أجهزة اتصالات “حزب الله” وكيفية اختراقها وتفجيرها..!
“المدارنت”..
في حادثة هي الكبرى من نوعها منذ بدء التصعيد “الإسرائيلي” على جبهة لبنان في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، اخترق الاحتلال “الإسرائيلي” أجهزة بيجر تابعة لعناصر حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق في الجنوب، ومن ثم فجّرها، وهو ما أدى إلى وقوع آلاف الإصابات، وسط صعوبة في إحصائها حتى هذه اللحظة. ماذا قيل حتى الساعة عن أجهزة البيجر التي يمتلكها عناصر حزب الله؟ وكيف انفجرت؟
أجهزة “البيجر”
ذكر بيان أولي لحزب الله أنه “قرابة الساعة 03:30 من بعد ظهر يوم الثلاثاء 17-09-2024 انفجر عدد من أجهزة تلقي الرسائل المعروفة بالبيجر” والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله المختلفة، وقد أدّت هذه الانفجارات غامضة الأسباب حتى الآن إلى استشهاد طفلة واثنين من الإخوة وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة”. وأضاف: “تقوم الأجهزة المختصة في حزب الله حالياً بإجراء تحقيق واسع النطاق أمنياً وعلمياً لمعرفة الأسباب التي أدّت إلى تلك الانفجارات المتزامنة، وكذلك تقوم الأجهزة الطبية والصحية بمعالجة الجرحى والمصابين في عدد من المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية”.
بدورها، قالت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، في بيان، إنّ “أجهزة اتصالات لاسلكية من أنواع معينة تعرّضت في عدد من المناطق اللبنانية، ولا سيما في الضاحية الجنوبية، للتفجير، مما أدى إلى سقوط إصابات”.
إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية تحدثت لوكالة رويترز أن أجهزة الاتصال التي انفجرت في لبنان هي “أحدث طراز يجلبه حزب الله في السنوات القليلة الماضية”. فيما نقلت وكالة أسوشييتد برس عن أشخاص قالت إنهم مطلعون، أن أجهزة الاتصالات المتضررة “كانت من شحنة جديدة تلقتها جماعة حزب الله، في الأيام الأخيرة”، وتكهّنوا بأن “برامج ضارة ربما تسببت في تسخين الأجهزة وانفجارها”. وقال مسؤول للوكالة إن بعض الأشخاص شعروا بارتفاع حرارة أجهزة النداء وتخلصوا منها قبل انفجارها.
بدورها، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر أمنية لم تحددها أن الأجهزة التي انفجرت استوردها حزب الله قبل ثلاثة أشهر.
هل سُخّنت البطارية فانفجرت؟
و”زير الداخلية اللبناني السابق” مروان شربل، قال لـ”العربي الجديد” إنّ جهاز البيجر من التقنيات القديمة الموجودة، وهو لا يستخدم فقط من عناصر حزبية، بل يمكن أن يكون موجوداً بأيدي العديد من المواطنين وفي قطاعات مختلفة، خصوصاً الطبية منها. وأشار شربل إلى أنّه “بمجرد أن تُعلَم الموجة العائدة للجهاز، يتم تحميلها بأكثر من قدرتها، عندها تنفجر البطارية، وهو ما حصل وأدى إلى إصابات العديد من المواطنين، وليس فقط من عناصر حزب الله، إذ إنّ كلّ شخص يحمل جهازاً كهذا ممكن أن يكون قد أصيب في العملية”.
ولفت شربل إلى أنه “لا شكّ أن ما حصل عمل إسرائيلي إرهابي طاول عناصر من حزب الله ولبنانيين ومدنيين أصيبوا في مختلف المناطق اللبنانية، بقاعاً وجنوباً وفي بيروت”، مشيراً إلى أن “هناك تحقيقات طبعاً ستحصل لمعرفة كيف حصل الخرق، ويبقى الترقب لتداعيات العملية عسكرياً في ظلّ الحرب الدائرة بين حزب الله وإسرائيل”.
هل أعطى المصنّع التعليمات؟
لكن “وزير الدفاع اللبناني السابق” يعقوب الصراف، استبعد أن يكون تفجير جهاز الاتصال المحمول البيجر خرقاً سيبرانياً، مشيراً إلى أنه “مقتنعٌ بأنّ هذا النوع من المعدات لديه شيفرة مرمزة من قبل صانعها، لضمان إمكانية تفجيرها بموجب مفتاح معلوماتي يدعى (Back door) يسمح للمُصنع بالولوج وإعطاء التعليمات لتفجير الجهاز”.
أضاف: “أستنتج مما أعلاه أن العدو قد أعطي هذه الشيفرة واستعملها لاقتراف جريمته المروعة هذه”. وقال الصراف لـ”العربي الجديد”: “قد يكون هناك أكثر من جهاز، لكننا أمام مصنّع واحد، مع الإشارة إلى أنه يمكن أن يكون ضمن خاصية الأجهزة ما يدعه يحترق أو ينفجر في حال أرسل إليه الأمر”.
متفجرات مزروعة؟
سيناريو آخر، عرضه عميل الاستخبارات الأميركية السابق، إدوارد سنودن، مرجحاً أن يكون سبب انفجار أجهزة اتصالات حزب الله “هو متفجرات مزروعة وليس عملية قرصنة. لماذا؟ بسبب الإصابات المتتالية الخطيرة للغاية، إذ إنه لو كانت المشكلة مرتبطة ببطاريات محترقة، فعندها كان يتوقع حصول المزيد من الحرائق الصغيرة”. وقال إنّ ما فعلته إسرائيل بغض النظر عن الطريقة، تهوّر، فقد فجّرت عدداً غير محدود من الأشخاص، منهم من كان يقود السيارة (ما يعني خروج سيارات عن السيطرة)، (ومنهم) يتسوق (وأطفالهم في العربات يقفون خلفهم في خط الانتظار)، إلخ. أمر لا يمكن تمييزه عن الإرهاب”.
كيف يعمل البيجر؟
يشرح أحد مسؤولي وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، طريقة عمل البيجر، مشيراً إلى أن أجهزة اللاسلكي التي انفجرت مع قادة وعناصر الحزب سواء في سورية أو لبنان هي من نوع “البيجر”، وهو جهاز اتصال لاسلكي يستخدم لإرسال إشارات أو رسائل نصية قصيرة إلى مستلم محدد.
وأوضح المصدر، أن فكرة جهاز نداء لاسلكي ظهرت لأول مرة في السبعينيات، وكانت تستخدم بشكل أساسي في المجال الطبي والعسكري، وتطورت تقنية جهاز نداء لاسلكي مع مرور الوقت لتشمل استخدامَه في مجالات متعددة مثل الأعمال والاتصالات الشخصية.