مقالات

أريد ومضة عِزٍّ.. (مطلب الإنسان العربيّ)

د. أيمن أحمد رؤوف القادري/ لبنان

“المدارنت”..
1
أنا الضَّعيفُ، شِغافُ القَلْبِ في صَخَبِ
واليأسُ يَحصُرهُ في أضيَقِ الشُّعَبِ

أنا الضَّعيفُ، ذِئابُ الْـحَقْلِ تَنْهَشُني
ودُودةُ الأَرْضِ بَعدَ الْمَوتِ تَهْزَأُ بي

أنا الْفَتى العَرَبيُّ، الكَوْنُ يَـحْقِرُني
جِنْحي مَهيضٌ، وأَضْلاعي بِلا نَسَبِ

ما قِيمتي؟ أيُّ شَيءٍ مُرجِعٌ صُحُفًا
كالشَّمْسِ كانَتْ تُناجي عَالَـمَ الْعَرَبِ؟

كُلٌّ يَدُوسُ شَرايِـيني يُقَطِّعُها
كُلٌّ يُوَزِّعُ أَوْصالي علَى الهِضَبِ

كُلُّ يُشَرِّدُني في خَيمَةٍ مُسِخَتْ
حَقيبةً خَلْفَ ظَهْرٍ ناءَ بِالكُرَبِ

كُلُّ يُحاصِرُني حِينًا، ويَأْسِرُني
حينًا، ويَرمِيني إلى الْحَطَبِ

2
أُريدُ وَمْضةَ عِزٍّ في دُجَى عُمُري
تَقُولُ لِلصُّبْحِ: سُلَّ الْـخَيْطَ مِنْ ذَهَبِ

أُريدُ صَولةَ سَيْفٍ يَشْتَفي جَسَدِي
بِها مِنَ الذُّلِّ والكابُوسِ والنَّصَبِ

ضَجِرْتُ مِنْ نَفَقي، مِنْ لَوْنِ أَقْبِيَتي
ومِنْ سُجونٍ تُـحاكي أَضْيَقَ الْعُلَبِ

ضَجِرْتُ مِنْ دَمْعِ أُمِّي، واسْتِغَاثَتِها
وَمِنْ رُهابِ ابْنَتي في لَحْظَةِ الْهَرَبِ

أُريدُ بَعْضَ حياةٍ، باتَ يَمْلِكُها
كُلُّ الأَنامِ، فَهَلْ بَالَغْتُ في طَلَبي؟

3
أَتَسْمَعُ الصَّوتَ مِنْ أَعْماقِ حَنْجَرَتي
يا دُمْيةً حُشِيَتْ بالقُطْنِ والزَّغَبِ

ألا تَرى الـنَّحْرَ في أَعْنَاقِ عائِلَتي
يا حاكِمًا ما دَرَى ما قِيمَةُ الشَّنَبِ؟

أنا الَّذي نَظَرَ الأَعْمى إلى أَلَمِي
وأَسْمَعَتْ كَلِماتي يابِسَ الْـخَشَبِ

فادفِنْ رُفاتَكَ في أَرْضٍ تُنَكِّرُها
فالْبَحْثُ عَنْهُ غَدًا مِنْ أَعْظَمِ الأَرَبِ

4
متى تُطيحُ رُعودُ الأُفْقِ بالسُّحُبِ؟
متى تَضِجُّ صُخُورُ الأَرْضِ بالغَضَبِ؟

مَتَى تُحَرِّقُ شَوكَ الشَّرِّ صاعِقةٌ
مِنْ نَسْلِ كُلِّ الرُّجُومِ الـحُمْرِ والشُّهُبِ؟

متى تُدَمِّرُ يُمنى قَبْضَتي جَبَلًا
أَرادَ خَنْقَ سُهُولي واخْتِطَافَ أَبي؟

متى تُزلزِلُ مَيدانَ العِدَا قَدَمي
وتَقْذِفُ الْعَينُ مِنِّي أَلْسُنَ اللَّهَبِ؟

متى يَفُورُ دَمُ الإِنْسانِ في نُسُغِي
حتَّى أُجَنَّ، وأَرْمي مِنْ يَدي كُتُبِي؟.
=======

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى