عربي ودولي

هكذا أطلق ترامب ونتنياهو التضليل بالتفاوض مع إيران!

“المدارنت”
الهجوم على منشآت النووي جاء بمفاجأة جزئية، فترقب عملية عسكرية إسرائيلية حام في الفضاء في الأسابيع الأخيرة، بالتوازي مع المفاوضات الأمريكية – الإيرانية في محاولة للوصول إلى اتفاق.
التصلب في الموقف الإيراني، وأساساً حول مسألة التخصيب، عزز التوقعات للهجوم، التي تحققت في النهاية. الطرفان، إسرائيل والولايات المتحدة، نجحا بشكل مبهر في “حملة التضليل” بالنسبة لمدى التنسيق والتوافق بينهما وعلى الأقل من هذا الجانب، كانت المفاجأة مبهرة. يمكن نشعر منذ الآن، وإن كان بحذر، برضى عن الخطوة الإسرائيلية من جانب معظم اللاعبين في المنطقة. التنديدات العالمية التي أسمعت مثلاً من جانب الرياض لا تؤخذ كثيراً على محمل الجد، وهذه كانت معدة لمنح “مدى آمن” عن الاتهامات بالتعاون، أو رضى وشماتة. أما الأردن والعراق فأعلنا عن إغلاق مجالهما الجوي.
من المهم فحص الشكل الذي يصمم فيه اللاعبون المعنيون خطواتهم الآن.
أخذت إسرائيل على عاتقها “العمل الأسود” واتخذت خطوة تتطابق مع أهدافها بضرب منشآت النووي “مادياً”، وتخلي الطريق من جهة أخرى للعودة إلى مفاوضات أمريكية – إيرانية الآن ولكن من موقف ضعف إيراني واضح. صحيح أن إسرائيل شكاكة في إمكانية الوصول إلى اتفاق مرضٍ، لكن مدى التنسيق مع الإدارة الأمريكية، ونجاح الخطوة العسكرية يحسنان مكانتها في واشنطن وفي المنطقة كلها.
الولايات المتحدة “تبرئ نفسها” إذ أبعدت نفسها عن المشاركة في الهجوم (الرئيس ترامب اعترف بأنه اطلع على الهجوم)، وتشدد استعدادها للعودة فوراً إلى المفاوضات مع إيران. ربما يستغرق ذلك وقتاً ما إلى استئناف المفاوضات.
أمام زعامة طهران معضلة عسيرة للغاية: كيف ترد وهي تخاطر بموجة هجمات أخرى؟ واضح أن إيران في موقف ضعف جلي بخاصة بعد أن فقدت لاعبيها في المنطقة مع التشديد على حزب الله، على الأقل من ناحية القدرة القتالية ذات مغزى.
كما أسلفنا، يبدو أن دول الخليج راضية عن الهجوم. (مشوق موقف، إحساس، مدى معرفة عُمان، راعية المفاوضات الأمريكية – الإيرانية). سيتعين عليها أن تفرض على نفسها ضبطاً للنفس وتدير رد فعل اقتصاد الطاقة العالمي على الحرب في المنطقة. ارتفع الآن ثمن برميل النفط، نتيجة متوقعة بالتأكيد، والأيام القريبة القادمة ستوضح كيف ستفعل هذه لمنع ارتفاع عال جداً في أسعار النفط. سيكون ترامب راضياً عن ذلك.
في هذه الأثناء، التأييد الدولي جدي أكثر مما المتوقع، على الأقل في ظروف الحرب في غزة. بالنسبة للحرب في غزة، غير متوقع أي تأثير مباشر وفوري. ستفضل حماس القتال في سبيل بقائها، وربما تتمترس إسرائيل في مواقفها المتصلبة في هذه الساحة. يدور الحديث عن مرحلة مبكرة لتقدير أو توقع كيف ستترجم حكومة إسرائيل الهجوم في إيران، على اعتبار أنها ستجتاز الأيام القريبة القادمة بنجاح، إلى إنجازات سياسية، يجدر بنا أن ننتظر بضعة أيام إلى أن تكون الصورة أوضح.
موجات الصدى في المنطقة منذ 7 أكتوبر دراماتيكية على نحو خاص، ويبدو أننا في ذروتها.

 ميخائيل هراري/ “معاريف” العبرية
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى