مقالات

هاريس وترامب أمام “الميكرفون”!

“المدارنت”..
الأنظار مشدودة نحو المناظرة المرتقبة بين المرشحين الجمهوري والديمقراطي للانتخابات الرئاسية القادمة في أمريكا، دونالد ترامب وكامالا هاريس. المناظرة السابقة التي جمعت ترامب والرئيس جو بايدن، عندما كان مرشحاً للديمقراطيين، مثّلت المنعطف الذي أدى إلى انسحاب بايدن لمصلحة نائبته هاريس، بعد أدائه البائس أمام ترامب. لأول وهلة بدا أن ترامب خرج منتصراً نصراً ساحقاً على بايدن في المناظرة، ولكنه نفسه الفوز الذي يمكن أن يكون سبباً في هزيمته في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، بعد أن أجبر الديمقراطيون رئيسهم على الانسحاب، لتصبح هاريس مرشحتهم، ما أعطى زخماً كبيراً لحملة الحزب، جعل مرشحته متفوقة على ترامب في استطلاعات متتالية للرأي.
فور إعلان بايدن انسحابه تظاهر ترامب بفرح مزعوم، مدّعياً أن هزيمة هاريس أسهل بالنسبة له بكثير من هزيمة بايدن، لكن مجريات الأحداث التالية، تظهر حتى الآن، هشاشة هذا الادّعاء. ويتعين انتظار موعد المناظرة بين المرشحين، لنرى ما إذا كان ترامب سينجح في منازلة هاريس، وإظهار ضعفها أمامه، كما فعل مع بايدن، أم أن العكس هو ما سيحدث، فتتفوق عليه المرشحة الديمقراطية في أول اختبار لها في مواجهة يتابعها الملايين.
كعادته في الادّعاء قال ترامب إنه «لا يقضي الكثير من الوقت في التحضير للمناظرة»، معتبراً أنه كان يستعد طوال حياته لذلك، للإيحاء بأنه واثق بقدراته على التغلب على هاريس، كما تغلب على بايدن، لكن المعطيات تشير إلى أن فريق ترامب الانتخابي يبدو أكثر حذراً، وهو يخشى أن تؤدي فظاظة تعبيرات ترامب اثناء المناظرة إلى الإساءة إليه، ومن علامات هذا الاختلاف في الرأي بين ترامب وفريقه، أن الفريق يرغب في كتم صوت الميكروفونات طوال المناظرة، باستثناء ميكروفون المرشح الذي أُعطي الدور للتحدث، وهو ما حدث خلال المناظرة الأولى لترامب أمام بايدن، فيما يقال إن ترامب يفضل بقاء ميكروفوني المرشحين مفتوحين طوال الوقت.
رغبة فريق ترامب في إغلاق الميكروفون عن المرشح عندما يكون الدور لمنافسه في التحدث، أتية على الأرجح من خشية الفريق من أن يتفوه ترامب بعبارات غير لائقة بصورة مرتجلة، كرد فعل فوري على ما تقوله منافسته. ويلفت النظر أن هاريس وفريقها طلبا من شبكة ABC، والشبكات الأخرى التي تسعى إلى استضافة مناظرة محتملة في أكتوبر/ تشرين الأول، إبقاء الميكروفونات مفتوحة، ربما لأن ذلك يمنحها حرية الاعتراض الفوري على ما يتفوه به ترامب، وقال عضو في فريقها: «نعتقد أن ميكروفونات كلا المرشحين يجب أن تكون مفتوحة طوال البث الكامل، ونتصور أن القائمين على حملة ترامب يفضلون الميكروفون الصامت لأنهم لا يعتقدون أن مرشحهم يمكنه التصرف كرئيس لمدة 90 دقيقة بمفرده».

المصدر: د. حسن مدن/  “الخليج” الإماراتية

 

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى