أهالي بلدة مدوخا/ راشيا يتوافقون على تزكية المجلس البلدي والهيئة الإختيارية

محمد حمّود/ “المدارنت”
بعد سلسلة طويلة من اللقاءات المتكررة والنقاشات الشاقة، توصّل أهالي بلد مدوخا/ قضاء راشيا، على غير العادة، الى صيغة توافقية تقضي بتزكية وبإيصال عدد من أبناء البلدة، يمثلون أهالي البلدة حصرًا، الى مجلس بلدي متجانس مستقل، ومختارين (2) وأعضاء الهيئة الإختيارية في البلدة، بعيدًا من القوى الحزبية والسياسية وتأثيرها.
وعلم “المدارنت”، أن رئيس المجلس البلدي السابق في بلدة مدوخا/ راشيا، مؤسّس ورئيس “اتحاد بلديات قلعة الاستقلال”/ راشيا الأستاذ أحمد ذبيان، لعب دورًا كبيرًا في جمع شمل العائلات، الذين كانوا يخوضون غمار الإنتخابات البلدية، بخلفيات متعددة.
وبعد سلسلة متواصلة من لقاءات الأستاذ ذبيان، مع المهتمّين من عائلات البلدة، أكد للجميع أنه بعد توليه رئاسة المجلس البلدي في البلدة، وتأسيسه وترؤسه “اتحاد بلديات قلعة الاستقلال”/ راشيا، وبعد أن تولّى لاحقًا أحد أبناء عائلة ذبيان، رئاسة المجلس البلدي، قرّرت العائلة عدم خوض الإنتخابات البلدية والإختيارية، وذلك إفساحًا في المجال أمام بقية العائلات، انطلاقًا من إيمانه وعائلته بمبدأ المداورة، ومن أجل تجنيب البلدة “معركة إنتخابية” كانت سابقاتها تخلّف الخلافات والأحقاد والمشكلات التي لا تعدّ ولا تحصى، ومن أجل إبعاد البلدة عن “سموم المواجهة” والحساسيات، وكل ما يسيء الى البلدة وأهاليها، من سلبيات ومناكفات وأحقاد ومشكلات لا طائل منها، والخروج بـ”لائحة بلدية توافقية” تحوز على ثقات أبناء البلدة، ودعمهم ومؤازراتهم، قادرة على تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم الى مستقبل واعد للبلدة، وأهاليها المقيمين والمهاجرين على السواء.
يذكر أن ممثلي العائلات الذين كانوا يخوضون النقاش مع الأستاذ أحمد ذبيان، وسبل إخراج التوافق على “لائحة تزكية”، أصرّوا على تمثيل آل ذبيان، وعدم إستبعادهم من المجلس البلدي، أو الهيئة الإختيارية.
ذبيان يشكر محمد مرعي على جهوده
وفي السياق نفسه، كتب السيد أحمد ذبيان عبر صفحته الخاصة على منصة “ميتا/ فيسبوك”: “ولا تَبخَسوا الناسَ أشياءَهُم”، صدق الله العظيم.
لا يمكن أن تمرَّ هذه اللحظة التاريخيّة في حياة مذوخا دون أن نوَجِّه تحيّة إجلال وإكبار للسيِّد محمد علي مرعي على موقفه النبيل الذي لا يُقَدَّر بثمن، في وضع اللمَسات الأخيرة على الصيغة النهائيّة للتوافق والوفاق والاتّفاق الذي خلّص البلد من انتخاباتها الحادّة التي كانت ستشعل نار الحقد والضغينة للآتي من السنين..
لذلك، باسمي وباسم الكثيرين من أهالي مذوخا والمنطقة أشكر هذا الرجل الشهم وأدعو لوالده “أبو مرعي” بالرحمة والغفران والفوز بمقعد في جنّة الرحمن .
أخي الصغير محمد : أنت مثال للتضحية والإيثاريّة والتقوى .
أخيرًا ، أبارك لمذوخا برجالاتها الناجحين المنتشرين في كثير من أصقاع الأرض وأعلن بأنّني فخور بالانتماء إلى هذه البلدة التي خرج من بين أزقّتها رجال يملأون مواقعهم أينما حلّوا وارتحلوا..
أعضاء “اللائحة التوافقية” في مدوخا
تمّ التوافق على تزكية السادة:
بشر موسى رئيسًا لفترة 3 سنوات، يليه جميل برعط رئيسًا لـ3 سنوات أخرى، على أن يتولّى ماجد ذبيان موقع نائب الرئيس في الفترة الأولى، وموسى موسى يتولى موقع نائب الرئيس للفترة الباقية.
كما تمّ التوافق على السادة:
عدنان حمّود عضو في المجلس البلدي وممثل البلدية في “اتحاد بلديات قلعة الاستقلال”/ راشيا”
عبد المحسن يوسف عضو في المجلس البلدي ويكلّف بأمانة الصندوق
والسادة: قاسم شمس، قاسم ذبيان، أسامة عبد الحميد، بهاء عساف، صلاح عمر وأيمن برعط أعضاء.
كم تمّ التوافق على تزكية السيّدين عمر ذبيان وحسين يوسف، لموقعيّ المختارين في البلدة، ومحسن موسى وبشار النعساني وزياد عبد الحميد لعضوية الهيئة الإختيارية في البلدة.

والجدير بالذكر، أن عددًا كبيرًا من أبناء بلدة مدوخا، يعيش خارج لبنان، وبخاصة في كندا، وكان هؤلاء يحضرون الى البلدة في مواسم الإنتخابات البلدية، ويصرفون الكثير من الأموال (تذاكر سفر ومصاريف إقامة وغير ذلك)، كما كانت تُصرف الأموال الطائلة من قبل المُرشّحين لمصلحة بعض المهاجرين من أبناء البلدة، من أجل إحضارهم الى لبنان، والإقتراع لصالح هذا المرشخ أو ذاك، في سبيل إنجاحه، من أجل أن تتمثل هذه العائلة أو تلك في المجلس البلدي، وربما كانت تصرف مئات الآلاف من الدولارات أو بضعة ملايين، من أجل خوض معركة الإستحقاق البلدي، على الرغم من أن مدوخا بلدة ريفية بإمتياز، شأنها شأن غالبية القرى والبلدات اللبنانية النائية.
والسؤال الدائم والمشروع، هو: هل يستطيع أهالي البلدات والمدن والقرى اللبنانية تجنّب خوض الصراعات والمشكلات التي تواكب العملية الإنتخابية، والوصول الى صيغة توافقية كما حصل في بلدة مدوخا، “المَحسودة” على توافق أبنائها وسعيهم الى تزكية مجلسهم البلدي المقبل؟!