1,800 شهيد و4,000 جريح منذ بدء حرب الإبادة في شمالي غزة واعتداءات المستوطنين تتواصل في الضفة الغربية
“المدارنت”..
ضاعف الاحتلال الإرهابي الصهيوني، عمليات القصف الجوي والمدفعي لمناطق شمال قطاع غزة المحاصر، والذي يتعرض للتطهير العرقي والإبادة وسط استمرار عمليات نسف منازل الفلسطينيين بمخيم جباليا شمالا، ومخيم النصيرات وسط القطاع، تزامناً مع تصاعد هجمات قوات الاحتلال على مستشفيات قطاع غزة.
وتدخل حرب الإبادة الإرهابية الصهيونية المستمرة على قطاع غزة، يومها الـ395 على التوالي، حيث تتصاعد المجازر بحق النازحين الفلسطينيين في أنحاء متفرقة من محافظات القطاع، وتتركز في مناطق الشمال المحاصر.
وفي مدينة غزة، شهدت الساعات الأخيرة قصفاً لتجمعات للنازحين في محيط منطقة المثلث وشارع السكة بحي الزيتون، بينما في حي التفاح شرقي غزة ارتقى عدد من الشهداء والجرحى في قصف الاحتلال لمنزل سكني، ولا تزال فرق الإسعاف تحاول إنقاذ مفقودين تحت الأنقاض.
ووسط قطاع غزة، أطلقت الآليات العسكرية التابعة لقوات الجيش العدوّ نيرانها شمال مخيمي البريج والنصيرات، كما استشهاد شخص، وأصيب آخر بجروح خطيرة جراء قصف “إسرائيلي” استهدف منزلًا لعائلة قدوحة في بلوك (C) بمخيم النصيرات، فيما استهدف قصف المناطق الجنوبية الشرقية لمدينة دير البلح.
وجنوبي قطاع غزة، نقلت طواقم الإسعاف خمسة جرحى من منطقة قيزان رشوان جنوب خان يونس، حيث استهدفت غارة لطائرة مسيرة “إسرائيلية” منزلًا، وتم نقل المصابين إلى مستشفى ناصر لتلقي العلاج.
وشمال قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال استهدافها للمرافق الصحية داخل مستشفيات كمال عدوان، والعودة، والإندونيسي التي تعرضت لقصف مباشر، ما ألحق أضرارا كبيرة.
وأفادت مصادر طبية من مستشفى كمال عدوان، أن القصف المدفعي طال أقسام المبيت وحضانة الأطفال، وساحة المستشفى وخزانات المياه، ما أدى إلى إصابة طفل بجروح خطيرة.
كما قصفت مدفعية الاحتلال محيط مستشفى العودة في مخيم جباليا، فيما أطلقت طائرة مسيرة صهيونية النار تجاه بوابة مستشفى الأندونيسي وجدرانه في بلدة بيت لاهيا، مما أثار الذعر بين المرضى وفرق الرعاية الصحية.
ويأتي ذلك فيما تستمر حملة إبادة الشمال التي ينفذها الاحتلال منذ عدة أسابيع لإجبار السكان على التهجير القسري وترك منازلهم وأراضيهم تمهيداً لتحقيق ما يسمى خطة “الجنرالات”.
وفي هذا الصدد، قال الدفاع المدني في قطاع غزة: إن أكثر من 100 ألف فلسطيني محاصرين في محافظة شمال غزة وسط انعدام تام للغذاء والدواء.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة الرائد محمود بصل، في مؤتمر صحفي، أن أكثر من 60% من المحاصرين أطفال ونساء.
وأكد أنه “لا وجود لأي علاج طبي في شمال القطاع وللأسف، العالم الذي يتحدث عن الديمقراطية يترك غزة تُذبح”.
1,800 شهيد فلسطيني و4,000 جريح
منذ بدء حملة الاحتلال شمال غزة
بدوره، وثق المكتب الإعلامي الحكومي استشهاد أكثر من 1,800 فلسطيني وجرح 4 آلاف آخرين ومئات المفقودين نتيجة العدوان المتواصل على الشمال، علاوة على تدمير جميع مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة وإخراجها عن الخدمة، واستهداف طواقم الدفاع المدني واعتقال بعضها وإخراجه عن الخدمة أيضاً.
وأوضح الإعلام الحكومي في بيان صحافي أن محافظة شمال قطاع غزة، صارت محافظة منكوبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، بعد تدمير البنية التحتية وشبكات المياه وشبكات الصرف الصحي وشبكات الطرق والشوارع.
وكشف الإعلام الحكومي عن منع الاحتلال وصول 3,800 شاحنة مساعدات وبضائع من الدخول إلى محافظة شمال قطاع غزة، وتعمًد تجويع قرابة 400 ألف إنسان بينهم أكثر من 100 ألف طفل، منع عنهم الطعام والماء والدواء وحليب الأطفال.
