“هآرتس” العبرية: هكذا تلاعب نتنياهو بـ”الإسرائيليّين”!
“المدارنت”..
محكمة الصلح في “ريشون لتسيون”، مددت أمس اعتقال أحد المتحدثين باسم (رئيس حكومة العدوّ الإرهابي الصهيوني بنيامين) نتنياهو، إيلي فيلدشتاين، واعتقال مشبوهين آخرين، في قضية تسريب المعلومات الاستخبارية من الجيش “الإسرائيلي” إلى مكتب رئيس الحكومة، ومن هناك إلى وسائل إعلان أجنبية. أزالت المحكمة جزءاً من أوامر منع النشر في هذه القضية، لكنها أبقت سرية على أسماء عدد من المشبوهين، على حالها لمدة بضعة أيام. وثمة مشتبه فيه آخر في هذه القضية تم إطلاق سراحه.
القضية التي يحقق فيها “الشاباك”، تركز على الاشتباه في إخراج معلومات استخبارية حساسة بشكل خاص بملكية الجيش بدون صلاحية. المعتقلون متهمون بنقل المعلومات إلى المتحدث، التي -حسب الاشتباه- نقلت إلى وسائل إعلان أجنبية في محاولة للتأثير على مواقف الجمهور الإسرائيلي بخصوص المفاوضات مع حماس حول تحرير المخطوفين.
وثمة تقدير بأنه تم تسريب معلومات استخبارية خام من داخل الجيش الإسرائيلي، وجرى عليها تلاعب، بحيث تم تشويه جزء من التفاصيل، كجزء من حملة وعي (حرب نفسية) وجهت إلى الجمهور في البلاد. يدير جهاز الأمن عدداً غير قليل من حملات الحرب النفسية والتأثير، لكنها قد توجه للعدو أو لدول أجنبية، وليس لتضليل المواطنين الإسرائيليين.
لكن تحقيق “الشاباك” يركز على موضوع واحد فقط، وهو كشف معلومات خام حساسة قد “تحرق” مصادر المعلومات للاستخبارات. هذا هو الفرق بين هذه القضية وحالات أخرى من التسريبات، التي تناول معظمها إما مواد استخبارية أخرى أو بروتوكولات نقاشات سرية في الطرف الإسرائيلي.
ما أثار الجيش هنا وجعل رئيس الأركان يطلب تدخل “الشاباك” في التحقيق هو الخوف من الإضرار بالمصادر. وللمفارقة، تناول التحقيق أيضاً أشخاصاً جزء من وظيفتهم حماية سرية المعلومات.
منذ تفجر القضية ونتنياهو ومؤيدون ومن يخدمونه يُسمعون ادعاء بأن الأمر يتعلق بتطبيق انتقائي تجاهه، الجميع يسربون، بما في ذلك خصومه السياسيون وكبار قادة جهاز الأمن، لكنه هو فقط الذي يلاحقونه، ورجاله ينكلون بهم. الجزء الأول من الادعاء يبدو صحيحاً.
هناك عدد كبير من التسريبات أثناء الحرب، ووسائل الإعلان بالتأكيد لا يجب أن تشتكي من ذلك، ولكن تحقيق “الشاباك” يرتكز إلى الضرر يمكن أن يلحق بمصادر حساسة، إلى درجة تعريض هدف مركزي من أهداف الحرب (إعادة المخطوفين) للخطر، وربما تعريض حياة المخطوفين أنفسهم للخطر.
في حين أن وسائل الإعلان يجب أن تكون أيضاً قلقة من الاحتمالية المعقولة بأن هذه المعلومات تم تشويهها، وأن هذا الأمر جزء من عملية حرب نفسية موجهة لمواطني إسرائيل. هذا هو لب القضية. جهود الدعاية والخداع التي تمارس الآن لا يجب أن تطمس ذلك.