“هآرتس”: العالم يكره نتنياهو وإبنه وسموتريتش لن يرى “الكنيست” إلّا على شاشة “التلفاز”!

“المدارنت”
في أوج الشرخ وفي بداية أيامنا الرهيبة، التي هي على شكل أيام إحياء ذكرى الكارثة والجنود الإسرائيليين الذين سقطوا، أرغب في تقديم منظور للأمل السياسي. أعتقد أن البيبية تقترب من نهاية الطريق وأنها تجاوزت الذروة، مثل مسيحها الكاذب والمخادع.
لم يعد نتنياهو يجر خلفه الجموع، إنما من هم على شاكلته. بسبب كبر سنه ومرضه، لم يعد ظهوره يثير الإعجاب، ومقاطع الفيديو التي ينشرها تستهدف تقوية القاعدة المتقلصة، لكنها لا تجدد أي شيء للجمهور الذي تعب منه ومن الوضع.
مكانته الدولية في الحضيض. قليلة هي الأماكن التي يمكنه الهبوط فيها بدون أن يعتقل. لم يعد ترامب يحسب له أي حساب، وبوتين كذلك. أوروبا الغربية تشمئز منه. نجله يقول للرئيس الفرنسي “اذهب إلى الجحيم”، وقد انجر وراءه بصوت ضعيف. من شعار “دوري آخر” لم يبق سوى الهبوط درجة في الدوري.
ائتلاف الهراءات من حوله ثبت الآن في الاستطلاعات عند 44 – 45 مقعداً. هذه هي الأبعاد الحالية للكتلة البيبية – الكهانية – الحريدية – المسيحانية. هي أقل بكثير من المطلوب، وأقل بكثير من الـ 68 مقعداً. لقد حان الوقت للتعامل معهم بهذه الروحية: حكومة أقلية بلا شرعية. هاكم سموتريتش، الذي يفعل ضجة ويحصل على عناوين يومياً. في كل مرة يشرح فيها بأن إعادة المخطوفين ليست الأمر الأهم، ويصرخ على رئيس الأركان ويستخف برئيس “الشاباك”، يجب القول في وجهه: أنت الآن تحت نسبة الحسم، ولن ترى الكنيست القادمة إلا تلفزيونياً. أنت وزير فاشل ومتهرب ضليع، الذي تمكن ابنك البكر منذ 7 أكتوبر من القيام بخطوبة وزواج وجعلك جداً في جيل الـ 44، والفوز بقطعة أرض بسعر منخفض جداً بواسطة القرعة – هو لم يتجند. من أنت لتقدم المواعظ لأي شخص عن أي شيء؟
نميل إلى نسب قوة غير محدودة لنتنياهو ومساعديه. هذا طبيعي إزاء إمساكهم بدفة السلطة وفقدان العنان والخجل وسجلهم في تدمير إسرائيل. القلق والخوف في محلهما. ومحظور علينا التوقف. ولكن مهم أيضاً أن نتذكر نجاح الصد. الواقع الذي كشفه رونين بار في تصريحه المشفوع بالقسم يدل على عمق الخطر، ولكنه أيضاً يدل على خلاصة لم تتخذ فيها حتى الآن أي من الطلبات غير الديمقراطية. رئيس الأركان ايال زامير، يبدو أنه أصبح يدرك مع من يتعامل. حتى المفتش العام للشرطة داني ليفي، أوضح مؤخراً، حيث كان الوزير المسؤول عنه بن غفير مذعوراً بجانبه في بث مباشر، بأنه سيمتثل للقانون وقرارات المحكمة.
التقدير الزائد لقوة الأشرار ينبع أيضاً من التحيز الإعلامي. القناة الدعائية 14 ومجانينها يصرخون ويشتمون بقوة، لكن نسبة مشاهدتهم محدودة. والناشرون لا يستثمرون الأموال لديهم. ووسائل الإعلام الحرة مهذبة ورسمية جداً، وأحياناً خائفة، وبعضها متملق. الشبكات تغرق بالحسابات الوهمية والمزيفة، ومن المخيف تصفحها. ولكن عندما حاول يئير نتنياهو تحريك مظاهرة من ميامي، من خارج مقر “الشاباك”، وصل إلى هذه المظاهرة خمسة أشخاص فقط. وصل عدد قليل إلى المظاهرات ضد جهاز القضاء وصفقة المخطوفين. البيبية بصورتها الحالية تذكر بعرض قليل الميزانية برئاسة عائلة لا تقوم بعملها بشكل سليم، وبعض مستشاري الإعلام الذين يدهم في كل شيء وغارقين حتى أعناقهم، ومحام واحد ينشغل ويمثل الجميع.
الخسارة الفظيعة في حرب 7 أكتوبر لا يمكن استرجاعها. لا نهاية للغضب. تدحرجنا منه أيضاً إلى كارثة ثانية على صورة قتل متواصل وعشوائي للمدنيين والنساء والأطفال. ليست غزة هي الوحيدة التي تهدمت، لأن الصورة الإنسانية لإسرائيل وجيشها باتت بحاجة إلى ترميم. قبل ذلك، علينا مواصلة ملاحقة نتنياهو ومساعديه في كل مكان، والوقوف أمامهم بصلابة، ورفض المشاركة في حرب الاستنزاف العشوائية التي لا أساس لها، ونتعلم من التاريخ بأن للظلام تاريخ انتهاء صلاحية.