“هآرتس” العبرية: تحرير المخطوفين أو حرب خداع!
“المدارنت”
في الأيام القريبة المقبلة سيضطر نتنياهو إلى الاختيار بين بن غفير وسموتريتش، وترامب وزعماء العالم الحر، بين الحرب السياسية العبثية، وتحرير المخطوفين وإنهاء الحرب. لا يوجد هنا تماثل. أيضا السير مع ترامب ورؤساء فرنسا وبريطانيا وكندا لن يكون مسارا مليئا بالورود، هو سيكون مقرونا بصعوبات ونحن سنكون بحاجة إلى زعامة ذكية مزودة برؤية وثقة بالنفس. زعامة مع قدرة على قراءة روح الشعب، وما الذي يحرك الأصدقاء والأعداء. الأساس: الشجاعة لاتخاذ قرارات وقدرة على تنفيذها. باختصار، أقوال أقل وأفعال أكثر.
نحن بحاجة إلى قيادة تعترف بإمكانية تحرير جميع المخطوفين دفعة واحدة، ووقف الحرب عديمة الجدوى وإنهاء الأزمة الإنسانية، وتجريد حماس من السيطرة والقدرة على التهديد من غزة، والانضمام، حتى لو كان ذلك متأخرا، إلى “الشرق الأوسط الجديد” على صيغة ترامب، بما في ذلك التطبيع مع السعودية وفرصة للمشاركة في مشروع “الممر التجاري”، من الهند، مرورا بالخليج ومن هناك إلى أوروبا.
إن اختيار حرب الخداع، التي تحت ستار دخان تتظاهر بأنها حملة من أجل أمن الدولة ومستقبلها، بينما هي في الحقيقة حرب سياسية، “حرب سلامة الائتلاف”، سيُكتب فصل جديد في “موكب الغباء”: من جهة، مشكوك فيه جدا إذا كانت ستتمكن من تحقيق نتائج تختلف عن الجولات السابقة في قطاع غزة. ومن جهة أخرى، ستؤدي من دون أي شك إلى تفاقم العزلة الديبلوماسية والقانونية لإسرائيل، وإثارة موجة من معاداة السامية، والحكم على بعض الرهائن الأحياء بالإعدام. كان بالإمكان أن تكون منطقية، لو أنها تمكنت من تحقيق “النصر المطلق” على حماس. ولكن ذلك لن يحدث، لأنه عندما ستتوقف “خلال فترة قصيرة نسبيا” تحت الضغط الدبلوماسي، على خلفية الأزمة الإنسانية، أو الأحداث على الأرض، نحن سنجد أنفسنا مرة أخرى في الوضع نفسه، مثلما هي الحال الآن.
الحقيقة هي أن الطريقة الوحيدة لضمان أن حماس لن تتمكن من حكم غزة وتهديد إسرائيل من هناك، تكمن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول في استبدال حماس بعامل قوة آخر، يكون شرعيا في الوعي الجماعي وفي القانون الدولي، وبالنسبة للجيران العرب والفلسطينيين أنفسهم.
التفسير العملي هو قوة عربية مؤقتة بتمويل دول الخليج: حكومة تكنوقراط مع موظفين فلسطينيين وجسم أمني سيتم تشكيله بالتدريج بإشراف القوة العربية والولايات المتحدة. إسرائيل ستضع شروطا لذلك، الأول هو أن لا أحد كان عضوا في الذراع العسكري لحماس يمكنه أن يشارك في الجسم الجديد. الثاني، أن الجيش الإسرائيلي سيقوم بالانسحاب، إلى نقطة معينة في محيط القطاع، لكنه لن يعود إلى الحدود حتى يتم وضع كل الترتيبات الأمنية موضع التنفيذ، كما تم الاتفاق على ذلك مسبقا. عندما ندرك أن هذه هي الخطة العملية لليوم التالي، وهي الخطة التي يتهرب منها نتنياهو منذ 7 أكتوبر فنحن ندرك أنه لا معنى للتضحية بحياة الرهائن، أو تعريض حياة الجنود للخطر من أجل لا شيء.
من سينظر في عيون الآباء والأرامل والأيتام الجدد والمعاقين والمرضى النفسيين، ويقول بضمير مرتاح، إن كل شيء تم فعله كان لمنع الخسارة وإنه كان مبررا بشكل مطلق. كلما صممت إسرائيل على التهرب من هذا النقاش، فإن احتمالية قدوم مبادرة دولية واسعة ستزداد، تشمل عددا من الجيران العرب، التي ستدعو إلى مقاطعة إسرائيل والدفع قدما بشكل فعلي للاعتراف بالدولة الفلسطينية (في الواقع يرتفع الآن أمام أنظارنا التسونامي السياسي).
الاحتلال الدائم للقطاع، ترحيل 2 مليون فلسطيني وإعادة توطين قطاع غزة بالإسرائيليين، كل ذلك أوهام عبثية، التي ستعود علينا مثل السهم المرتد، وفقط ستسرع المواجهة مع كل العالم.
هذا هو الاختيار الموجود أمامنا. هناك شك كبير ما إذا كان نتنياهو والحكومة يمكنهما مواجهته من خلال القلق الحقيقي على أمن الدولة ومستقبلها. في نهاية المطاف يوجد سبب آخر من أجل الحاجة الملحة، كي نزيح عن أنفسنا هذه الحكومة الأكثر فشلا في تاريخنا. وكلما بكرنا في ذلك سيكون أفضل.