“يديعوت أحرونوت” العبرية: ترامب محتال ومخادع نرجسي عديم الثبات!
“المدارنت”
رئيس الولايات المتحدة (دونالد) ترامب محتال، وليس خيالياً؛ لا يدور الزوايا – محتال. لا يختلف كثيراً عن الرجال الذين ركضت مراسلة القناة 12 أدفه دادون وراءهم صارخة، هيييي… لماذا لم تعد المال؟
عشية زيارته التجارية إلى الشرق الأوسط، أعلن بأنه هزم “الحوثيين”: لن يلحقوا بعد اليوم أي أذى بالسفن الأمريكية، لذا لن تقصفهم أمريكا. نصر عظيم. هاكم المعطيات التي زودني بها الذكاء الاصطناعي ChatGPT: الأسطول التجاري الذي يبحر في المحيطات يتضمن ناقلات، وسفناً للناقلات، وسيارات، وشُحنات متنوعة تصل بعمومها إلى أكثر من 50 ألف سفينة. منها 180 – 200 سفينة تبحر تحت علم الولايات المتحدة. لم تخطئوا في القراءة: بين 180 و200 من أصل 50 ألفاً.
سألت كم سفينة تمر في البحر الأحمر في سنة عادية، ليس فيها حوثيون. وكان الجواب 20 – 22 ألفاً. كم منها أمريكية؟ سألت، كان الجواب أنه لا معطيات دقيقة، لكن التقدير أن العدد يتراوح بين 50 و100 في السنة، سفن تجارية وسفن حكومية. صحيح ما قرأتم: 22 ألفاً مقابل 100. ينبغي أن تضاف إلى هذه الأعداد سفناً أمريكية تبحر متخفية: مخزونات المعلومات في الإنترنت لا تعرف كيف تتابعها في هذه المرحلة، لكن الصورة العامة واضحة.
ترامب تباهى بحل مشكلة غير قائمة، وفر من التصدي لمشكلة حقيقية. حتى بعد الاتفاق مع الحوثيين، ستبقى التجارة البحرية بين آسيا وأوروبا ماضية بطريق طويلة وباهظة الثمن، حول إفريقيا: ليس هذا أكثر أمناً فحسب، بل أكثر نفعاً لأصحاب السفن. من يدفع الثمن؟ مصر التي تعد قناة السويس مصدر دخل مهماً لها، وميناء إيلات الذي فقد مكانته، ونحن المستهلكين.
في أيار 2018، في بداية ولاية ترامب الأولى، قرر نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. قرار مبارك، صحيح، وبادرة طيبة لمتبرع كبير لحملته الانتخابية. أعلن ترامب بأن نقل السفارة كان صفقة بثمن لقطة: قالوا له إن هذا سيكلف مليار دولار، لكن سفيره دافيد فريدمان، عقد الصفقة بـ 250 ألف دولار فقط.
عملياً، لم ينقلوا إلى القدس إلا يافطة – موضوع مهم بحد ذاته، لكنه بلا معنى عقاري. السفارة تعمل من تل أبيب حتى اليوم، تحت يافطة “فرع تل أبيب”. استأجروا مكتباً من فوق مبنى القنصلية في القدس، هو رواق مع بضع غرف، وعلقوا يافطة: السفارة الأمريكية. لم يكن الثمن 250 ألف دولار، بل 21.5 مليون دولار، إلى جانب نفقات الأمن، لكن لا أهمية للتفاصيل في عصر ترامب.
سيوقع ترامب على صفقات يفترض أن تصل في مدى عشر سنوات إلى نحو 2 تريليون دولار. هذا مبلغ يصعب حتى على إيلون ماسك تخيله. وهو كفيل بأن يغير الاقتصاد الأمريكي والسياسة. أمراء النفط سيتلقون بالمقابل ضمانة أمريكية لأمنهم إمكانية لشراء سلاح متطور ونفوذ سياسي في أمريكا لم يعطَ لأي دولة أجنبية حتى اليوم.
لقد وضع نتنياهو كل بيض إسرائيل في سلة ترامب. كان هذا خطأ، نتائجه معروفة مسبقاً. وهو في طريقه، فقد الحزب الديمقراطي ويهوده الليبراليين. بعضهم بمقت نتنياهو أكثر مما يمقت ترامب، وهو عالق في خياره: لا مكان يعود إليه. هذا هو زمن الصحوة.
ترامب مشكلة سترافقنا في السنوات الثلاث والنصف التالية، وربما بعدها. إسرائيل متعلقة بإرادته الطيبة، بأكاذيبه، بنزواته. لن تسمح لنفسها أن تكون خارج اللعبة، لا حيال النووي الإيراني ولا حيال مخطوفين لا نعرف كيف نعيدهم وحرب لا نعرف كيف ننهيها.
في إعادة صياغة للقول الذي يحب الحريديم إلصاقه على خلفية سياراتهم، ليس هناك من يمكن الاعتماد عليه سوى رئيس أمريكي مخادع، نرجسي، غير مرتقب، عديم الثبات. بقي مكان واحد في السيارة: لا مفر لمخادعنا غير الصعود إلى العربة.