100 يوم على ترامب.. مؤشرات كارثية!
“المدارنت”
بدأت وسائل الإعلام في العالم تقدّم تقييمات لمرور 100 يوم على تنصيب (الرئيس الأميركي ) دونالد ترامب، فما هو تقييم العرب والمسلمين (والأمريكيين) له؟
تجاوزت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو العالم العربيّ، وخصوصا نحو الفلسطينيين، أحلام زعماء اليمين المتطرّف الإرهابي في الحكومة الإسرائيلية. لم يواصل ترامب الدعم السياسي والعسكري لبنيامين نتنياهو وشركاه بل اقترح السيطرة الأمريكية على قطاع غزة وتهجير سكانه إلى الدول العربية المجاورة.
وبعد وعود إيقاف الحروب، حرر ترامب إسرائيل من أكلاف محاربة الحوثيين في اليمن، الذين اتخذوا قرار منع وصول السفن إلى إسرائيل حتى إنهاء العدوان على غزة، وبدأت حاملات طائراته وقواته في الخليج بتنفيذ مئات الحملات على اليمن.
فوق حرب التعريفات الجمركية التي أعلنها على الدول العربية، وخصوصا التي تعاني منها مصاعب اقتصادية، مثل سوريا وتونس والأردن، فقد قطعت إدارة ترامب المساعدات الخارجية على المشاريع التنموية والإغاثية.
إضافة إلى ذلك فقد أعلنت إدارة ترامب اعتزامها فرض حظر جديد على السفر الى الولايات المتحدة، كما طاردت العديد من الطلاب العرب في أمريكا، وأزالت في تقاريرها السنوية الانتقادات المعتادة لانتهاكات حقوق الإنسان، مثل أوضاع السجون، والفساد الحكومي.
على المستوى الأمريكي، أجرت مؤسسة «رويترز ـ إبسوس» استطلاعا كشف تراجع شعبية الرئيس الأمريكي إلى أدنى مستوى لها منذ عودته إلى «البيت الأبيض» في كانون ثاني/يناير الماضي.
تناول الاستطلاع قضايا عديدة لكن نسبة لافتة (83٪) طالبت بامتثال ترامب لأحكام القضاء، وهي مسألة شديدة الخطورة على قابلية أمريكا للاستمرار داخليا وعالميا، كونها إحدى الأعمدة التي تقوم عليها المجتمعات الديمقراطية، ولكونها كانت وما تزال إحدى ركائز التفوق الأمريكي.
بعد سيطرة ترامب على السلطة التنفيذية والتشريعية (عبر السيطرة على غرفتي الكونغرس، والامتثال شبه الكامل للحزب الجمهوري لقرارات الرئيس) بدأ الرئيس الأمريكي معركته مع القضاء (الذي سبق أن أدانه في 34 جناية العام الماضي) بدءا من المحكمة العليا، التي كسر قرارها بإعادة مهاجر مقيم قانونيا ورغم ذلك تم إبعاده قسرا إلى السلفادور وهو ما اعتبر عملية «اختطاف رسمي»؛ مرورا بالمحاكم الفدرالية، التي أعلن أنه لا يحترم قراراتها، وتمثّل حادثة دخول عملاء فدراليين قاعة محكمة واعتقال قاضية بتهمة «مساعدة مهاجر غير شرعي» تطوّرا غير مسبوق في شكل الصراع بين الأجهزة التنفيذية والقضاء.
إحدى النقاط المعبّرة أيضا في هذا الاستطلاع كانت إعلان ثلاثة أرباع المشاركين رفضهم لمشاركة الرئيس في الترشح لولاية ثالثة، وهو ما يمكن أن يُحيل أيضا لقضية التقيّد بالدستور الأمريكي، باعتباره القانون الناظم المؤسس لباقي القوانين، ولكنه يمكن أن يشير إلى قلق الأمريكيين المتعاظم من قرار انتخاب ترامب، ومن التأثيرات الخطيرة التي يمكن أن يمثّلها هذا الشخص.
تبدّت هذه المشاعر عبر مظاهرات اندلعت على مستوى البلاد الأسبوع الماضي، وتصاعد المخاوف بشأن زيادات الأسعار، والغضب من تخفيضات التمويل في كل قطاعات الاقتصاد، وعمليات الفصل الجماعي من مؤسسات الدولة التي يشرف عليها إيلون ماسك، مستشار ترامب والملياردير الأغنى عالميا، والحرب الثقافية التي يقودها داخل المجتمع الأمريكي، وذلك على خلفية من الاضطراب الاقتصادي الذي خلقته قراراته برفع الرسوم الجمركية على مجمل دول العالم، والاضطراب الاجتماعي على خلفية استهداف المهاجرين.
يرى مقال رأي في «كاونتر بنش» أن الولايات المتحدة تواجه انهيارا سيكون من الصعب عكس اتجاهه او احتواء تداعياته، فيما يتساءل مقال رأي آخر في «أوبزرفر» البريطانية إن كان ترامب يعتقد أن دعمه للقتل الجماعي في غزة، وتهديداته بمهاجمة إيران، وقصفه المتهور لليمن، سينهي صراع الشرق الأوسط ويكسبه جائزة نوبل للسلام؟