ودان الإعلام الحكومي ارتكاب الاحتلال هذه الجرائم ضد الإنسانية، والمجازر والإبادة الجماعية التي استهدف فيها عشرات آلاف المدنيين والأطفال والنساء عن عمد ومقصود في محافظة شمال قطاع غزة.
وحمل الاحتلال والإدارة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا والدول المشاركة في الإبادة الجماعية؛ كامل المسؤولية عن استمرار حرب وجريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني، وضد محافظة شمال قطاع غزة على وجه الخصوص التي تعرضت للإبادة والقتل الممنهج.
كما طالب المجتمع الدَّولي وكل المنظمات الأممية والدولية بالقيام بدورها المنوط بها، والالتزام بتعاليم القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني من خلال تقديم الخدمة الإنسانية والصحية والإغاثية والحماية المدنية لكل المستشفيات والمؤسسات والأحياء السكنية المدنية.
ودعا إلى الضغط على الاحتلال بكل الوسائل والطرق لوقف الجرائم الفظيعة والوحشية التي يرتكبها ضد الإنسانية، ووقف جريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين العُزّل في قطاع غزة، وفي محافظة شمال قطاع غزة على وجه التحديد.
المستوطنون يحرقون 20 مركبة للفلسطينيين
اعتقالات واعتداءات منواصلة في الضفة الغربية
من جهة ثانية، شنّت قوات العدوّ الإرهابي الصهيوني، عمليات اعتقال واسعة طالت نحو (12) فلسطينيا، بينهم أسرى سابقون وطفل خلال اقتحامها مدن وبلدات الضفة الغربية والقدس المحتلة صباح اليوم الاثنين 4 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وقد ترافقت الاقتحامات مع عمليات اعتداء ارتكبها عصابات المستوطنين بحق ممتلكات الفلسطينيين وخط شعارات عنصرية على جدران حي من الأحياء الفلسطينية.
وشهدت مدينة قلقيلية حالة من التوتر، عقب اقتحام قوات الاحتلال “الإسرائيلي” وآلياته العسكرية لبلدة عزون شرقي المدينة، حيث دهم جنود الاحتلال منزلاً ومتجراً، وعبثوا بمحتوياتهم ما أدت إلى تضرر الممتلكات.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة كفر ثلث وقرية سنيريا جنوبي قلقيلية، وأطلقت قنابل صوتية بكثافة لترهيب الفلسطينيين، واعتقلت اثنين من الشبان الفلسطينيين من قرية جيت شرقا، وذلك بعد مداهمة وتفتيش منزليهما.
وفي مدينة البيرة، أقدم عشرات من عصابات المستوطنين على إضرام النيران في 20 مركبة بعد اقتحامهم المنطقة الصناعية، وأحرقوا مركبات كانت متوقفة أمام المنازل حيث أحدثت أَضراراً أيضاً بجدران بعض المنازل، وحينما حاول الأهالي الخروج، أطلق المستوطنون الرصاص ثم انسحبوا.
كما أحرق مستعمرون مركبة في بلدة دير دبوان شرق رام الله، وخطوا شعارات عنصرية على جدار استنادي.
ومنذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تصاعدت اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، وشملت القتل بالرصاص وحرق المنازل والسيارات واقتلاع الأشجار ومنع المزارعين من العمل في حقولهم.
وقالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية إن قوات الاحتلال والمستوطنين نفذوا 1,490 اعتداء في الضفة الغربية خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي مدينة القدس، اعتدت قوات الاحتلال على شاب بالضرب المبرح ما أدى إلى إصابته برضوض وكدمات، وذلك خلال مروره بدراجته النارية على حاجز جبع العسكري شمال القدس المحتلة.
وفي السياق، أبلغ الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع إصابة شاب بالرصاص الحيّ في الفخذ في منطقة وادي الحمص بين القدس وبيت لحم.
ومن مدينة الخليل، دهمت قوات الاحتلال بلدة بيت أمر شمال الخليل، وفتشت عدة منازل، واعتقلت خمسة من الشبان الفلسطينيين من داخل منازلهم.
وبحسب مصادر محلية، توغلت قوات الاحتلال معززة بآليات عسكرية في عدة أحياء في البلدة، وخصوصا حي عصيدة ومثلث الزرعي، واقتحمت عدة منازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها.
وفي الصدد ذاته، تعمد جنود الاحتلال إلقاء قنابل الصوت خلال دهم منزل الأسير وحيد حمدي أبو مارية، واعتدوا بالضرب على عدد من الفلسطينيين في البلدة، واستولوا على أربع مركبات.
كما واصلت قوات الاحتلال إحاطة مداخل الخليل وبلداتها وقراها ومخيماتها بالحواجز العسكرية، وأغلقت عددا من الطرق الرئيسية والفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية.