47 شهيداً وعشرات الجرحى في قصف إرهابي صهيوني على غزّة.. والاحتلال يقلّص “المناطق الآمنة” في القطاع!
“المدارنت”..
واصلت قوات العدوّ الإرهابي الصهيوني، عدوانها فجر اليوم، السبت، الواقع فيه 24 آب/ أغسطس، على عدة مناطق وسط وجنوب قطاع غزّة، الأمر الذي أدّى إلى استشهاد 47 فلسطينياً على الأقل، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة.
واستهدفت قوات الاحتلال، منزل عائلة كلخ في حيّ الأمل غرب خان يونس، مما أسفر عن استشهاد 11 فرداً من العائلة، كما استهدفت الغارات منطقة الكتيبة وسط المدينة، مما أوقع 11 شهيداً آخرون.
وأكدت مصادر طبية نقل جثامين 32 شهيداً إلى مستشفى ناصر الطبّي في خان يونس، جنوب قطاع غزة، منذ فجر اليوم، نتيجةً للهجمات الجوية والقصف المدفعي الصهيوني الذي استهدف مناطق متفرقة في المدينة.
وأطلقت آليات الاحتلال وطائراته المسيرة النار على خيام النازحين، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني واحد على الأقل وإصابة آخرين بجروح.
كما أفادت مصادر محلية في خان يونس، بانتشال جثامين 12 شهيداً من مدينة حمد عقب انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة صباح اليوم، حيث كان الاحتلال قد استهدف هؤلاء الشهداء قبل عدة أيام، ومنع الوصول إليهم، فيما لا تزال عمليات البحث وانتشال المزيد من الضحايا متواصلة.
وفي مدينة رفح جنوب القطاع، تمكنت فرق الإنقاذ والدفاع المدني من انتشال جثث ثلاثة شهداء من تحت الأنقاض، وسط صعوبات كبيرة في الوصول إلى العشرات من الشهداء والجرحى الذين ما زالوا محاصرين تحت ركام المنازل المدمرة.
ولم تقتصر الغارات الإرهابية الصهيونية على الجنوب، فقد استهدفت طائرات الاحتلال أبراج عين جالوت بمخيم النصيرات وسط القطاع، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين على الأقل وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
كما شنت الطائرات الحربية المعادية، غارة على مجموعة من الفلسطينيين في منطقة أبو عريف شرق دير البلح، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء.
وفي سياق الهجمات، أطلقت طائرات الاحتلال المسيرة النار على خيام النازحين شرق دير البلح، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة خمسة آخرين، كما قصفت مدفعية الاحتلال منطقة حكر الجامع بدير البلح، مما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بجروح متفاوتة.
تأتي هذه الغارات في إطار تصعيد عسكري جديد يضاف إلى سلسلة الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على قطاع غزة، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية وتصاعد أعداد الشهداء والجرحى.
قوات العدوّ الصهيوني تقلص المناطق الآمنة في قطاع غزّة
من جهة ثانية، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، “تقليص الاحتلال الإرهابي الصهيوني للمناطق التي يدّعي أنها “إنسانية آمنة” في القطاع، لتصل إلى 35 كلم مربع فقط، أي ما يعادل 9.5% من إجمالي مساحة القطاع.
وأوضح أن “هذا التقليص هو الأخير في سلسلة من الإجراءات التي بدأت مع الاجتياح الصهيوني البري لقطاع غزة، مطلع نوفمبر 2023، وحينها، أجبر الاحتلال مئات الآلاف من المدنيين في شمال القطاع على النزوح إلى المناطق الجنوبية، بزعم أنها “مناطق إنسانية آمنة”.
ولفت الى أنّه “في تلك الفترة، كانت المساحة المخصصة لهذه المناطق تبلغ 230 كلم مربع، ما يعادل 63% من مساحة القطاع، وكانت تضمّ أراضي زراعية ومرافق تجارية واقتصادية وخدماتية تصل مساحتها إلى 120 كلم مربع”.
ومع استمرار العمليات العسكرية، واصل الاحتلال تقليص هذه المناطق ففي مطلع ديسمبر 2023، قلّص الاحتلال المساحة إلى 140 كلم مربع، أي 38.3% من إجمالي مساحة القطاع، لتشمل مساحات زراعية ومرافق اقتصادية وتجارية وخدماتية.
وفي مايو 2024، عقب اجتياح محافظة رفح، تم تقليص المناطق “الإنسانية” إلى 79 كلم مربع، أي ما نسبته 20% من مساحة القطاع، مع استمرار احتوائها على أراضٍ زراعية ومرافق خدماتية وتجارية واقتصادية.
واستمر هذا الاتجاه في منتصف يونيو 2024، حيث تم تقليص المساحة إلى 60 كلم مربع فقط، ما يعادل 16.4% من مساحة القطاع، شملت مساحات طرقات وشوارع وخدمات ومرافق زراعية ومقابر، وهي مناطق غير صالحة للإيواء الآمن، حسبما بيّن الدفاع المدني في بيانه.
وتابع: أنّه في منتصف يوليو 2024، انخفضت المساحة إلى 48 كلم مربع، أي 13.15% من مساحة القطاع، مع استمرار تضمينها لمساحات ومرافق خدماتية وتجارية واقتصادية.
وفي أحدث تقليص خلال شهر آب/ أغسطس الجاري، تراجعت المساحة المخصصة لما يسمى بـ”المناطق الإنسانية الآمنة” إلى 35 كلم مربع، بما يعادل 9.5% فقط من إجمالي مساحة القطاع، وشملت هذه المناطق حوالي 3.5% فقط من المساحات الزراعية والخدماتية والتجارية.
وأشار الدفاع المدني، الى أن “هذا التقليص المتواصل يعكس حجم الخطر الذي يواجه المدنيين في قطاع غزة، الذين يجدون أنفسهم مُحاصرين في مساحات ضيقة، تُعرض حياتهم للخطر بشكل متزايد مع استمرار الاعتداءات “الإسرائيلية”.