تربية وثقافة

ويسألونها لماذا تبقى!

كريستيان بلان/ لبنان

خاص “المدارنت”..

“عشت الحبّ آلامًا!”.. قالت: “تزوّجت والأمل يلمع في عينيّ، واعتبرته ذلك الفارس على حصانه الأبيض!”.. أوليس هذا ما يقنعوننا به من نعومة الأظافر؟ ألا تردّد أمّهاتنا تمنّياتهنّ لبناتهنّ بالزّواج؟ وبناء عائلة، ويضفن رؤية الأحفاد قبل الموت، وما هنالك من دعوات وأمنيات.

وما لا يقلنه أنّه، أيّتها الفتاة، سيغششك انتبهي! وما ترينه منه قبل الزّواج ليس إلّا لاستمالتك وجذبك إليه! لا يخبرنّك بأنّه هناك إشارات خلف بعض السّلوكيّات، وإشارات في بعض المشاعر، عليك قراءتها واستنباطها إن لزم الأمر، لتمسكي بطرف خيط حقيقي! وتكبرين بأحلامك الورديّة على الرّغم ممّا ترينه من علاقات فاشلة، وزيجات غير متناسقة، وتوتّر وقلق وعدم استقرار…

وإذا بك تقولين في نفسك وكلّك ثقة: “سأكون أفضل! أنا غير! أحبّه ويحبّني! سنتجاوز الصّعاب والعراقيل بحكمة! سنحيا، ونحيي عائلتنا إلى أن يفرّقنا الموت!” فتذهبي للموت برجليك والابتسامة على وجهك. تتمسّكين بحبّك له، وحبّه لك، فتختلقي له الأعذار، وترسمي له هالة من الظّروف، تجعلك تؤجّلين حياتك فقط لتأمين الدّعم والثّبات كأساس من أعمدة المنزل! وهو، من تعتبرينه الأساس الأوّل في بناء عائلتك، وشريك العمر في السّرّاء والضّرّاء، ذكر.

ربّته أمّهات، جلّ ما أردنه رؤية ولدهنّ مستقرًّا سعيدًا في حياته. له وظيفة يمتلك عائلة تحفظه في آخرته؛ وأحفاد يسرحون ويعبثون في أرجاء البيت. بينما، تلحظين أنتِ أنّ، وإن أنّبتهم أمّهم على تصرّفاتهم لضرورة احترام المكان، تجيب الجدّة بتركهم يفعلون ما يشاؤون، لأنّهم في بيت أبيهم، وليسوا في بيت غريب! “بينما أنتِ يا عزيزتي، فربّي أبناءك وعلّميهم احترام المكان المتواجدين فيه!”، ليس من باب التّمييز بالمحبّة، ولكن إظهارًا وتأكيدًا للسّيطرة والإمساك بزمام الأمور.

فكيف لفتاة غريبة أن تتحكّم بأولاد ابني، وأسكت لها؟ أمّا أنتِ يا ابنتي، فتستطعين أن تتحكّمي بأبنائك. “وهنا، لم يعودوا أبناء زوجك أيضًا، وإنّما أولادك أنتِ، فاحكمي السّيطرة عليهم. وأمثال وأمثال كثيرة…

المهم، في العودة لموضوعنا، تستمرّ الأمّ في خدمة ولدها على المدى الطّويل، ولا تتمكّن من تحريره منها، ولا تحرير ذاتها من حاجتها إليه؛ ذاك الرّجل الّذي ربّته وصدّرته إلى الحياة فخورة بإنجازها! وتكتمل الفرحة، حيث يزوّج الابن وتتزوّج الابنة، ويبدأ كلّ منهما مشواره الخاص.

ومن حبّ وولع قبل الزّواج، واشتياق وانتظار اللّقاء، إلى حياة يوميّة سعيدة، ووصال، وقمّة الرّوعة خبر الحمل. فخر العائلات برجولة الابن المكتملة، وأنوثة البنت وخصوبتها. وطبعًا، تبدأ التّجهيزات والحفلات والتّعليقات والتّعليمات، فالنّصائح… ولا يلحظ أحد في خضمّ كلّ ذلك، حالتك الدّاخليّة؛ إذ ظاهريًّا، حياتك الاجتماعيّة رائعة فما أدراهم بزيفها؟ وإن علموا تجاهلوا!

يا لروعة الدّنيا! أهدتك رجلًا يحبّك ومولعًا بك؛ وأنت بدورك تزوّجته واخترته عن حبّ! وللصّدق والأمانة الاجتماعيّة، ما يزال هذا الحبّ يحيّرني! ما هو هذا الحبّ الّذي يجعلك تبقين؟ ما هو هذا الحبّ الّذي يجبرك على التّحمّل؟ هل يزوّدك بكلّ تلك الطّاقة؟ أيجمّل لك الصّبر؟ هل يوفّر لك الطّمأنينة؟… أأنت تحت سيطرة الحبّ واقعة فعلًا؟ أم أنّك إراديًّا مددت سيطرته عليك؟

 الموضوع وما فيه أنّني لم أفهم بعد لماذا تبقين؟!

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى