أهالي تربل/ الضنية والقرى المجاورة في الشمال يقفلون الطرقات احتجاجا على فتح مكب البلدة للنفايات ونهرا يؤكد السير بالمطمر
//تربل ـ الضنية// “المدارنت“..
ما تزال قصية استخدام مكب النفايات في تربل/ التابعة لقضاء المنية ـ الضنية في محافظة الشمال تتفاعل سلبياً، خصوصا بعد ان رفض اهالي المنطقة استئناف رمي النفايات في المكب المذكور بناء على طلب وزارة الداخلية.
وعمد عدد من اهالي القرى المجاورة للمكب في تربل، الى قطع الطرقات ومنع شاحنات حاولت التوجه الى المكب، خصوصا في منطقة علما، حيث اقفل مخاتير البلدة وأعضاء المجلس البلدي الطريق أمام شاحنات مُحملة بالنفايات حاولت التوجه الى مكب تربل.
وانتشرت قوات من الجيش اللبناني في محاولة لمنع المعتصمين من إقفال الطرقات أمام شاحنات النفايات.
من جهته، ترأس محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا احتماعا في في سراي طرابلس، شارك فيه مستشار وزير البيئة شاكر نون، قائمقاما زغرتا والضنية إيمان الرافعي ورلى البايع، رئيس قسم المحافظة المكلف ملف بلديات الشمال لقمان الكردي، وعدد كبير من رؤساء الاتحادات والبلديات، وخبراء من وزارة البيئة. وبحث المجتمعون في مسار خطة النفايات التي أعدتها وزارة البيئة، لا سيما في مطمر تربل وسائر المطامر الشمالية.
وقال نهرا: “نعلم جميعا بالازمة الكبيرة التي نمر بها، وخصوصا في مناطق المنية الضنية زغرتا والكورة، اما بشري فالامور تبشر بالحل، وبسبب هذه الازمة نحن مضطرون للجوء الى مطمر تربل الذي تم البدء فيه، ونشهد بعض الاعتراضات في مختلف الطرق وخصوصا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد الاعتداء على المرأة في تربل، الامر الذي رفع الوتيرة في طرابلس والجوار.
ولفت الى أنه “تلقينا منذ ثلاثة أيام قرارا من وزيرة الداخلية بالسير في مطمر تربل وبلغنا الامر لقوى الامن الداخلي، ونحن كادارة وبلديات واتحاد بلديات مستمرون في تنفيذ القرار حتى الآن، في انتظار اي تطور سياسي او حكومي، فنحن في النهاية ننفذ القرار السياسي من قرارات الحكومة وقرارات وزارة الداخلية الى قرارات الوزارات المختصة، وحتى الساعة، كما صرح ممثل وزير البيئة، هذا المطمر هو الاقل ضررا، وعملي لانه بعيد عن الناس، وسيبنى له عازل وسنتبع طريقة طمر النفايات تفاديا لانتشار الروائح، لذلك لا حاجة الى الاعتراضات التي نشهدها اليوم، فهي دون مبرر”.
وختم: “نأمل ان نستمر بالعمل في هذا المطمر لتفادي مشكلة النفايات التي تشكل عبئا كبيرا علينا وعلى اهالي المناطق المتضررة، وخصوصا بعد انتشار بعض الامراض، واليوم بدعوة من وزارة البيئة نود أن نجمعكم بحضور الاستاذ شاكر نون لشرح خطة النفايات، ولكن نحن يهمنا ان نبني معامل لفرز النفايات والتوعية على الفرز من المصدر ولكن الاولوية لدينا اليوم هي انتشال النفايات من الطرقات ونقلها الى مطمر مؤقت لحين العمل بشكل عملي وعلمي على حل لهذه المشكلة بشكل جذري”.
ثم شرح نون كيفية تنفيذ الخطة وإزالة المعوقات من أمامها، ضمن الشروط البيئية والصحية، وقال: “بطلب من وزير البيئة نجتمع اليوم لتبديد بعض الهواجس التي تواجه الاهالي، وبناء على متابعتنا لهذا الامر اقول هناك الكثير من الظلم والمغالطات المبنية على مغالطات، لذلك اتمنى من الجميع ان يحكموا ان كنا نسير في الطريق الصحيح ام لا فلسنا مستعدين ان نراهن بمصداقيتنا ونرمي بانفسنا الى المجهول، ونحن نتابع هذه الازمة بالتعاون مع رؤساء البلديات واتحاد البلديات فهم من يواجه عتب الناس وغصبهم وهواجسهم”.
أضاف: “خطتنا مدروسة بخطوات واضحة، لكننا نعلم جيدا ان المشكلة هي مشكلة ثقة وعلينا اليوم ان نعمل بجهد لاعادة ثقة الناس بنا، واتمنى اليوم ان يصمد الجميع ونخرج من هذا الاجتماع كفريق عمل موحد ، فخطة وزارة البيئة تقدمت في حزيران وتأخر مجلس الوزراء في بتها، ولكن السؤال كيف لنا نواجه المشاكل التي تعترضنا بوجود قوانين تؤخر اعمالنا”.
وتابع: “هناك ثلاثة عروض، منها مطمر تربل الذي تم اختياره ضمن شروط وأسباب بيئية مدروسة بشكل عملي وصحي، ورغم ان قرارنا الاول كان مطمر الفوار لاسباب هندسية ومالية، وبحسب دراسات علمية وبيئية، أفضل حل اليوم لحل ازمة النفايات التي عمت شوارع لبنان هو اللجوء الى مطمر صحي، كما حصل في مطمر النورماندي الذي تحول اليوم لمطاعم وصالات أعراس والمعروف بالبيال، وسبق أن طلبت من مجموعة من الاهالي والنساء ان نقوم بجولة في منشآت المعالجة، ولكن اليوم هناك عداوة بين المواطن والصناعة التي تعتبر الحل الامثل، ونحن كوزارة بيئة نضمن صناعة جيدة، وبالنظر الى التحارب السابقة في مطمر برج حمود ومطمر الناعمة الذي ينتج كهرباء لست قرى منذ سبع سنوات، ولكن مشكلتنا نحن اننا نعمل تحت ضغط كبير”.
وأردف :” هناك 940 مكبا عشوائيا كما اشار وزير البيئة، هذا ما يعني مزبلة وحرائق تجتاح لبنان، واليوم خطة وزارة البيئة انشاء 25 مكبا صحيا وموزعين على كل لبنان بدل من 940، أوليس هذا الرقم انجازا كبيرا؟ ومشكلتنا ان اول مصنع اقيم في الشمال هو في قضاء المنية الضنية، وهذا كان المشروع الاول بانجاز اتحاد بلديات الضنية التي قدمت ارضا لانشائه والامر اخذ اكثر من سنتين لانجاز المعاملات القانونية، وبعد ان انتهى الترخيص واخذ الموافقة من الحكومة السابقة ذهب الى الحكومة الحالية بزيادة بعض التعديلات وسلسلة شروط لا تنتهي من قبل لجنة وزارة البيئة، ورغم كل هذا نفذت الشروط وتم الموافقة على الترخيص ولكن بالامس خرجت معارضة من قبل بلدية عزقي اعتراضا على موقع المصنع”.
وقال: “ليس كما يشاع بان حل ازمة النفايات سيكون على حساب تربل بل نحن لدينا 5 مواقع اخذت موافقة وزارة البيئة بداية في منطقة الكورة (بصرما)، كفرحزير، زغرتا (كفريا)، الضنية (عزقي) وبشري لديهم ارض صناعية في بصرما واهل المنية لديهم المعمل ولكن هناك بعض المشاكل التي سيتم حلها”.
أضاف: “مطمر تربل أخذ موافقة لانه يتمتع بارض شاسعة وبعيدة عن الاماكن السكنية نسبيا وعدد المعارضين لهذا المطمر اقل نسبيا من الاماكن الاخرى ولكن هذا لا يمنعنا اننا نعمل على مباشرة وتسريع العمل في المواقع الخمسة التي سيتم فيها انشاء معامل صحية، ونحن ندرك الحساسية بين المناطق في موضوع النفايات وسنعالجها، فزغرتا والضنية مستعدتان ان تأخذا كل نفايات الاقضية بعد تجهيز المعامل وهذا يدل على تصرف مسؤول”.
وكانت هنالك أسئلة من المشاركين، عبروا فيها عن هواجسهم ومخاوفهم من استحداث المطامر لما تحمله من أضرار صحية وبيئية، فتمت الإجابة عليها من قبل المحافظ نهرا ونون. وكان رد من الوزير طمأن فيه الحاضرين إلى تنفيذ الخطة بحذافيرها دون تعريض البيئة أو المواطنين لأي خطر صحي.
وكانت وزيرة الداخلية والبلديات رياّ الحسن، (راجع صورة عن قرار الوزيرة الحسن) أعطت تعليمات صارمة تدعو فيها السلطات المعنية في الشمال، من محافظ وقوى أمنية الى تنفيذ أوامرها، وفتح المكب أمام شاحنات النفايات.