وقف إطلاق النار أولاً!
“المدارنت”..
لو أن رئيس الحكومة “الإسرائيلية” (الإرهابي الصهيوني) بنيامين نتنياهو، أذعن لقرارات مجلس الأمن والمحكمة الدولية ولنداءات معظم دول العالم، بوقف الحرب على قطاع غزة، ووضع حداً لحرب الإبادة التي يقوم بها الجيش “الإسرائيلي”، ولو أنه لم يحبط كل الجهود للتوصل إلى «صفقة» لتبادل الرهائن والأسرى، ولو أنه لم يتعمد ممارسة سياسة الاغتيالات في بيروت وطهران، ولو أنه لم يستقو بالدعم الأمريكي لحمايته بعد «مهرجان» التصفيق في الكونغرس، واجتماعه بأركان الإدارة الأمريكية الذين منحوه الضوء الأخضر للمضي في ركوب رأسه، لو لم يحصل كل ذلك، لما كانت المنطقة بأسرها تقف الآن على شفير مواجهات كبرى لا يعرف أحد بداياتها ونهاياتها، لكنها بالتأكيد سوف تضع المنطقة والعالم أمام سيناريوهات وخيمة العواقب.
في الاجتماع الاستثنائي الأخير الذي عقدته منظمة التعاون الإسلامي في جدة على مستوى وزراء الخارجية، رسمت دولة الإمارات العربية المتحدة خريطة طريق للخروج من المأزق الحالي الذي تواجهه المنطقة بالتأكيد على «وقف الحرب لإنهاء دوامة التصعيد»، مشددة على «أن التصعيد وردود الفعل غير المحسوبة دون أدنى اعتبار للقوانين التي تحكم علاقات الدول وسيادتها تعقّد الموقف وتزيد من مخاطر عدم الاستقرار»، كما أكدت موقفها الثابت في «رفض العنف والاغتيال السياسي بكافة صوره وأشكاله».
في هذا الموقف الواضح، تضع الإمارات دول المنطقة والعالم أمام مسؤولياتها في لجم التصعيد، من خلال الضغط على “إسرائيل” لتنفيذ ما يدعو إليه الجميع بوقف الحرب فوراً لوقف عجلة التصعيد، وهذه مسؤولية الولايات المتحدة بالتحديد؛ لأنها الوحيدة القادرة على فعل ذلك، إذا كانت فعلاً تريد وقف الحرب كما تقول وليس كما تفعل.
لا الوقت يسمح بترف المواقف الكلامية، ولا المواقف المزدوجة يمكن أن تؤدي إلى نتيجة توقف مد التصعيد الذي يبدو أنه على وشك الانفجار في كل لحظة، خصوصاً أن الولايات المتحدة تأتي بأساطيلها وطائراتها إلى المنطقة، وتزيد من إرسال قنابلها الدقيقة والثقيلة إلى “إسرائيل”، كما أن دولاً أخرى تعد العدة للمشاركة في الدعم الأمريكي، في حين أن “إسرائيل” تؤكد استعدادها لخوض الحرب على أكثر من جبهة، فيما طهران و”حزب الله” يصرّان على الرد.
أصابع الجميع على الزناد، فيما المنطقة تواجه صيفاً حاراً جداً ليس بفعل الطبيعة وتغير المناخ فحسب، بل بفعل سيادة منطق القوة والعنصرية والانتقام والحقد والتوسع، وغياب الالتزام بالقوانين الدولية والإنسانية.
الوقت يمضي سريعاً، فهل هناك من أمل بوقف عجلة الحرب؟
هناك جهود ديبلوماسية حثيثة واتصالات على مستوى رفيع لمنع التصعيد وتوسيع رقعة الحرب، وهناك مقترحات يجري تداولها لعلها تقنع الأطراف المعنية بالتوصل إلى صيغة حل، وآخرها بيان مشترك من الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يدعو لاستئناف المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة يوم 15 الجاري في القاهرة أو الدوحة. وقالوا في البيان:
«لقد حان الوقت، وبصورة فورية، لوضع حد للمعاناة المستمرة منذ أمد بعيد لسكان قطاع غزة، وكذلك الرهائن وعائلاتهم، وحان الوقت للانتهاء من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والمحتجزين»، وتحدث البيان عن «اتفاق إطاري» لا ينقصه سوى الانتهاء من التفاصيل الخاصة بالتنفيذ.
إنه سباق مع الوقت.. فهل يقتنع نتنياهو بوقف الحرب، وبأن «النصر المطلق» مستحيل، ويجنب المنطقة ويلات الكوارث؟