“هآرتس” العبرية: “حكومة نتنياهو تقرر قتل الأسرى “الإسرائيليّين” لدى “حماس”!
“المدارنت”
لقرار “الكابنيت”، توسيع القتال في غزة معنى واضح: قرار واعٍ للتخلي عن المخطوفين، وتعميق الكارثة الإنسانية التي توقعها إسرائيل على مليوني مواطن، على أمل واهم بإجراء “إعادة تموضع” لهم – أي ترحيل إجرامي – ولطمس النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني عن وجه الأرض. الحكومة برئاسة نتنياهو فقدت السيطرة، وتجر دولة كاملة إلى الضياع.
لن يكون “حسم” هنا، باستثناء الحسم الذاتي. لا تحرير لمخطوفين، بل موت بطيء، بعذابات الجوع، وحدهم في الأنفاق. لقد أوضح كبار رجالات جهاز الأمن لأعضاء الكابنيت بأن المخربين الذين يحتجزون المخطوفين قد يفرون من مناطق القتال ويتركون المخطوفين في الأنفاق بلا ماء وغذاء ليموتوا جوعاً وحيدين. حكومة إسرائيل تعرف هذا، ومع ذلك اختارت هذا الطريق. حتى العائلات التي ينعكس قلقها في كل كتاب ومظاهرة ومقابلة صحافية، تخفق في اختراق حرب تهكمية ومصلحية يقودها أعضاء الكابنيت.
يفرض حصار مطلق منذ شهرين على قطاع غزة، والأطفال هناك يموتون بسوء التغذية. وهذا واقع يسعى الكابنيت إلى تفاقمه. حسب الخطة، فإن كل السكان المدنيين سيتم إخلاؤهم إلى محور “موراغ” وحشرهم في منطقة مساحتها أقل من ربع مساحة القطاع – حيث ينتظرهم الجوع والمرض وانعدام المساعدات.
لماذا كل هذا؟ من أجل بقاء سياسي لحكومة منقطعة عن الواقع جعلت الحرب وصفة لحماية الائتلاف. نتنياهو، الذي لم ينسحب في الماضي إلا بضغط مباشر من ترامب، يواصل اندفاعه مع متزمتي “عظمة يهودية” و”الصهيونية الدينية” نحو هذيان الترحيل والاستيطان والحكم العسكري. قال وزير المالية سموتريتش هذا صراحة: “نحتل كي نبقى. لم يعد هناك دخول وخروج بعد اليوم”.
إذا ما قرر ترامب عدم التدخل والدفع بصفقة حول زيارته إلى دول الخليج الأسبوع القادم، وحققت إسرائيل مبتغاها في القطاع، فسيكون الثمن باهظاً: فضلاً عن المخطوفين الذين سيموتون حتماً، وسقوط مزيد من الجنود، وانهيار المزيد من العائلات تحت العبء (توسيع الحملة يستوجب تجنيداً واسعاً لبضع فرق احتياط) إضافة إلى قتل آلاف آخرين من السكان الغزيين، كثيرون منهم من النساء والأطفال. هذا إلى جانب انهيار الشرعية الدولية لإسرائيل، التي وصلت إلى أسفل درك.
على إسرائيل أن تعمل العكس؛ أن تدخل مساعدات إنسانية إلى القطاع على نطاق واسع، بحيث يضع حداً للجوع ويوقف قتل المدنيين، وينهي هذه الحرب عديمة الجدوى، كما عليها أن تمضي بصفقة شاملة ينسحب الجيش في إطارها من القطاع مقابل إعادة المخطوفين. على رحلة الهدم والموت هذه أن تتوقف.