مقالات
“هآراتس”: “إسرائيل” ممزقة من الداخل وجنودها تآكلت قواهم!
“المدارنت”..
“حزب الله”، لا يريد الحرب لكنه ربما لا يخشى اندلاعها، لكن نحن أيضًا ـ لا نريد الحرب لكننا لا نخشى اندلاعها”، قال أمس المراسل العسكري لقناة 12 الإخبارية، نير دفوري، في حديث مع عوديد بن عامي. بالفعل، بالنظر إلى حقيقة أنني، أنا أيضًأ، جزء من “نحن”، فبودّي أن أوضح أن الحديث يجري هنا عن تقرير كاذب: “نحن”، بالتأكيد، نخاف وغير معنيّين ونعتقد، بشكل عام، أنه قد حان الوقت لأن تتوقف أحاديث “الاستوديوهات” عن احتمالات الحرب الشاملة واجتياح لبنان، وكأن الحديث يجري عن فيلم “هوليوودي” صيفيّ، فيه دمّ من عصير البندورة ومؤثِّرات خاصّة، وليس عن واقع مُرعِب وبالإمكان منع تحققه الذي قد يكلّف حيوات كثيرين.
من الصفّ العلاجيّ، أو باسْمِه الرسمي “ريكلين وسيجال” في القناة 14، لا يمكن أن نتوقع نقاشًا جدّيًّا، بالطبع. فقد بثّوا هناك شريط فيديو من مصدر غير معروف عرضَ صورًا مستقبلية للبنان المهدَّمة وكُتِب فوقها: “بيروت الجميلة، حرام (خسارة)” وانفجر كلا المذيعين بالضحك ـ لأنّ الخراب شأنٌ تاريخيّ. “نحن سنعاني، نحن سنتلقى الضربة، لكنّ الضربة التي ستتلقونها أنتم ستكون أقوى!”، أوضح سيجال الأمر للبنانيين بمتعة فائقة، فلخّص بذلك الأسس التي يقوم عليها إيمان كل يمينيّ مخبول أيًّا كان: ليس فظيعًا أن يُقتَل عندنا 5,000 طالما سيسقط عندهم 5,001.
ولكن، كما تدلّ أقوال دفوري المنقطعة عن الواقع، في القنوات الأخرى أيضًا، يبدو أن رياح الحرب في الشمال تثير الانفعال والحماس، أكثر مِمّا تثير القلق. رغم ذلك، من الواضح أنّ القتال في غزة قد استُنفِد قليلًا، بينما من شأن موسم جديد من الكارثة في لبنان أن يوفّر مخزونًا طازجًا من التقارير التحشيدية والتصريحات الحربجية.
وبدلًا من الحديث عن الخطر الكامن في شنّ حرب ضدّ قوة أقوى من “حماس” بكثير، فيما “إسرائيل” ممزقة من الداخل، ومع جنود تآكلت قواهم حتى الحدّ الأقصى ومواطنين بالكاد يصمدون، والحكومة الأكثر بؤسًا في التاريخ، بَدَت التقارير، أقرب إلى التقارير الاستهلاكية منها إلى الكوابيس، أيّ المولِّدات هو الأفضل لسيناريو الظلام الدامس، أيّ الرحلات الجوية سيتم إلغاؤها تحت وابل الصواريخ، وأيّ الطعام ستعدّ لكم قيادة الجبهة الداخلية في طرود (الشوفان مع الطحينة، ممتاز!).
في الأيام التي تُصنّف فيها أيّ معارضة لحرب أبدية لا طائل منها بأنها خيانة، يتأثّر المراسلون بالمزاج العام المتطرّف الذي يتغذى بدوره من المواد التي يجري اجترارها في “الاستوديوهات”، والنتيجة هي دائرة لا نهائية من الجنون. ما الغرابة، إذًا، في أن 46 بالمائة من المشاركين في استطلاع الرأي الذي أجرته القناة 13، قالوا إنهم يؤيّدون المبادرة الآن إلى حرب مع “حزب الله”، في موازاة الجبهة في الجنوب، بينما لم يعارض ذلك سوى 33 بالمائة.
“هذا مُعطى يثير بالغ القلق، يبدو أن الجمهور لا يفهم”، أشار أوري مسجاف، بحقّ، في حلقة المتناقشين لدى رفيف دروكر. وكيف سيفهم الجمهور ما دام التلفزيون يدندن، منذ تسعة أشهر ودونما انقطاع، شهوة الانتقام، الوعي الضحويّ، الوطنية اللزجة والعمى الاختياري.
من المثير كم هي نسبة الذين يقولون إنهم لن يصمدوا في حرب إقليمية شاملة، وهل كان هذا سيؤثر على موقفهم.
يبدو أن الجواب هو النفي، طالما أنّ هنالك من يعدهم بأنّه في استطلاع رأي لبناني موازٍ، سيكون عدد المشاركين الذين لن ينجوا من هذه الحرب أكبر.
