إخراج لبنان من أزمته عبر حكومة فاعلة، لا رهينة المصالح الضيقة.

إن لبنان يحتاج إلى صدمة إيجابية تُعيد الأمل لمواطنيه، وحكومة إصلاحية إنقاذية هي الحل الوحيد في هذه اللحظة المصيرية. الوقت لم يعد يسمح بالمراوحة أو الحسابات الصغيرة، فإما أن ننهض بالوطن أو نتركه للانهيار. وأنا، بكل وضوح، اخترت طريق الإنقاذ.

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى