16 تشرين الثاني يوم الحداد السوري الأعظم!
“المدارنت”..
منذ أن تكونت سوريا الحديثة قبل مائة سنة، ثمة أيام فاصلة، أيام فخار وأيام عار، تمثل علامات فارقة في تاريخها الحديث والمعاصر، من أهمها:
28 ايلول/ سبتمبر 1918، حين تشكلت أول حكومة بعد الانعتاق من سلطة الدولة التركية, وارتفع للمرة الأولى علم الاستقلال بألوانه الأسود والأخضر والأبيض.
3 آذار/ مارس 1920 الاعلان رسميا عن استقلال الدولة السورية، واختيار الأمير فيصل بن حسين ملكا.
28 حزيران/ يونيو 1920 احتلال فرنسا لسوريا.
17 نيسان/ ابريل 1945 اعلان استقلال سوريا عن فرنسا.
30 اذار/ مارس 1949 أول انقلاب عسكري قاده العقيد حسني الزعيم على السلطة الشرعية برئاسة شكري القوتلي وخالد العظم, رئيسيّ الجمهورية والحكومة.
13 آب/ اغسطس 1949، وقع ثاني انقلاب عسكري قاده سامي الحناوي وأعدم الزعيم.
19 كانون الاول/ ديسمبر 1949، قاد الجنرال أديب الشيشكلي الانقلاب الثالث.
29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1951، وقع الانقلاب الثاني للشيشكلي على السلطة المدنية المنتخبة.
25 شباط/ فبراير 1954، قام به قادة الجيش في حلب، وأجبروا الشيشكلي على الاستقالة طوعا ومغادرة سوريا, وأعادوا الحكم للسياسيين المدنيين.
22 شباط/ فبراير 1958، اعلان دولة الوحدة بين سوريا ومصر، بتأييد شعبي كاسح وانتقال مركز السلطة من دمشق الى القاهرة، برئاسة (الزعيم العربي الراحل) جمال عبد الناصر.
28 ايلول/ سبتمبر 1961، انقلاب عسكري بقيادة اللواء عبد الكريم النحلاوي ضد الوحدة مع مصر، أدى الى انفصال سوريا وعودة الدولة السورية.
8 آذار/ مارس 1963، انقلاب عسكري نفذه ضباط مرتبطون بـ”حزب البعث”، بقيادة ميشال عفلق وصلاح الدين البيطار، وأدى الى دخول البلاد في ظل حكم الحزب الواحد للمرة الأولى, وهو حزب “ايديولوجي” يرفض الديموقراطية والتعددية، ويتبنى الشرعية الثورية باسم الرسالة الخالدة وزعمه النضال لاعادة الوحدة مع مصر واقامة الوحدة العربية الشاملة.
23 شباط/ فبراير 1966 انقلاب عسكري نفذه ضباط بعثيون من داخل النظام، يتبنون خطا يساريًا على قيادتهم ورفاقهم، متهمين اياهم باليمينية، وتولي قيادة جديدة يتزعمها صلاح جديد.
5 حزيران/ يونيو 1967 وقوع عدوان “اسرائيل” على الدول العربية الثلاث, واحتلال “اسرائيل” للجولان نتيجة قرار الانسحاب منها، وتركها للعدو بلا قتال بقرار من وزير الدفاع اللواء حافظ الاسد، اتخذه شخصيا بالاتفاق مع عدد محدود من قادة البعث، وبخاصة يوسف زعين ونور الدين الاتاسي.
16 تشرين الثاني/ نوفمبر 1970، اللواء حافظ الاسد، ينفذ انقلابا ضد رفاقه البعثيين ويقصيهم، ويودعهم سجن المزّة حتى ماتوا واحدا بعد آخر، ويؤسّس عهدا جديدا ونظاما يعتمد على (العصبية العلوية)، ويعيد تشكيل الجيش وفقا للفرز الطائفي الصريح ليضمن السيطرة على الدولة, ويبني أجهزة استخبارات عديدة أطلق ايديها في التحكم بالشعب، والسيطرة على جميع مجالات النشاط السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي كافة، ويمارس ابشع انواع ارهاب الدولة, والتنكيل بالمعارضة ويستحوذ على كل مؤسسات السلطة هو وأفراد من عائلته, ويقيم حكما وراثيا داخل (آل الاسد).
من بين جميع تلك الايام الفاصلة في تاريخ سوريا خلال مائة سنة, يتّسم يوم 16 تشرين الثاني/ نوفمبر، بأنه الأسوأ والأخطر والأكثر تدميرا ورجعية، لأنه أعاد سوريا الى حكم القرون الوسطى، وأقام اول نظام حكم طغياني شمولي (توتاليتاري) ونشر الفساد, ومزق النسيج الوطني, وقدم جزءا من تراب الوطن لـ”اسرائيل”, ثم قدم ابنه بشار الاسد سوريا كاملة للإيرانيين، وفتح الأبواب لهم لنشر التشيع واثارة النعرات المذهبية.
وتسبب بقمع الانتفاضة الشعبية المدنية السلمية، واعتمد سياسة القمع والقتل على أوسع نطاق, وأفضى ذلك إلى إشعال الحرب الاهلية وتدمير سوريا كاملة، باستثناء المدن العلوية في الساحل (2011 – ) وهيأ الأوضاع لتقسيم سوريا الى كيانات طائفية وعرقية, ومقتل نصف مليون مواطن وجرح أكثر من مليون, واختفاء ربع مليون في اقبية التعذيب, وتهجير عشرة ملايين سوري, نصفهم الى العالم الخارجي.
في هذا اليوم الاسود المقيت، بدأ حافظ الاسد بناء نظامه الارهابي الطائفي, وبدأ مشروع تدمير سوريا مجتمعا وحضارة واقتصادا.
يوم يستحق أن يكون يوم حداد وطني عام!