“حزب الله”، لا يريد الحرب لكنه ربما لا يخشى اندلاعها، لكن نحن أيضًا ـ لا نريد الحرب لكننا لا نخشى اندلاعها”، قال أمس المراسل العسكري لقناة 12 الإخبارية، نير دفوري، في حديث مع عوديد بن عامي. بالفعل، بالنظر إلى حقيقة أنني، أنا أيضًأ، جزء من “نحن”، فبودّي أن أوضح أن الحديث يجري هنا عن تقرير كاذب: “نحن”، بالتأكيد، نخاف وغير معنيّين ونعتقد، بشكل عام، أنه قد حان الوقت لأن تتوقف أحاديث “الاستوديوهات” عن احتمالات الحرب الشاملة واجتياح لبنان، وكأن الحديث يجري عن فيلم “هوليوودي” صيفيّ، فيه دمّ من عصير البندورة ومؤثِّرات خاصّة، وليس عن واقع مُرعِب وبالإمكان منع تحققه الذي قد يكلّف حيوات كثيرين.
من الصفّ العلاجيّ، أو باسْمِه الرسمي “ريكلين وسيجال” في القناة 14، لا يمكن أن نتوقع نقاشًا جدّيًّا، بالطبع. فقد بثّوا هناك شريط فيديو من مصدر غير معروف عرضَ صورًا مستقبلية للبنان المهدَّمة وكُتِب فوقها: “بيروت الجميلة، حرام (خسارة)” وانفجر كلا المذيعين بالضحك ـ لأنّ الخراب شأنٌ تاريخيّ. “نحن سنعاني، نحن سنتلقى الضربة، لكنّ الضربة التي ستتلقونها أنتم ستكون أقوى!”، أوضح سيجال الأمر للبنانيين بمتعة فائقة، فلخّص بذلك الأسس التي يقوم عليها إيمان كل يمينيّ مخبول أيًّا كان: ليس فظيعًا أن يُقتَل عندنا 5,000 طالما سيسقط عندهم 5,001.
ولكن، كما تدلّ أقوال دفوري المنقطعة عن الواقع، في القنوات الأخرى أيضًا، يبدو أن رياح الحرب في الشمال تثير الانفعال والحماس، أكثر مِمّا تثير القلق. رغم ذلك، من الواضح أنّ القتال في غزة قد استُنفِد قليلًا، بينما من شأن موسم جديد من الكارثة في لبنان أن يوفّر مخزونًا طازجًا من التقارير التحشيدية والتصريحات الحربجية.
وبدلًا من الحديث عن الخطر الكامن في شنّ حرب ضدّ قوة أقوى من “حماس” بكثير، فيما “إسرائيل” ممزقة من الداخل، ومع جنود تآكلت قواهم حتى الحدّ الأقصى ومواطنين بالكاد يصمدون، والحكومة الأكثر بؤسًا في التاريخ، بَدَت التقارير، أقرب إلى التقارير الاستهلاكية منها إلى الكوابيس، أيّ المولِّدات هو الأفضل لسيناريو الظلام الدامس، أيّ الرحلات الجوية سيتم إلغاؤها تحت وابل الصواريخ، وأيّ الطعام ستعدّ لكم قيادة الجبهة الداخلية في طرود (الشوفان مع الطحينة، ممتاز!).
في الأيام التي تُصنّف فيها أيّ معارضة لحرب أبدية لا طائل منها بأنها خيانة، يتأثّر المراسلون بالمزاج العام المتطرّف الذي يتغذى بدوره من المواد التي يجري اجترارها في “الاستوديوهات”، والنتيجة هي دائرة لا نهائية من الجنون. ما الغرابة، إذًا، في أن 46 بالمائة من المشاركين في استطلاع الرأي الذي أجرته القناة 13، قالوا إنهم يؤيّدون المبادرة الآن إلى حرب مع “حزب الله”، في موازاة الجبهة في الجنوب، بينما لم يعارض ذلك سوى 33 بالمائة.
“هذا مُعطى يثير بالغ القلق، يبدو أن الجمهور لا يفهم”، أشار أوري مسجاف، بحقّ، في حلقة المتناقشين لدى رفيف دروكر. وكيف سيفهم الجمهور ما دام التلفزيون يدندن، منذ تسعة أشهر ودونما انقطاع، شهوة الانتقام، الوعي الضحويّ، الوطنية اللزجة والعمى الاختياري.
من المثير كم هي نسبة الذين يقولون إنهم لن يصمدوا في حرب إقليمية شاملة، وهل كان هذا سيؤثر على موقفهم.
يبدو أن الجواب هو النفي، طالما أنّ هنالك من يعدهم بأنّه في استطلاع رأي لبناني موازٍ، سيكون عدد المشاركين الذين لن ينجوا من هذه الحرب أكبر.